مسلسل صح النوم (أبيض وأسود) يكاد يكون هو الأشهر عربيا حتى يومنا هذا رغم مضي عرضه كمسلسل أكثر من أربعين عاما، هو الانطلاقة الحقيقية للدراما السورية العالية الوهج حاليا بل هو الدليل على اللهجة السورية وتعريفها عربيا، من منا لا يذكر غوار وأبو عنتر وفطوم وياسين وغيرهم من النجوم المؤسسين للدراما السورية؟، بعد تعملق هذا المسلسل أتيح انتاجه كفيلم في نهاية السبعينات (ملون) ومع ذلك يبقى المسلسل أكثر نكهة وتخليداً للمواقف وذكريات أبدية (دريد لحام - نهاد قلعي - نجاح حفيظ - ياسين بقوش - عبداللطيف فتحي - ناجي جبر - محمد الشماط) واخراج خلدون المالح اسماء يتذكرها السوريون كثيرا بعد علو كعبهم حاليا؟!. عضلات "أبو عنتر" وطيبة حسني البرزان وذكاء غوار وسذاجة ياسين ومال وجمال فطوم، اختلاف في التوجهات لكنها تبقى قائمة للاصطدام بالحنكة الدرامية الجميلة والبساطة في التقديم والمعنى الجميل الذي يصاغ ويفرد للجمهور، هناك ضحك وفكاهة عفوية لكنها قوالب درامية تعطي دلائل لتصحيح الافكار، ليست دراما تقليدية بل كانت إشارة لنمو الفكر الدرامي السوري رغم تدنيه كميدياً واعتلائه تراجيديا. أربعون عاما لا تنسى مع غوار ورفاقه، صح النوم مازال يطرح سؤالا على القائمين على الدرامات السورية هل كل دم ثقيل باستطاعته أن يكون مميزاً كوميدياً كما كان في مسلسل (صح النوم) أو (حمام الهناء) قبل ظهور التلفزيون، إذن صح النوم قبل أربعين عاماً.