يتمتع مجتمعنا السعودي الكريم بكمية ممتازة من المشكلات اليومية الخفيفة، والمزمنة كاملة الدسم!. هذا ليس تهكماً بالمجتمع ولا بالمشكلات إطلاقاً، ففي إطار الدراما من المهم أن نتفاءل بأننا سنجد يوماً ما من يشبهوننا على الشاشة بمشكلاتنا الحقيقية لا المفتعلة التي تنسب إلينا مجازاً دون وجه حق ونحن منها براء. أقصد بذلك مسلسلات البكاء والنواح التي لا حل لها إلا بموت الأبطال!. ما يدل على انحسار رغبة أصيلة في الإنسان هي رغبة البناء تلك التي تبدت في أعمال قديمة من بينها مسلسل "إلى أبي وأمي مع التحية" الذي ظهر في أواسط الثمانينيات بشكل جميل مازال الناس يتذكرونه. المسلسل كان يعج بالمشكلات وحلولها تلك التي يجد من خلالها المشاهد حلاً شخصياً لمشكلاته وبالتالي تساهم في بناء الإنسان بشكل إيجابي ومشوق. وحدة الإرشاد الاجتماعي منشأة محترمة تستحق بالفعل كل إجلال واحترام تقدم يومياً خطاً مفتوحاً لاستقبال مئات المشكلات يتم "حلها" ومتابعتها من قبل خبراء ومختصين. ماذا لو تعاون قطاع الإنتاج الدرامي مع منشأة كهذه، حقيقية ولها قدرة غير عادية على سرد عدد مهول من المشكلات وحلولها المبتكرة والتي وجدت بالطبع خلاصها. لا بد أن تعاوناً كهذا سيكون مشوقاً للناس ومحفزاً للمتابعة ليس فقط لأنها مشكلات حقيقية، وليس فقط لكونها حلولا مبسطة وعبقرية، بل لكونها تنتهي بنهاية سعيدة تمنح شيئاً من الأمل والتفاؤل. من ناحية أخرى يمكن لقطاعات من نوع وحدة الإرشاد الاجتماعي أن تستثمر الدراما المصنوعة بشكل ممتاز في توعية المجتمع وتثقيفه من خلال أكثر المواد الإعلامية حضوة عند المشاهد. أما من ناحية الدراما فستكون فرصة للعودة من أفلاك ال "لا حل"، هذه العملية الماهرة في جعلنا نحبط ونيأس ونفقد الأمل في العالم من مجرد المشاهدة!.