تميز فريق الوطني طوال تاريخه الكروي الممتد إلى خمسين عاما بتخريج الحراس المميزين والموهوبين في صفوفه من أبرزهم الحارس السابق احمد ضاري الذي برز في صفوف الوطني قبل أن يخوض تجارب احترافية في أندية التعاون والهلال والأهلي إضافة إلى الحارس العملاق محمود ابوصابر الذي اعتزل بداية الموسم وصولا إلى الحارس المتألق في صفوف الوطني سلطان البلوي الذي قدم نفسه إلى عالم النجومية بإمكاناته ومهاراته العالية في حراسة المرمى حتى بات رقما صعبا في تاريخ الوطني من خلال مساهماته الكبيرة في انتصارات فريقه مذ كان يقبع في دوري المناطق حتى وصوله إلى دوري الأضواء ليتواصل عطاء البلوي لافتا الأنظار إلى نجوميته وإبداعاته بين الخشبات الثلاث. (الرياض) التقت بالحارس المميز سلطان البلوي في حوار موسع تحدث فيه عن مشواره مع الوطني ووجهته المقبلة وتطرق إلى العديد من شئون فريقه الذي يسير بخطى ثابتة نحو البقاء في دوري الأضواء بكل جدارة واستحقاق. @ كيف ترى نتائج فريقك الوطني الحالية وهل تشعرون بأن الفريق قادر على الاستمرار بين الكبار؟ - الحمد لله على ماتحقق لفريقنا هذا الموسم والكل شاهد نتائج الوطني منذ البداية وتحديدا منذ مباراة الاتحاد في الدور الأول وأعتقد أننا استطعنا الابتعاد عن مراكز المؤخرة منذ الجولة الثانية ووصل الفريق إلى مركز الوصافة قبل أن يستقر حاليا في المنطقة الدافئة وطموحاتنا كبيرة وإذا ما تأكد بقاء الوطني في الممتاز فهو انجاز لفريق يصعد للمرة الأولى للأضواء وكلنا أمل في تحقيق هذا الانجاز على ارض الواقع حيث قطعنا ما نسبته أكثر من 80% نحو تحقيق ذلك إن شاء الله. @ لماذا لاتزال بعيدا عن عالم الاحتراف الكروي؟ - يعود ذلك لعدم اقتناعي بجدوى احترافي في الوطني هذا الموسم لضعف الإمكانات المادية للنادي حيث لن يستطيع في الوقت الحالي تأمين متطلباتي وأهمها تأمين مستقبلي ولذلك رفضت العرض الذي قدمته لي الإدارة لعدم مناسبته وفضلت الاحتفاظ بعملي رغم بعده عن مدينة تبوك ومع ذلك فإدارة الوطني لم تقصر معي من ناحية الحوافز والمكافآت شأني شأن زملائي في الفريق. @ رفضت الانضمام للوطني بداية الموسم ثم تراجعت والتحقت بالفريق هل لاحترافك علاقة بذلك؟ - حدث ذلك فعلا ولكن كان بسبب زواجي في الصيف الماضي وتزامنه مع انطلاقة تدريبات الفريق فاضطررت للتفرغ لزواجي وتأجيل الالتحاق بالفريق ولكن لا أخفيك أنني شعرت بالإحباط من محاولة الإدارة إخفاء العروض الاحترافية التي قدمت لي من أندية كبيرة في الممتاز وتحفظت عليها إدارة النادي وبعد تسرب معلومات لي عن هذه العروض واجهت إدارة النادي بالحقيقة حيث كان ردها أننا لا نستطيع الاستغناء عنك هذا الموسم تحديدا، عندها فضلت البقاء في الفريق وتغليب مصلحة الفريق على مصلحتي الخاصة ومن اجل جماهير الفريق التي كانت متمسكة ببقائي في الوطني بعد صعوده للممتاز. @ ولكن بماذا تفسر خوضك عددا من التجارب في تمارين بعض أندية الممتاز كالاتحاد والنصر والشباب والحزم قبل انطلاقة الموسم والتي لم يكتب لها النجاح؟ - أخالفك الرأي فأنا لاعب هاوٍ مع فريقي الوطني ولا يحق لي الانتقال إلى أي نادي إلا بموافقة إدارة الوطني من خلال تنسيقي وكل هذه الأندية التي ذكرت هي من طلبني للمشاركة في تدريباتها ولكن كما ذكرت لك تمسك إدارة الوطني بي كحارس مرمى أساسي منعني من الانتقال إلى أي ناد آخر ومعاودة هذه الأندية لتقديم عروضها الاحترافية بعد ذلك لطلبي رسميا من الوطني دليل على نجاحي وبمشيئة الله سأكون الموسم المقبل في احد الأندية الكبيرة ولا أتوقع أن ترفض الإدارة ولو كان فقط تقديرا لتضحياتي ومشواري مع الفريق منذ كنت في الناشئين. @ خبرة وصلابة دفاع الوطني هذا الموسم هل ساهمتا في بروزك كحارس مرمى؟ - لا أنكر ذلك والوطني ككل استفاد من خبرة وصلابة المدافعين محمد الحمدان وطارق المولد وكذلك تراوري إضافة إلى كابتن الفريق موسى سنيد وبقية زملائي وهذا ما ميز الوطني هذا الموسم وكرة القدم لعبة جماعية وتفوق الفريق بشكل عام يساعد على تفوق جميع اللاعبين وتقديمهم العطاء والعمل المطلوب داخل الملعب. @ هل تأثرت باعتزال الحارس السابق محمود أبو صابر خاصة وانه كان يقوم بتدريب الحراس الموسم الماضي إلى جانب مشاركته كحارس مرمى؟ - الوطني منبع الحراس والكابتن محمود أبو صابر من أهم وابرز الحراس الذين مروا على الوطني وقد استفدت من خبرته كثيرا منذ كنت في الناشئين وتألمت كثيرا لابتعاده بهذه الطريقة دونما تكريم من إدارة النادي أو تكليفه بالعمل في الأجهزة الإدارية أو الفنية في النادي رغم خبرته ومشواره مع الفريق لأكثر من (22) عاما خدم خلالها النادي بكل إخلاص وبصراحة أصبحت أخشى كثيرا من مصير زميلي ابوصابر أن يتكرر معي مستقبلا سواء في الوطني أو في أي نادٍ آخر فمن خدم وضحى فهو بلا شك يستحق التكريم والتقدير بدلا عن التهميش. @ وجود الحارس فيصل المرقب والحارس الشاب أسامة الحمدان هل يهدد مركزك مع الوطني؟ - بالعكس وجودهما كان بمثابة الحافز لي ولهما من خلال التنافس الشريف في التدريبات وفي أي فريق إذا افتقد البديل الجاهز يهبط مستوى اللاعب وكذلك الحارس ونحن إخوان وأصدقاء داخل وخارج الملعب ولم يؤثر علينا التنافس على حراسة مرمى الفريق. @ ولكن الوطني لا زال يفتقد للاعب الهداف في مبارياته رغم تكامل صفوف الفريق ووجود البديل الجاهز؟ - أشاركك الرأي في هذا الجانب وهو فعلا مايفتقده الوطني في المباريات الماضية رغم اجتهادات زملائي المهاجمين وتناوبهم على تسجيل الأهداف ولكن يبقى الفريق يعاني من عدم وجود لاعب يسجل من الكرات العرضية باستخدام رأسه ووجود مهاجم حقيقي داخل منطقة ال 18ولعل طريقة المدرب من خلال اللعب الجماعي وتحرك الفريق ككل عوضت شيئا من هذا الجانب وحقق من خلالها الفريق انتصاراته في الدوري. @ (تشيلافيرت) الكرة السعودية ماقصة هذا اللقب ومن أطلقه عليك؟ - يعود ذلك إلى موسم 1417ه عندما شاركت مع الوطني أمام فريق تيماء في دوري أندية تبوك وتقدمت لتنفيذ ضربة ثابتة بالقرب من مرمى الفريق الخصم ونجحت في تسجيلها هدفا لفريقي رغم أنني لعبت حارس مرمى وأطلق بعدها زملائي لقب (تشيلافيرت) الكرة السعودية وواصلت بعد ذلك تسجيل الأهداف مع الوطني بهذه الطريقة ويعود الفضل بعد الله في نجاحي وتشجيعي على ذلك للمدرب السابق للوطني خالد بن محفوظ - رحمه الله- وكذلك مدرب الحراس السابق السيد الناغي. @ ولكن نجاحك في تنفيذ الضربات الثابتة القريبة من خط ال 18الموسم الماضي اختفى هذا الموسم في دوري الأضواء ما الذي اختلف معك؟ - مباريات الممتاز تتميز بحساسية وتنافس كبير وحضور جماهيري لا يغفر الخطأ للاعب أو الحارس ومدرب الفريق الكابتن عبود الخضري رأى انه لا تجب المغامرة بخروجي من المرمى لتنفيذ الضربات الثابتة وبقاء المرمى مكشوفا ولكن بعد وضع الفريق المستقر حاليا في الدوري ومجموع نقاطه الجيد منحني المدرب مؤخرا الضوء الأخضر لتنفيذ الضربات الثابتة وان شاء الله ستشاهدون أهدافي مع الفريق في المباريات المقبلة .متى ماسمحت لي الفرصة رغم انه هو المهم فوز الفريق بغض النظر عمّن يسجل. @ شاركت مع منتخبنا الوطني الأول في دورة التضامن الإسلامي الأولى في الرياض والتي أقيمت في عام 1425ه لماذا لم تستمر مع المنتخب بعد ذلك؟ - أولا لقد أضافت هذه المشاركة لخبرتي الشئ الكثير خاصة وأنني كنت الحارس الثالث بعد الحارس العملاق محمد الدعيع وزميلي محمد خوجة ولكن مدرب المنتخب آنذاك الأرجنتيني كالديرون قال لي بعد احد التمارين التي شاركت فيها مع المنتخب: إذا أردت أن تستمر مع المنتخب في البطولات المقبلة لابد أن تنتقل من فريقك الوطني إلى احد الأندية الكبيرة لتطوير مستواك ولن استطيع المجازفة بك أمام الجماهير وأنت تشارك فريقك في الدرجة الثانية وحينها لم استطع إقناعه فقد شعرت انه ينوي إبعادي وهو ماتم فعلا بعد ذلك. @ إذن هل توقفت طموحاتك كحارس مرمى عند هذه المشاركة؟ - لا لم ولن تتوقف إن شاء الله فحلم كل لاعب تمثيل بلاده في المحافل الدولية وخدمة وطنه وكنت أتمنى أن يشاهدني مدرب المنتخب السابق (كالديرون) حيث صعدت مع زملائي في الوطني بعد حديثه إلى الدوري الممتاز في ثلاثة مواسم فقط منذ عام 1425ه عندما كان الوطني يقبع في الدرجة الثانية وكنت الحارس الأساسي للفريق ويكفي أن حارس المنتخب السابق عبدالله الدعيع من أبطال المنتخب في آسيا 84م وهو قادم من نادي الطائي عندما كان في الدرجة الأولى وكذلك شقيقه محمد الدعيع برز أولا مع الطائي قبل الهلال وتبقى موهبة الحارس أو اللاعب لا تعترف بالزمان أو المكان ولذلك فحتى لو بقيت في صفوف فريقي الوطني الموسم المقبل فإن طموحي المشروع هو تمثيل منتخبنا الوطني في مونديال 2010م إن شاء الله وسأبقى في خدمة وطني في أي وقت.