نشرت صحيفة فايننشيال تايمز افتتاحية تحت عنوان "سياسة دعم المستبدين معادل للعب بالنار"، ذكر فيها ان الازمتين في كل من باكستان وكينيا فجرتا موجة من الانتقادات حول العلاقات البريطانية مع مستعمراتها السابقة، وبصفة عامة حول العلاقات بين الغرب من جهة وبين آسيا الوسطى والشرق الاوسط وجل افريقيا من الجهة الاخرى، وهي العلاقات التي يستفاد منها الدرس المحوري الآتي: ان دعم الاستبداد والتهاون مع الفساد في هذه الاقاليم لم يشجع الاستقرار كما كان يعتقد، بل افرخ التطرف ودول فاشلة، وترى الصحيفة انه برغم الوضوح الساطع لهذا الدرس، فلا يزال القادة الغربيين عاجزين بشكل مخزي عن ترجمته الى سياسة فعلية. ثم تستعرض الصحيفة هذا العجز البين في الحالة الباكستانية، حيث فضلت الولاياتالمتحدة وحلفائها طوال حقبة الحرب الباردة التعامل مع الجنرالات الذين اداروا باكستان لأكثر من نصف تاريخها منذ الاستقلال، في الوقت الذي تتشدق فيه بكلمات فارغة حول الديمقراطية. في "الحرب على الإرهاب" رداً على هجمات القاعدة ضد الولاياتالمتحدة في 2001قامت واشنطن وحليفاتها بدعم وتمويل سياسة الجنرال برويز مشرف وهي السياسة التي كان من نتيجتها مزيد من تقوية التطرف الإسلامي بوجه عام والجهادية المتطرفة بوجه خاص في باكستان، والتي اخترقت حتى الجيش والاستخبارات الباكستانية، ثم تستعرض الصحيفة عواقب اخفاق المملكة المتحدة في التصدي بحزم للفساد وللاحتكار القبلي للسلطة في كينيا، مشيرة الى اهمية كينيا كحليف امريكي مهم في جهود منع انتشار الجهاد في القرن الافريقي وشرق افريقيا، حتى لو كان الثمن في سبيل ذلك التسرع بالاعتراف بفوز الرئيس في انتخابات مزورة. وتختم صحيفة فايننشيال تايمز افتتاحيتها بالاشارة الى ان "اجندة الحرية" التي رفعتها ادارة بوش شعاراً لها اعتبار من عام 2002لا تتطابق مع السياسة الامريكية التي تحابي المستبدين والطغاة من القاهرة حتى إسلام اباد، محذرة من مغبة التواطؤ الامريكي والغربي العام مع الظلم والطغيان، لا سيما عندما يكون موجهاً للإسلام والحريات فعندها النتيجة إرهاب حتماً. (خدمة ACT خاص ب"الرياض")