مبلغ لا يتجاوز الألفي ريال هذا ما تتقاضاه المعلمات السعوديات في القطاع الخاص وتتراوح مرتباتهن بين 1500- 2000ريال، مخصوماً منها مبالغ التأمينات الاجتماعية، مما يعني انهن يتقاضين وهن على رأس العمل مبلغاً أقل بكثير من الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين الذين يتقاضون مبلغ 1725ريالاً بعد التقاعد. المعلمات العاملات بالمدارس الخاصة مستقبلهن محفوف بمخاطر الاقالة عن العمل في أي لحظة لعدم وجود الأمان الوظيفي ما يجعلهن في قلق مستمر يمنعهن من الإبداع والتميز ومن ثم يؤثر سلباً في عملية النهوض بالعملية التعليمية، بعكس المعلمات العاملات في القطاع الحكومي اللائي يوجد لديهن الأمان الوظيفي، إضافة إلى انهن يتقاضين مبلغاً لا يقل عن 4000ريال مع وجود سلم وظيفي وتعديل للراتب سنوياً الذي لا تجده في القطاع الخاص. "الرياض" من خلال هذا التحقيق تنشر معاناة المعلمات في هذا القطاع اللائي يطالبن بتحسين أوضاعهن من خلال رفع الحد الأدني للرواتب إلى 2000ريال إضافة للتعديل السنوي واحتساب سنوات الخبرة. معاناة معنوية ومادية في البداية تحدثت "هلا عبدالرحمن" معلمة مساعدة في مدرسة أهلية غرب الرياض عن معاناتها قائلة: لديّ خبرة في التعليم الأهلي 8سنوات وهذه هي السنة التاسعة، أعمل الآن مساعدة وكل المدرسة على رأسي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فالسجلات الإدارية الخاصة بالمساعدة عددها كثير جداً علاوة على المهام الإشرافية الخاصة بالمساعدة وأقوم بتدريس مادتين للصف الأول وما يتعلق بذلك من سجلات تقويم ودفتر تحضير وعند التقصير في أي شيء ولو كان بسيطاً، فالإنسان كما نعرف غير معصوم من الخطأ تحاسبني عن ذلك مديرة المدرسة والتي قد تكون العقوبة بالطرد عن العمل. وزادت معاناتي مادية ومعنوية معاً فإلى متى أيها المسؤولون عن التعليم الأهلي، نريد الإنصاف ومساواتنا بأخواتنا موظفات الوزارة فقط. مصيرنا معلق باستمرارية المدرسة وتحدثت المعلمة الهنوف ناصر من مدرسة أهلية في وسط الرياض قائلة: أنا معلمة في القطاع الأهلي منذ 7سنوات ولا أزال في التعليم الأهلي حتى إشعار آخر فعندما تقدمت للعمل لديوان الخدمة المدنية وجدت شروطا تعجيزية بما معنى "لا يوجد وظائف بطريقة ملتوية" عندها اضطررت للعمل في التعليم الأهلي وكانت أول مدرسة عملت بها سنة كاملة ثم أغلقت المدرسة مما يعني اننا مهددات باغلاق المدرسة في أي وقت ثم عملت بمدرسة أخرى بمرتب 1500ريال مخصوماً منها الاجازات الرسمية ففي العام الدراسي الواحد نستلم 8أشهر تقريباً ناقصة فمرتباتنا تحسب باليومية مخصومة منها الاجازات الرسمية رمضان والحج واليوم الوطني والمؤتمرات وغيرها. وبيّنت انها تعاني من ظروف معيشية قاسية كونها مطلقة ولديها طفل مسؤولة عن الصرف علية وفي ظل الظروف المعيشية القاسية هذه الأيام والمرتب الزهيد لا استطيع توفير جميع متطلبات ابني مطالبة المسؤولين بالنظر في الأمر وزيادة المرتبات بعد أن فقدت الأمل في التوظيف الحكومي ولكن أملي في تحسين أوضاع التعليم الأهلي فقط في أسرع وقت. أجبرت على الاستقالة أوضحت هدى إبراهيم معلمة في مدرسة أهلية غرب الرياض معاناتها قائلة: كنت على رأس العمل في إحدى المدارس ثم مرض ابني مرضاً شديداً ما اضطراني للغياب عن المدرسة لمدة اسبوع مع وجود ورقة تفيد بأن ابني يحتاج للمرافقة لمدة اسبوع وعندما عدت للعمل وجدت ان المدرسة أحضرت معلمة بدلاً مني بدون أي إشعار لي بذلك ما سبب لي كثيراً من الحرج وأجبروني على التوقيع على ورقة طلب استقالة حتى لا يتبين لمكتب الاشراف هذا الفصل التعسفي وإن لم أوقع فسأحرم من راتب هذا الشهر فمن حقهم فعل ذلك بنا لعدم وجود رقابة عليهم فنحن نطالب ونناشد المسؤولين بالنظر في أمرنا كذلك بودنا لو كان هناك لقاء مباشر لنا مع المسؤولين حتى يسمعوا منا ونسمع منهم. 20حصة اسبوعياً ب 1500ريال أما المعلمة هند فهد معلمة لغة عربية بمدرسة في شمال الرياض أكدت على تعدد المشاكل التي تعاني منها الكثير من المعلمات في المدارس الأهلية بادية بالراتب قائلة نحن نعمل كما تعمل الموظفة في المدارس الحكومية بل وعدد نصابنا يفوق نصابهن غير ما يسند إلينا من أعمال أخرى فأنا رائدة نشاط وكما يعلم الجميع ان رائدة النشاط من المفروض ان يكون نصابها 8حصص وأنا نصابي 20حصة وكل هذا ب 1500ريال، أما بالنسبة للتعامل من قبل إدارة المدرسة فحدث ولا حرج فنحن نهان ونذل لأن بقاءنا أو الاستغناء عنا بيد المديرة وتقدير الأداء الوظيفي بيدها أيضاً. وزادت هند: نطالب ونناشد مسؤولي التربية والتعليم بأن يكون تقدير الأداء الوظيفي بيد المشرفات لأن بعض المديرات متحيزات لبعض الموظفات كذلك نطالب بوضع عقد موحد لجميع المدارس الأهلية يحقق الأمان الوظيفي للموظفة بألا يستغنى عن أي موظفة إلا لسبب كبير جداً لا سمح الله، كذلك يوضع شرط بألا تقل الرواتب عن 2000ريال كحد أدنى وأن تحتسب سنوات الخبرة عن كل سنة 100ريال مثلاً سواء كانت الخبرة من نفس المدرسة أو غيرها. أؤدي جميع المهن ب 1500ريال هياء سعد مرشدة طلابية في مدرسة أهلية بغرب الرياض تقول من المعروف ان مهام المرشدة الطلابية هي الاهتمام بالطالبات والتنفيس الوجداني للطالبات وما يتبع ذلك من سجلات عديدة ولكن السؤال هل هذا فقط هو ما تقوم به المرشدات الطلابيات في المدارس الأهلية؟ بالطبع لا فأنا أقوم بمهام أخرى كثيرة منها التدريس لمادة علم الاجتماع وعلم النفس على الرغم من الاختلاف الجوهري بين التدريس ومهام الارشاد الطلابي!!. إضافة إلى الاهتمام بالمقصف المدرسي من ناحية جودة البضاعة وصلاحيتها كذلك تعليق اللوحات في المدرسة وتنظيمها فأصبحت لا أدري هل وظيفتي هي مرشدة طلابية أم معلمة أم طبيبة أم مراقبة صحية أم نجار؟. ومع كل هذا عند التقصير في أي عمل ألاقي التأنيب من مديرة المدرسة بأوقح الأساليب مستخدمة سلاح تقدير الأداء الوظيفي ومع هذا المجهود الجبار والعناء الجسدي والنفسي المرتب 1500ريال مخصومة منها الاجازات الرسمية والتأمينات الاجتماعية. نطالب وزارة التربية والتعليم أن يكون تقدير الأداء الوظيفي بيد المشرفات التربويات فإلى متى يا وزارة التربية نحن في هذه الحال وكأننا نعيش في معزل عنكم. "في الجزء الثاني الاسبوع القادم (معاناة العاملين في القطاع الصحي الخاص)"