توجد حالات من الهوس غير المبرر بالأسماء التجارية أو الماركات خاصة في مجال الملابس والساعات والعطورات ومساحيق الخداع!! هذه الحالات معروفة ومقدرة في كافة مجتمعات العالم ولكنها لدينا معروفة ومبالغ فيها بمعنى غير مقدرة (منفرطة) حتى تحولت الى ظاهرة او "موجة" في عالم الأعمال يركبها البعض ليحقق الثروات من جيوب البعض الآخر وكما قيل في الأزل "مصائب قوم عند قوم فوائد"!!. هذا الهوس خلق ارضية لكي يغزونا الفرانشايز والفرانشايزيون على ظهر دبابة أسمها الأذواق والحاجات (والمزاجات التي اعيت من يداويها)!! ولكم ان تروا بأم أعينكم كيف غزت شوارعنا العذراء أسواق الهايبر ماركت ومطاعم الوجبات الليموزين!! والكوفي شوبز من كل شكل ولون يبيعون قهوة مع ماء حار بعشرة ريالات!! (يا الله لا تعاقبنا!!). المشكلة لدينا ان هذه الظاهرة انتقلت كمثل النار في الهشيم (يعنى شبت فقل.. )!! الى مجالات قد لا يكون لها مستساغ مثل بعض انواع الخدمات والتسويق العقاري والمشاغل النسائية وصوالين الحلاقة والحبل على الجرار!! بل ان وجود تموينات صغيرة في حارات شعبية تستخدم نظام الفرانشايز المعقد (مثل 11- 7) قد تكون ظاهرة فريدة في مجتمع فريد!! والفريد حقا وجود مكتب عقاري بنظام الفرانشايز مثل سنشري وأخواتها فأصبحنا نرى عقارا يباع في الدريهيمية او خنشليلة ويذهب جزء من سعيه الى بوسطن ونيوجيرزي (مجبرا أخاك لا بطل)!!. والسؤال المنطقي يقول: هل المجالات غير المعقدة بحاجة الى نظام الفرانشايز او المشاريع المشتركة ام هي مجرد عقدة الأسماء؟ الجواب المنطقي يقول مبحوحا: ان طريقتنا في تضخيم ما يأتي من الآخرين وتحجيم ما ينتجه أبناء جلدتنا تحت وقع "عقدة الخواجة" هي السبب الرئيس لموجة الفرانشايز التي غزت شوارعنا وأسواقنا!! ولأزيدكم من الرمي حجرا يقال ان دراسات جدوى المشاريع والأبحاث والإحصاءات التي يتم قبولها بصدر رحب عند الدوائر المعنية لابد وأن تكون مطعمة باسم خواجة على وزن كرستينا وخورخي وألن وغيرهم مع ان المستشارين الوطنيين يستطيعون عمل المثل بدون أجر المثل، والأجر على الله!!. واستكمالا للبدعة والابتداع اخترعت الهيئة العامة للاستثمار جائزة باسم بورتر بنظام الفرانشايز كذلك!! مايكل بورتر شخصية أكاديمية معروفة وهو أستاذ في جامعة هارفود ومؤلف أشهر كتابين في الإدارة الإستراتيجية (كتاب الميزة التنافسية بالذات) ولكن أليس من الأفضل ان تحمل الجائزة أسما عروبيا محليا خاصة وأن مجال الجائزة هو تنمية الفرانشايز والمشاريع المشتركة تستخدم لنقل الانظمة والتقنية وتوطين بعض المفاهيم والاساليب المبتكرة ولكنها لدينا تحولت الى استعراض للأسماء الاجنبية والماركات المستوردة، والله المستعان!!. [email protected]