أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة على أن السياحة الوطنية لا تعاني من نقص الترويج لها أو الإقبال عليها بقدر ما تعاني من نقص وقصور في العديد من الخدمات والمشاريع السياحية. مشيرا سموه إلى أن أمنيات غالبية المواطنين أن تكون سياحته الأولى هي السياحة الوطنية التي تحتاج اليوم إلى أن تتطور بشكل أساسي وشكل عميق حتى ترقى لمستوى ما يطلبه المواطن في بلده من عدم التنازل عن الجودة أو الأسعار المعقولة أوالبرامج المتميزة. جاء ذلك في تصريح صحفي عقب توقيع سموه أول أمس ومعالي مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس خالد بن عبد الله الملحم على برنامج العمل المشترك لتفعيل مجالات التعاون بين الهيئة العليا للسياحة والمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية حول تطبيق توصيات الإستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية. وأشار سموه إلى أن هناك تحولا إيجابيا مهما في الفهم والوعي العام والقبول للسياحة الوطنية، وما تبع ذلك من تنامي في الإقبال عليها والتعامل معها بكل ثقة من جميع فئات المجتمع . مجددا سموه تشبيه ما تحقق بأنه "جمرة حارة هناك من يعارضها ويتوجس من إمكانية نجاحها في بلادنا، تم تحويلها إلى فرصة حارة ليست للمواطنين فقط وإنما أيضا للدولة التي أمامها قطاع اقتصادي مهيأ للنمو بعد إتمام ما يحتاجه هذا القطاع من تنظيم وهيكلة، متأملا سرعة صدور القرارات الأساسية لدعم قطاع السياحة الوطنية كما نريد ويريده ولاة الأمر بحيث تكون بحجم وتميز هذا البلد. وأشار الأمير سلطان إلى أن الإستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة التي أقرتها الدولة تضمنت منظومة متكاملة وحزم من الأنظمة والقرارات الأساسية التي تهيكل السياحة الوطنية حتى تنتظم كقطاع اقتصادي، مؤكدا أن السياحة اليوم تعتبر صناعة اقتصادية لها أنظمتها وبنيتها التحتية، ولا يكفي أن تكون تسويق أو فعاليات سياحية أو مهرجانات بل يجب أن يكون هناك تكامل لنجاحها هذه الصناعة. وتوقع سموه في رده على أسئلة الصحافيين انتهاء الهيئة خلال الأسبوعين المقبلين من إنجاز مرحلة تقييم العروض لمشروع العقير ودراستها ورفعها للمجلس الاقتصادي الأعلى لاتخاذ القرار في هذا الجانب، مشيرا إلى أن الهيئة سوف تبدأ بعد الانتهاء من هذا مشروع العقير في الوجهات السياحية على البحر الأحمر بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية وشركائها في القطاعين العام والخاص. وأكد الأمير سلطان بن سلمان على الدور الكبير المأمول من النقل الجوي في دعم السياحة الداخلية وتسهيل وصول المواطنين إلى الوجهات السياحية المختلفة في كافة مدن المملكة. مشيرا إلى أن هذا البرنامج الذي يعد بداية في سلسلة اتفاقيات التعاون مع شركات النقل الجوي يهدف إلى العمل على تحقيق التكامل بين صناعة السياحة وقطاع النقل الجوي. بالإضافة إلى تفعيل وتطوير برنامج (اكتشف المملكة) محليا مع العمل على تخفيض أسعار عروض الحزم التسويقية لهذا البرنامج، وتقديم العروض التي تسهم في تطوير وترويج البرامج السياحية الداخلية. وقال سموه أن الخطوط السعودية كمؤسسة وطنية رائدة أصبحت شريكاً في كثير من المشاريع والبرامج لترويج السياحة الوطنية، ونقل المسافرين، وفتح أبواب جديدة لنقل السياح في أرجاء الوطن، مبديا اعتزازه بما تمر به هذه المؤسسة من مرحلة تطويرية، وبرعايتها للملتقى السنوي للسفر والاستثمار السياحي الذي تنظمه الهيئة في شهر ربيع الأول القادم في الرياض، ومتأملا سموه في الوقت نفسه أن تكون هذه الشراكة فاعلة وقوية ولها بعد اقتصادي. وأوضح الأمين العام للهيئة أن برنامج العمل مع الخطوط السعودية يعد خطوة مهمة لتنمية قطاع السياحة، مؤكدا أن فرق العمل بدأت فعلياً في تفعيل هذا البرنامج والذي يسري مع شركاء المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية من الناقلين المحلين، وذلك من خلال خطة عمل مفصلة في الموضوعات ذات الصلة توزع بشكل واضح الأدوار والمسؤوليات المناطة بكل جهة، بما يضمن التنفيذ الفعال لبنوده وتوصياته، وترفع تقارير دورية موحدة عن تقدم سير الإنجاز في البرنامج. من جانبه أكد مدير عام الخطوط الجوية السعودية على أهمية الاتفاق مع الهيئة العليا للسياحة في دعم السياحة الوطنية، موضحا أن المملكة تضم 26مطارا داخليا ودوليا، وأن قدرة المواطن أنه يصل من منطقة إلى أخرى ميسرة سواء عن طريق رحلات مباشرة أو غير مباشرة.