منذ عدة سنوات والمطالبات لم تتوقف بدراسة إعادة ميناء القنفذة العتيق. ونشرت عدة تحقيقات واستطلاعات صحفية إضافة إلى المقالات والكتابات في الصحف والبرقيات ولم نتلق يوماً إجابة من (الموانئ السعودية) يبين وجهة نظرها حيال ترك هذا الميناء التاريخي دون تشغيلٍ واستفادة من موقعه الاستراتيجي. وفي خضم فرحة أهالي القنفذة بالخبر المنشور في إحدِى الصحف عن اجتماع معالي رئيس المؤسسة العامة للموانئ يوم الأحد 2008/2/10م لبحث فتح ميناء القنفذة إلى الخبراء والمسؤولين ومناقشة الدراسات الميدانية. وترقب الأهالي نتائج ذلك الاجتماع نفاجأ بخبر يوم الثلاثاء 2008/2/12م بنفس الصحيفة عنوانه "الموانئ تنفي إعادة فتح ميناء القنفذة" وأن ذلك النفي جاء من مسؤول بالموانئ لم يوضح الخبر اسمه أو منصبه. ولا نعلم عن صحة الخبر الأول من عدمه وكذلك صحة خبر النفي من عدمه. لكنه أدى إلى صدمة أطفأت فرحة الأهالي حيث الآمال كبيرة والتوقعات عالية والثقة في أن يتم توجيه بعض الاستثمارات والصناعات إلى محافظة القنفذة قائمة تجسيداً لتوجيه قائد مسيرة الإصلاح ملك الإنسانية بأن تشمل المشاريع جميع المناطق. وميناء القنفذة معروف منذ القدم وقام بأدوار تاريخية مهمة إبان توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله. وكانت أخبار القنفذة وميناؤها ووصول البواخر إليها لم تتوقف في صحيفة أم القرى في بواكير أعدادها واتخذت القنفذة مركزاً لتبادل الرسائل مع الخارج عبر مينائها حيث كانت القنفذة قناة الاتصال المهمة مع العالم الخارجي كما قام الملك عبدالعزيز بتجهيز الميناء بالقنفذة لاستقبال الحجاج وهناك وثائق تاريخية تؤكد ذلك، إضافة إلى الاعتماد على إيرادات جمرك القنفذة كمصدر مهم للدخل. كل هذا التاريخ والموقع الاستراتيجي وما يمكن أن يقدمه من خدمات حديثة للحاضر والمستقبل فاستقبال واردات مناطق عسير والباحة عن طريق ميناء القنفذة أقل تكلفة من أي ميناء آخر لقرب المسافة وسينعكس ذلك على الأسعار بخفضها. إضافة إلى التصدير من خلاله وقربه كثيراً من الموانئ الخارجية في حالة تفعيل خطط التوسع في المدن الصناعية وتنويعها وتوزيعها من حيث الموقع والنوعية كذلك سيخفف ميناء القنفذة كثيراً من الضغط على الطريق الساحلي التي يتم من خلاله نقل البضائع حالياً من ميناء جدة إلى عسير والباحة وسيكون الطريق الساحلي أكثر أمناً من حوادث الطرق المريعة كذلك سيؤدي إلى انعاش مناطق ساحل تهامة القنفذة وما جاورها بإيجاد المشاريع الصناعية والاستثمارية وإقامة ما تتطلبه من بنية تحتية. ألم يشفع كل ذلك لدى المسؤولين بالموانئ إلى إعادة فتح ميناء القنفذة؟