رغم معارضة بعض نوابه، اعلن المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن ترشيح الامين العام المساعد للحزب العميد يحي علي الراعي رئيسا للبرلمان خلفا للشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رئيس التجمع اليمني للاصلاح المعارض والذي وافته المنية يوم 29ديسمبر/كانون الأول الماضي. وقال الحزب الحاكم ان الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي انهت اجتماعاً تشاورياً مساء الخميس برئاسة عبدالقادر باجمال الأمين العام للحزب بالتوافق على ترشيح الراعي رئيساً للبرلمان عن كتلة المؤتمر الذي يمتلك الغالبية داخل المجلس التي تمكنه من اختيار الرئيس ونوابه الثلاثة. واكد الحاكم في موقعة على شبكة الانترنت أن الكتلة المؤتمرية ستعقد اليوم السبت اجتماعاً آخر للتشاور حول بقية مرشحي المؤتمر لهيئة رئاسة مجلس النواب المزمع انتخابها مع الرئيس يوم الاثنين المقبل. وكان لغطا سياسيا كبيرا دار في أروقة السياسة في اليمن بعد تسريب معلومات تفيد بترشيح نائب رئيس البرلمان الراعي لرئاسة البرلمان، وهو شخصية عسكرية ومقرب من الرئيس علي عبد الله صالح، حيث كان اعلن بعض اعضاء كتلة الحزب الحاكم معارضتهم ترشيح الراعي ونيتهم منافسته، فيما دعا البعض الى تمثيل المرأة وبعض المناطق في رئاسة هيئة البرلمان المكون من 301مقعد يسيطر حزب الرئيس صالح على 223منها. وعلى الرغم من ان عاما تبقى على الانتخابات النيابية المقررة في ابريل 2009، فان المؤتمر الحاكم هو اللاعب الوحيد في تحديد من يرأس البرلمان وأعضاء هيئته، حيث ان المعارضة أعلنت انه لن يكون لها دور في العملية على الرغم من دعوة رئيس كتلة حزب الإصلاح المعارض عبدالرحمن بافضل تمثيل حزبه في هيئة رئاسة البرلمان التي يجري اختيارها بطريقة الاقتراع السري. ويرى مراقبون ان يكون خليفة الاحمر قادرا على ملء الفراغ الذي تركة الرجل نظرا لحجمة القبلي والسياسي والاجتماعي بشكل عام. من جانب آخر دعا الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني السلطة للاعتراف بالقضية الجنوبية. وأكد خلال "ندوة الحراك الشعبي في الجنوب قراءة في الأسباب -التداعيات -الحلول" - نظمها منتدى (حوار) الخميس بصنعاء - أن القضية الجنوبية سياسية وليست جهوية مناطقية، وقال: ما هو حاصل الآن في المحافظات الجنوبية من حراك احتجاجي شعبي هو نتاج لغياب المشروع الوطني ومشروع الوحدة الطوعي الديمقراطي السلمي الذي دمر في حرب صيف 94وما تلاها من استمرار لنهج الحرب وسياسيات الضم والإلحاق. وأضاف: إن الحراك يجري باسم القضية الجنوبية وهي قضية سياسية تعبر عن التاريخ السياسي للجنوب ضمن المشروع الوطني ويجب ألا ننظر للجنوب باعتباره جهة جغرافية فهو مشروع سياسي. واكد نعمان: ان السلطة لم تستطع أن تملا الفراغ وما نشهده اليوم هو فراغ لمشروع وطني تم التآمر عليه وبالتالي فإن الحراك تعبير عن ثقافة سياسية تاريخية كانت تضع الجنوب كمحرك للمشروع السياسي التاريخي، ويجب أن نفهم أن الحراك يعبر عن خلل نتج عن تدمير مشروع الوحدة وان الجنوب منهوب بفعل سلطة لم تقدم مشروعا وطنيا من بعد حرب 94م. من جانبه أكد القيادي في المؤتمر الحاكم احمد الميسري أن سوء إدارة الدولة وممارساتها الخاطئة سبب رئيسي لما يحدث في الجنوب. وقال: إن حل مشكلة أبناء الجنوب ليس في تعيين وكيل هنا أو هناك أو طائرة تقل مجموعة من أبناء الجنوب إلى مطار صنعاء. وقال الميسري وهو احد الاصوات التي ارتفعت ناقدة لاداء حزبها مؤخرا: وإنما الحل يكمن في إيجاد دولة نظام وقانون يحاسب فيها الوزير قبل الغفير، وأن يمارس أبناء الجنوب مهامهم وفقا للدستور والقانون بعيدا عن التهميش وعقدة الخوف، واضاف: علينا أن ندرك أنه بدون الوحدة سيكون المستقبل مظلما وعلى الجنوبيين أن يتحرروا من عقدة ابن الشمال، داعيا في السياق ذاته أبناء المحافظات الشمالية للمشاركة في الحراك مع أبناء المحافظات الجنوبية وتبني همومهم ومطالبهم للحيلولة دون رفع الشعارات الانفصالية.