(لا تهبء ثقتك لأحد، فقط أعرءها)! فرانسوا بروست @@@ ؟ أسوأ ما في الحياة، أن نصل إلى ما نريد، أو ما نبحث عنه، بعد فوات الأوان وبعد انتهاء الوقت المحدد للوصول، حيث الحرمان من ملل الانتظار، إلى مرارة الفشل في الوصول. يقول أحدهم إن (التوقيت هو كل شيء) ولن نصل إليه دون الاستعداد المسبق، والتحضير لهذا الوصول. وليست المشكلة في عدم الوصول للمرة الأولى لكن في تكرار هذه المرات، دون التفكير في أسباب إهمال الدقة في التوقيت. ومع الوصول المتأخر تضيع كثير من الفرص المواتية، والتي كان من الممكن أن تشكل مساراً مختلفاً لحياة كثير من البشر.. @@@ وأكثر إيلاماً للآخر، أن لا تشعر به عندما يصل متأخراً إليك، يصل وإن اختلفت المعايير التي كنت تقيس بها لحظة وصوله في ذلك الزمن الذي عبر دون عودة.. يصل إليك أحدهم بعد أن غادرت المحطة تماماً، ولن تتمكن بأي حال من الأحوال من العودة إلى المكان الذي كنت فيه، مهما كانت المغريات والسبب هو يتوقف على حدود، أن من غادر ليس بإمكانه العودة خصوصاً إذا كان انتظاره طويلاً جداً، وإحباطه لا يمكن التحرر منه، ولكن كل هذه المسببات لا تلغي السبب الأهم، وهو أن بعض الصفحات مهما ظللنا نقرأ فيها لسنوات قد يأتي زمن ونحرق الصفحة تماماً بعيداً عن مفهوم الارتداد الذي يمارسه البعض من حيث قلب الصفحة، ليتمكنوا من العودة إليها بقراءة باهتة وحروف مكررة، وصوت متهدج. @@@ يسعى البعض دائماً في حياته إلى منع الهزائم اليومية، والتصدي للهزائم المتواصلة بيأس، وإحباط، ولم يفكر أبداً في تجاوز هذه الهزائم، أو التفكير في مسبباتها، وأهمها التعامل مع كل الأمور، بسلبية، وعدم حسمٍ، أو جدية في اتخاذ القرار.. @@@ قاموس البعض لا يخلو أبداً من الشكوى، إن لم تكن هي كل القاموس المتفرد لهؤلاء، الشكوى من ضعف الصحة، من اعتلال الحالة الاقتصادية، من فشل الأبناء، من سوء الحظ، من الفشل الذي يترصدهم على الأرصفة، وأنت تستمع إليهم مرغماً، أو تصطدم بهم تشعر أن قصصهم هذه أصبحت جزءاً من حياتك وركناً موحشاً لابد أن تستقر فيه كلما صادفتهم.. تتفق معهم من أجل أن تمنح نفسك راحة الصمت من خلال منحهم وسام الاتفاق على كل شيء.. وتختلف عندما تريد أن تكون محارباً للحظات.. @@@ كلما اتسعت الرؤية، امتلك الإنسان ما يمكن أن يقوله..