تعد محافظة عفيف من ضمن التي عانت من أثر التوزيع العشوائي (للكليات الجامعية) وهي التي تعتبر من أكبر محافظات منطقة الرياض وتتوفر فيها جميع الاشتراطات الكافية لافتتاح اكثر من كلية جامعية بسبب نموها العمراني وكثافتها السكانية والطلابية حيث إن مساحتها تبلغ خمسة وعشرين ألف كيلومتر مربع، وتضم أكثر من مائة وثمانين مركزاً وقرية معتمدة، ويقطنها ما يقارب مائة الف نسمة، ومع أن هذه المقومات لم تكن كافية لدى مسؤولي التعليم لافتتاح كلية جامعية واحدة إلا أنها كانت كافية لإحباط آلاف الطلاب من ابناء المحافظة الذين كانوا يمنون أنفسهم بمستقبل زاهر من خلال كلية جامعية تريحهم من عناء مئات الكيلومترات التي يقطعونها أسبوعياً ذهاباً وإياباً مع طرق الموت الزراعية، هذا لمن سمحت له ظروفه بمواصلة الدراسة في الجامعات، أما الغالبية العظمى الذين وقعوا تحت تأثير الظروف الصعبة ومشقة الطرق الطويلة فقد أسهم غياب مؤسسات التعليم العالي وبعدها عن المحافظة في عدم إكمالهم تعليمهم الجامعي مما سبب إحباطاً نفسياً لهم وترتب عليه آثار اجتماعية واقتصادية كثيرة لعل أهمها البطالة، أضف إلى ذلك آثاره المترتبة على الدولة حيث يعتبر هدراً اقتصادياً يكلف خزينة الدولة سنوياً بسبب عدم تأهيلهم لسوق العمل، وتحقيق متطلبات التنمية التي رسمتها خطط التنمية الخمسية التي تؤكد على ضرورة تأهيل خريجي المرحلة الثانوية لسوق العمل وذلك بتوفير التعليم المناسب لاحتياجات التنمية، ولعل هذا الخلل يتضح بنظرة فاحصة ومتأملة لاحتياج سوق العمل في المحافظة حيث نجد أنها ما زالت بأمس الحاجة إلى كوادر بشرية مؤهلة في مختلف ا لتخصصات، ويتمثل ذلك في القطاع الحكومي والخاص الذي يحتاج إلى الكثير من المهن المختلفة التي لم تستطع المحافظة الاكتفاء منها طوال عقود من الزمن، وكمثال بسيط على ذلك نجد ان المحافظة تحتاج سنوياً أكثر من 75% من المعلمين في مختلف التخصصات. وهذا الاحتياج الكبير في سوق العمل بالمحافظة لا يمكن معالجته إلا بتواجد تعليم عال يستوعب أبناء المحافظة ويؤهلهم لسد احتياج محافظتهم وخدمة وطنهم وتحقيق رغباتهم في مستقبل مشرق، إن هذه المعاناة المستمرة والحاجة الملحة تتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل رئيس مجلس التعليم العالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي شهد التعليم في عهده قفزات واضحة تمثلت في افتتاح أكثر من ثلاث عشرة جامعة في فترة وجيزة، وفتح المجال لالتحاق آلاف الخريجين ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي يعمل على إلحاق الشباب السعودي بأرقى الجامعات العالمية.