انتقد الدكتور عبدالله العسكر عدم قيام الجهات المسؤولة عن الآثار في السعودية باكتشافات مهمة في البلاد منذ نحو 20عاما، وقال في ندوة أقامها (الثلاثاء) منتدى الثلاثاء الثقافي" في جزيرة تاروت (محافظة القطيف): "ما تزال الحفريات ضعيفة جدا، ولم تتوصل لأشياء ذات بال"، موضحا أن سبب ذلك كمن في عدم رغبة الجهات الرسمية في الاستفادة من المشاركة الخارجية التي تعتبر أكثر خبرة منها في هذا المجال. والندوة التي لخص فيها العسكر خلاصة نظرية يتبناها في بحثه، وهي "نظرية إشكالات التداخل التاريخي" تناولت قرامطة البحرين والقطيف الذين امتد حكمهم نحو 115عاما في القرن الثالث والرابع الهجريين. ورأى العسكر أن تاريخ القرامطة لم يحدث فيه أي تطور منذ نحو نصف قرن، داعيا لضرورة إعادة قراءة التاريخ عن طريق استخدام النظريات العلمية المحايدة، في إشارة منه لعدم اقتناعه بتدخل رجال الدين في كتابة التاريخ، معللا ذلك ب"عدم حيادهم في كتابة التاريخ". الأمر المؤدي للتداخل التاريخي، وقال: "في تاريخ القرامطة هناك تداخل تاريخي كبير مثل الدعائية والخلط بين شخصيات حقيقية وأخرى وهمية". وعن النظرية التي يطبقها العسكر في بحثه عن القرامطة قال: "إن التداخل التاريخي هو مصطلح تم ترجمته للعربية، وهو جديد على الثقافة العربية"، مضيفا "هذه النظرية تتيح للباحث التوصل لآفاق جديدة، وحين طبقتها على القرامطة توصلت لنتائج جديدة، منها ما يخص الشأن السياسي لهم". وعلى الرغم أن العسكر رفض الانصياع لبحث قضية نسب القرامطة والذي بحثه آخرون من حيث كونه فاسدا أم صحيحا، إلا أنه خلص في بحثه إلى أن نسب القرامطة الذين استوطنوا البحرين لم يجمعهم نسب واحد، مشيرا إلى أن دعوتهم الفكرية خليطة تتكون من مجموعة من التقاليد المتواجدة في كل من البحرين والقطيف والأحساء. ورأى أن القرامطة لم يكونوا متدينين، بل هم امتطوا الدين لخدمة أهدافهم السياسية، وهو ما خالفه فيه باحثون في تاريخ القرامطة حضروا الندوة، إذ قال محمد سلاط ( 57عاما): "لم تعامل حركة سياسية بظلم كما تم التعامل مع حركة القرامطة التي انطلقت من سوريا"، مشيرا إلى أن القرامطة ثلاث فرق هم قرامطة السواد في سوريا، قرامطة البحرين، قرامطة القطيف الذين اتخذوا من منطقة الزارة التاريخية عاصمة لهم في القطيف، وأضاف سلاط "تأثر القرامطة بفلسفات عدة، بينها افلاطون، وهذا انعكس على نظرتهم في الحكم، خصوصا في الشأن السياسي الذي حمل مبدأ الاشتراكية، الأمر المنعكس على المحرومين". وهو ما وافقه فيه العسكر.