طالب صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن احمد بن عبد العزيز رئيس إقليم شرق المتوسط للوكالة الدولية لمكافحة العمى مجلس وزراء الصحة بدول الخليج بدعم طلب المملكة العربية السعودية بإدراج التوقي من الإعاقة البصرية والذي تم خلال اجتماعات جمعية الصحة العالمية في دورتها الستين بمايو 2007، واعتماد إجراء المسوحات السريعة "RAAB" لنسب وأسباب الإعاقة البصرية في دول المجلس لتمكن من خلال هذه النتائج التخطيط الأدق لسبل الوقاية والعلاج لمسببات الإعاقة البصرية. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمس في حفل افتتاح المؤتمر 64لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي، والذي تستضيفه المملكة بقصر المؤتمرات بالرياض ويختتم أعمالة مساء اليوم . وقال سموه : "تبين لنا أنه لم يتم تنفيذ طلب المملكة، رغم إقراره، في النص النهائي للخطة الإستراتيجية المتوسطة الأجل، لذا نأمل أن يدعم مجلسكم الموقر الطلب من منظمة الصحة العالمية تنفيذ القرار أعلاه وذلك خلال الاجتماع القادم لجمعية الصحة العالمية في مايو 2008م. وبين سموه ان احدث التقديرات الخاصة بإقليم شرق المتوسط تبين ان هناك ما يقارب ال 36.3مليون نسمة يعانون من الإعاقة البصرية، منهم 16مليون شخص مصاب بالعيوب الإنكسارية و 15مليون شخص مصاب بضعف الرؤية، و 5.3مليون شخص مصاب بالعمى، وأكثر من 75% من أسباب الإعاقة البصرية عالمياً يمكن علاجه أو الوقاية منه بواسطة استخدام تقنيات حديثة وغير مكلفة وهي الأكثر نجاحاً ضمن التدخلات الصحية. ونوه سموه بأهمية دعم مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي لأنشطة الإعاقة البصرية مما أثمر في جعل مكافحة العمى من ضمن أوليات عمل منظمة الصحة العالمية، جاء ذلك امتداداً للدعم القوي لإقليم شرق المتوسط في اجتماعات جمعية الصحة العالمية في عام 2006م وما قبلها. وكان الحفل الخطابي قد بدأ بالقرآن الكريم ثم ألقى معالي وزير الصحة السعودي الدكتور حمد بن عبد الله المانع كلمة ترحيبية، وقال : "انه بعد مضى اثنين وثلاثين عاماً على إنشاء مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي أصبحت تجربة تعاوننا المشترك نموذجا رائدا يحتذى به في تأمين رعاية صحية شاملة للإنسان الخليجي فانعكس ذلك بوضوح على العديد من مؤشراتنا الصحية في دول المجلس حيث انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع والأطفال دون الخامسة بصورة ملموسة، كما ازداد العمر المتوقع للإنسان عند الولادة يصل إلى معدل يوازي معدلات العمر المتوقع في الدول المتقدمة. وأشار المانع إلى أن الخدمات الصحية أضحت تعاني من ازدياد الضغط على مرافقها نتيجة للتزايد المستمر في معدلات النمو السكاني في الوقت ذاته زادت تكلفة تقديم الخدمات الصحية سواء في المرافق الصحية الحكومية أو الخاصة. وشدد المانع على أهمية دعم القطاع الخاص الصحي والذي أصبح قادرا على أن يساهم جديا في توفير وإدارة خدمات الرعاية الصحية لأبناء دول المجلس، وقال : "والمهم أن لا يؤدي الاهتمام بتفعيل القطاع الخاص إلى صرف النظر عن دور الدولة في توفير الخدمات الصحية الأساسية كالرعاية الصحية الأولية والصحة العامة والجوانب الوقائية إلى كل فئات المواطنين وبالأخص أصحاب الحاجة المادية إضافة إلى دورها الهام في سن التشريعات ومراقبة مستويات القطاع الصحي ضمانا لجودته .وأضاف المانع بالقول : "إننا ونحن نتطلع إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون في تحديد ملامح مستقبل السياسات الصحية بصورة أكثر وضوحا وتنفيذها وفقا لما يتوفر لدينا من التقنيات المتاحة والاستفادة القصوى من شبكة المعلومات الصحية التي ستسهم في دعم هذه السياسات ورسم الاستراتيجيات في المستقبل. عقب ذلك ألقى معالي وزير الصحة الكويتي عبد الله الطويل، رئيس الدورة الثانية والثلاثين لمجلس وزراء الصحة كلمة أوضح فيها أن الدورة الثانية والثلاثين شهدت جهود حثيثة للمجلس، وقال : " فقد كان بداية العام المنقضي انطلاقة جديدة لمسيرة التعاون الصحي الخليجي وذلك بالإعلان المشترك لوزراء الصحة حول داء السكري، كما حفل العام المنقضي أيضا بإشهار دولة الإمارات العربية المتحدة خالية من مرض الملاريا، وإعلانها لتدشين مبادرة المرافق الصحية صديقة سلامة المرضى، وكذلك حصول المملكة العربية السعودية على شهادة الإنجاز من منظمة الصحة العالمية لخلوها من مرض شلل الأطفال، وكذلك توقيع دولة قطر على الاتفاقية العالمية لتقييم اليدين، وتوقيع اتفاقية مانح بين المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومنظمة الصحة العالمية، وقد كان لكل هذا الجهد المبارك ثماره الطيبة حيث عقد خلال العام المنقضي (73) اجتماعا للجان الفنية و(51) لقاءا علميا ومؤتمرين وزاريين في الكويت وجنيف . ثم ألقى الدكتور توفيق خوجة المدير العام التنفيذي للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بالخليج كلمة بين فيها إن مكافحة الأمراض القلبية والوعائية والداء السكري والصحة المهنية وجودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى والرعاية الصحية الأولية وأنفلونزا الطيور وتكاليف الخدمات الصحية والأدوية والتجهيزات الطبية والتدريب والتعليم الطبي المستمر هي موضوعات في غاية الأهمية سيتم مناقشتها من لدن معاليكم في مؤتمركم هذا إضافة إلى غيرها من الموضوعات والقضايا ذات الأهمية لصحة المواطن في دول المجلس. وأشار خوجة الى انه تم الانتهاء من إتمام البني التحتية لمجلس الاختصاصات التمريضية في دولة قطر وتحديد شهر إبريل القادم 2008م موعدا لتدشين هذا الصرح الخليجي الهام، مؤكداأ ان لقد المكتب التنفيذي استطاع أن يوسع نطاق عمله حتى تبوأ المكانة المرموقة والسمعة الطيبة لأعماله، وإن هذا ليعطي مؤشرا هاما يؤكد على أهمية التخطيط السليم والتطوير الدائم لأعمال هذا المكتب، والنهج القويم الذي رسمتموه معاليكم لهذا المجلس ومكتبه التنفيذي . تلى ذلك كلمة معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي عبد الرحمن العطية هنأ فيها مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على نيله جائزة منظمة الصحة العالمية لمكافحة التدخين. وقال العطية : "يتطلع مواطنو دول المجلس إلى تحقيق المزيد من الإنجاز وبخاصة في مجال تكامل الخدمات الصحية وتوافرها للجميع دون تمييز، إنسجاماً مع الأهداف والغايات التي نص عليها نظام المجلس وتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو القادة يحفظهم الله. وأضاف الى القول : "وقد جاء قرار الدورة الثامنة والعشرين للمجلس الأعلى (الدوحة، ديسمبر 2007) بإعلان قيام السوق المشتركة اعتباراً من بداية العام 2008، ليفتح آفاقاً واسعة لتحقيق المواطنة الاقتصادية الكاملة لمواطني دول المجلس، وإنني لعلى ثقة في أنكم ستبذلون قصارى جهدكم ي سرعة التطبيق الفعلي لتلك القرارات بما يحقق المساواة التامة بين المواطنين، ويفتح مجالات أوسع للاستثمار والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية. وتطلع العطية إلى أن يتم استكمال الخطوات اللازمة لتنفيذ ما تم الإتفاق عليه في إجتماعكم بدولة الكويت (يناير، 2007) فيما يخص طرح مشاريع استثمارية للبحث مع القطاع الخاص، مثل إنشاء كلية لتخريج القيادات الصحية، ومركز للأبحاث الأساسية والتطبيقية، وإنشاء شركات متخصصة لصيانة الأجهزة والمستلزمات الطبية وللرعاية التمريضية لكبار السن وللأدوية. عقب ذلك شاهد الحضور فلم وثائقياً ابرز نجاحات مجلس وزارة الصحة بالخليج ومكتبه التنفيذي، بعد ذلك كرم معالي وزير الصحة السعودية الدكتور حمد المانع الدكتور ندى حفاظ عضو مجلس الشورى بمملكة البحرين ووزير الصحة سابقاً على جهودها وإسهاماتها بالمجلس، كما تلقت هدايا ودروعاً تذكارية من معالي وزير الصحة الكويتي عبد الله الطويل نيابة عن اخو انه وزراء الصحة بدول المجلس ومكتبه التنفيذي وكذلك من وزير الصحة الإماراتي حميد القطامي. وفي ختام الحفل التقطت الصور التذكارية لأصحاب المعالي الوزراء احتفاء بهذه المناسبة . تدشين "البارامديك" إلى ذلك اطلع معالي وزراء الصحة لدول مجلس التعاون وبحضورصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي أمس على فريق الاستجابة المتقدم والذي ولأول مرة يستخدم أدوية في موقع الحادث ومعالجة الإمراض مثل السكري والضغط والالتهاب الكلوي وغيرها. وقدم سمو الأمير فيصل شرحا موجزاً عن المشروع الجديد، وقال سموه في تصريح صحفي أن المصاب يمكن أن يعالج بالمنزل خاصة إذا انه لا يحتاج إلى نقل للمستشفى، وقد تم الاستعانة ببعض البارامديك (مقارب لطبيب الطوارئ) خاصة من جنوب أفريقيا واستراليا مؤقتا كمرحلة أولى في الرياض. وعبر سموه عن امله بان يتم خلال الشهرين المقبلين الإعداد في الرياض تتضاعف وقبل نهاية السنة ستصبح جميع مناطق المملكة مغطاة بهذه الخدمة . وأوضح سموه بقوله : "لدينا خمس فرق تعمل الآن من 8صباحا وحتى 8مساء متوزعة على خمس مناطق بالرياض، ومن 8مساء إلى 8صباحا هناك 3فرق تعمل ونأمل أن ترتفع إلى 25فرقة في الفترة النهار والى 10فرق ليلاً، وكل فرقة فيها بارامديك سعودي وآخر استرالي ومن جنوب أفريقيا مؤهلين بإعطاء الأدوية والجرعات".