يجري اليوم الثلاثاء الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه محادثات مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف في إطار الجولة التي شرع فيها هذا الأخير مساء أمس الأول إلى عدد من دول أوروبا الغربية لمحاولة الحصول على دعم للسياسة التي ينتهجها حيال المعارضة الإسلامية المتشددة في بلاده إزاء الإرهاب الذي تأتيه حركات إسلامية متطرفة وبخاصة شبكة القاعدة وحركة طالبان. وقد علمت "الرياض" من مصادر مطلعة في العاصمة الفرنسية أن نيكولا ساركوزي سيطلب اليوم من ضيفه ضرورة العمل في مرحلة أولى على إنجاح الانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في باكستان يوم الثامن عشر من شهر فبراير المقبل والسعي في ما بعد إلى ترسيخ دولة القانون انطلاقا من قناعة فرنسية مفادها أن إحلال الديمقراطية في باكستان هو الوسيلة الأفضل لتجنب شر الحركات الأصولية المتطرفة النشطة في باكستان ولاسيما حركتا القاعدة وطالبان. كما سيطلب الرئيس الفرنسي من نظيره الباكستاني الحرص على تسهيل التحقيق الجاري حول ظروف اغتيال السيدة بناظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة يوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر الماضي. وتعد باريس المحطة الثانية في جولة مشرف الأوروبية التي استهلها ببروكسيل حيث أجرى أمس الاثنين محادثات مع جاب شيفر أمين عام حلف شمال الأطلسي وخافيير سولانا ممثل الاتحاد الأوروبي الأعلى المكلف بالسياسة الخارجية، كما التقى مشرف في بروكسيل رئيس وزراء بلجيكا. ومن المنتظر أن يصل غدا إلى سويسرا للمشاركة في قمة دافوس الاقتصادية وإجراء محادثات على هامشها مع عدد من المسئولين من بينهم كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ونوري المالكي رئيس الوزراء العراقي وحميد قرضاي الرئيس الباكستاني. ثم يختم مشرف جولته الأوروبية في لندن حيث سيجري يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري محادثات مع غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني يؤكد له فيها على ضرورة وقوف الغرب كل الغرب معه لأنه يعتبر نفسه الوحيد القادر في باكستان على تطويق الخطر الذي تشكله حركتا القاعدة وطالبان. وقد تزامنت هذه الجولة وإجراءات أمنية مشددة اتخذت في عدة بلدان أوروبية غربية تحسبا لعمليات إرهابية. بل إن صحيفة (الباييس) الإسبانية أكدت أمس أن أجهزة المخابرات الإسبانية أعلمت السلطات البرتغالية والبريطانية بأن لديها معلومات تعزز احتمال إقدام مجموعات إسلامية متطرفة على اقتراف أعمال إرهابية في كل من البرتغال وبريطانيا العظمى وربما في بلدان أوروبية غربية أخرى هذه الأيام احتجاجا على جولة مشرف الأوروبية وفي مسعى للضغط على حكومات الدول التي زارها أو سيزوها وحملها على عدم مساندته. والملاحظ أن السلطات الإسبانية كانت قد أوقفت قبل ثلاثة أيام أربعة عشر شخصا أغلبهم باكستانيون واتهمتهم بالإعداد إلى عمل إرهابي في مدينة برشلونة.