يشكل مهرجان مسقط الذي يشمل هذه السنة فعاليات موسيقية وتراثية وسينمائية فرصة لجذب مئات الاف الزوار من سلطنة عمان والدول الخليجية الجارة، بعد ان تعافت إلى حد بعيد العاصمة من آثار اعصار مدمر ضربها الصيف الماضي. والمهرجان الذي انطلق الاسبوع الماضي في ظل طقس معتدل ويستمر حتى 15شباط/فبراير يوفر ايضا مئات فرص العمل للعمانيين خصوصا بعد ان نجح في جذب 3، 2مليون زائر العام الماضي. وبالرغم من الاعصار غونو الذي اجتاح سلطنة عمان الصيف الماضي والحق الكثير من الاضرار بالبنية التحتية في مسقط، تبدو المرافق التي تحتضن المهرجان بابهى حللها لاستقبال الزوار. ومن ابرز مواقع المهرجان الذي اطلق عليه هذه السنة شعار "سحر المكان وروعة التواصل"، حديقة القرم الطبيعية التي اجتاحتها مياه الاودية خلال الاعصار. ولا تتوقف حركة الزوار في مواقع المهرجان لاسيما حديقة القرم التي تقع في المنطقة التجارية الرئيسية في العاصمة، خصوصا في نهاية الاسبوع عندما يصل الاف العمانيين والمقيمين والخليجيين من الدول المجاورة، مع اطفالهم لحضور الفعاليات. ويقول هلال الشندودي الذي جاء بصحبة عائلته من ولاية عبري ( 300كلم جنوب غرب مسقط) "سنويا ازور المهرجان وهو فرصة للاطفال ليستمتعوا بفعالياته كما ان الاسعار في متناول الجميع (..) انه مهرجان عائلي وهادئ ليس فيه ضجيج مثل بعض المهرجانات الاخرى". ويشكل النشاط الثقافي جزءا مهما من فعاليات المهرجان هذه السنة. ويشارك في ندوات ينظمها المهرجان مجموعة من الكتاب والمثقفين العرب مثل عدنان الصائغ واحمد بخيت ومحمد العوني وسوزان عليوان ومحمد السبيتي والشاعر امجد ناصر ومن السينمائيين توفيق صالح ومحمد خان. واقيمت على هامش المهرجان كذلك ندوة عن حياة الاديب نجيب محفوظ، كما ينظم معرض عن فن الكاريكاتور يشارك فيه نخبة من رسامي هذا الفن العرب مثل علي فرزات وحيدر محمد وعبدالعزيز الصادق وحمد الغالب. كذلك تقام عدد من الندوات القانونية مثل ندوة حول المرأة العمانية وحقوقها القانونية. ويترافق مهرجان مسقط هذه السنة مع "مهرجان مسقط السينمائي" الذي يشهد عرض اكثر من اربعين فيلما عربيا واجنبيا كالفيلم الصيني "الاجنحة المختفية"، ومن مصر "الوان السما السبعة" و"صراع الابطال" و"في شقة مصر الجديدة" ومن البحرين "حكاية بحرينية" ومن سوريا "رؤى حالمة" و"خارج التغطية" ومن العراق "عبور الغبار". ويؤكد عبدالله بن احمد رئيس بلدية مسقط ورئيس اللجنة الرئيسية للمهرجان انه "ليس مثل بقية المهرجانات الخليجية فالفعاليات لا تقام في المراكز التجارية بل الفضاءات المفتوحة والحدائق وليس هناك مظاهر للتسوق". وتحظى القرية التراثية التي تشكل عصب المهرجان باهمية خاصة حيث يقبل عليها الاف الزوار لمشاهدة عروض حرفية وتراثية عمانية كاستعراض مختلف المهن والحرف التقليدية التي يمارسها العمانيون بين الامس واليوم. وقال الناطق الاعلامي للمهرجان خليل بن عبدالله البلوشي لفرانس برس ان "القرية التراثية مهمة في المهرجان فهي تمثل بعدا سياحيا لمن يريد ان يتعرف على السلطنة وايضا تعليميا وتثقيفيا للاجيال اليوم". وفي الوقت ذاته يتمكن الحرفيون من بيع بعض منتجاتهم للسياح ويكسبون مبالغ جيدة. والى الجانب السياحي والثقافي والرياضي للمهرجان، فان هذه التظاهرة باتت تمثل فرصة لشريحة واسعة من العمانيين الذين يستفيدون من المهرجان عبر فرص العمل التي يقدمها كالعمل في لجان المهرجان وتقديم الخدمات المساعدة للزوار واستئجار مواقع بأسعار رمزية يبيعون فيها منتجاتهم. وقال البائع عبدالله الشريقي انه يكسب حوالي 70ريالا يوميا ( 260دولارا) من بيع المشاكيك وهي وجبة شهيرة في عمان وعبارة عن اللحم المشوي المقطع لاجزاء صغيرة. واضاف "كما ترون فالمئات يقفون امام صفوف باعة المشاكيك كما يقوم الكثير من الشباب بالعمل على بيع الوجبات التقليدية الاخرى التي تلقى قبولا واسعا من الزوار". وهذا العام وظفت البلدية حوالي 800عماني في اعمال ووظائف مؤقتة من خلال اللجان والخدمات بالاضافة إلى التسهيلات التي تقدم لمن يريد ان يبيع أو يستفيد من ذلك عبر تخفيض الايجارات والتي "تحولت إلى رسوم رمزية"، بحسب المسؤولين. واستقطب المهرجان الذي تعود فكرة تنظيمه إلى 1996وتحول تدريجيا إلى مهرجان متكامل، 8، 1مليون زائر في 2005و2، 2مليون زائر في 2006وصولا إلى 3، 2مليون زائر في 2007.(أ. ف. ب)