حافظ فريق النصر الكروي الأول على حضوره المثير في مباريات (ديربي) العاصمة جماهيرياً وإعلامياً طوال السنوات الماضية التي ظلَّ خلالها بعيداً عن الظهور الفنِّي، والمنافسة الحقيقية سواء في مثل هذه المباريات أو على مستوى البطولات التي غاب عنها ردحاً من الزمن، وأعتقد أن إبقاء شكل التنافس التقليدي مع الهلال مع تلك الظروف القاسية هو بحدِّ ذاته نجاحٌ من شأنه المساعدة على عودة النصر لسابق أمجاده متى تسارعت خطوات العمل البطيئة على تقويته في جميع مراكزه. حضر التنافس والنصر في أسوأ حالاته، وظلَّ حاضراً والنصر يقبع في المرتبة التاسعة لفرق الدوري ؛ فكيف إذاً سيكون الحال والفريق الأصفر يبدأ استجماع قواه، واستعادة الثقة بنفسه، و معها القدرة على هزيمة الفرق المنافسة وحصد النقاط في مسابقة الدوري، والارتقاء إلى المرتبة الرابعة في إشارةٍ صريحةٍ تؤكد أن نصرَ اليوم تطوَّر كثيراً، وأظنُّ أن للمدرب الأرجنتيني (أساد) الدور الأكبر فيما تحقَّق للفريق من نقلةٍ يمكن وصفها بالنوعية قياساً بالوضع السابق، وإن كانت غير مُرضيةٍ لطموح العاشقين الباحثين فقط عن نصر ماجد التاريخي. (أساد) أعاد ترتيب الصفوف الخلفية، و ركَّز على انسجام الثنائي الهجومي الجديد سعد والشهراني، ويتألق هذا المدرب كثيراً في التعامل مع لاعبيه وجازفَ بإشراك عناصر شابة أصبحنا معها نشاهد فريقاً مختلفاً بنسبة 95عن الماضي، والقناعة في إمكاناته اليوم معقولة رغم عدم رُقيِّها لترشيحه لإحراز الألقاب من أمام المميزين جداً الذين يملكون لاعبين من الوزن الثقيل و يتطورون بخطواتٍ أكبر من تلك التي نرى عليها النصر الباحث عن هويته هذا الموسم. الهلال منافس قوي على بطولة الدوري الممتاز، ويملك أبرز نجوم الكرة السعودية المتسلحة بالخبرة والقدرة على الحسم ومدعوم بأجانب تأثيرهم الفنِّي الإيجابي أكبر منه في النصر لكن مشكلته تكمن في عدم قدرة مدربه الروماني (كوزمين) على الاستفادة من الإمكانات الهائلة الموجودة في الفريق الأزرق. مباراة اليوم مختلفة.. كون الخاسر فيها سيودع البطولة الغالية، وستخلق له معها مشاكل كبيرة تُظهر ما خفي من العيوب، أما المنتصر فسيدفع بنفسه نحو آمال تحقيق بطولة هامة تُخرجه من أزمات فقدان البطولات وإن كان النصر أحوج ما يكون لإحرازها. الهلال مرشحٌ بكل المقاييس الفنِّية لتجاوز غريمه المتطور بالنظر لجميع الخطوط بدءاً من الحراسة وانتهاء بمن هم مكلفون بهزِّ الشباك، والنصر يخضع الليلةَ بقيادة مدربه الأرجنتيني لاختبارٍ حاسم في موقعةٍ لا تقبل أنصاف الحلول، الفوز بنتيجتها سيقوده لتعزيز استراتيجيات فرض شخصيته الجديدة، أما الهزيمةُ فتعني فقدان فرصةٍ مواتيةٍ لتحقيق بطولةٍ مُتاحةٍ تتجدَّد معها الأحزان.