ومازال الكثير من مشاهدي التلفاز أيام الأبيض والأسود يذكرون ذلك المسلسل السوري الرائع (صح النوم) الذي كان يقوم ببطولته المرحوم/ نهاد قلعي والمسمّى بحسني البرزان ومعه سيئ الذكر/ دريد لحام الذي كان اسمه غوار الطوشي وبالمناسبة فإن دريد لحام كان بالنسبة لنا مثالاً للفنان الثائر على الظلم والقهر والفساد من خلال مسرحياته التي كانت تنال إعجابنا وتقديرنا لأنها تتبَّع مواقع الفساد وتحارب الظلم، غير أننا فوجئنا به بعد ثورة الشعب السوري أنه كان يمثل فقط ولم يكن يعني ولا يؤمن بما كان يقوله في ضيعة تشرين، أو كأسك يا وطن.على سبيل المثال حيث ثبت أنه كان يؤذن له بتلك الأدوار من قبل النظام الحاكم حتى يعطي للشعب السوري والعربي انطباعاً أنه لا سقف للحرية في سوريا والدليل تلك المسرحيات. والناس ينفسون عن بعض آلامهم وهمومهم بمشاهدتها . وما أن ثار الشعب السوري حتى كان ومعه قطيع من (جرذان الفن) يختبئون تحت أجنحة النعامة وفي جحورها ويطلقون ألسنتهم تؤيد قتل الشعب السوري من أجل بقاء النعامة.. الجملة التي دعتني لكتابة هذا الموضوع هي ما كان يردّده المرحوم نهاد قلعي حيث يقول: إذا أردنا أن نعرف ماذا يجري في البرازيل فعلينا أن نعرف ماذا يجري في إيطاليا أولاً. هذه العبارة هي واجبة النفاذ الآن ولم تعد نكتة كما قصدها المرحوم فكيف نعرف ماذا يجري في سوريا دون أن نعرف ماذا يجري في دول الجامعة العربية ويجب أن نعرف ماذا يجري في مجلس الأمن وأن نعرف ماذا يريد الروس وأن نعرف لماذا تنحاز الصين والهند وجنوب إفريقيا ويجب أن نعرف أن الثقل العربي والإسلامي في السياسة الدولية يساوي صفراً أم أنني واهم وأن مسلسل صح النوم مازال يعرض ولكن بالألوان في الوقت الحاضر.