احتفلت جامعة الخليج العربي بيوبيلها الفضي موثقة بذلك مسيرة 25عاما من العطاء العلمي المتميز الذي مد يده لكافة أبناء الخليج في مجالات الطب والعلوم الطبية والدراسات الأكاديمية العليا. وتعد جامعة الخليج العربي واحدة من المشروعات الخليجية المشتركة الناجحة والتي اتسمت بالاستمرار والثبات ومقاومة كافة الظروف والمتغيرات والصعوبات التي اعترضت طريقها على مدى ربع قرن. وحول فكرة إنشاء الجامعة قالت رئيسة جامعة الخليج العربي الدكتورة رفيعة غباش في تصريح خاص أن الفكرة انبثقت انطلاقا من الدور الجليل للتعليم العالي والجامعي في تطوير المجتمع الخليجي وتوفير احتياجاته من المتخصصين والخبراء في شتى المجالات المهنية ذات الأهمية في المجتمع. وعن الاحتفال قالت غباش ان الجامعة تستعد للاحتفال بهذه المناسبة، حيث ستطلق في هذا الإطار مجموعة من الفعاليات أولها افتتاح المؤتمر العلمي الخامس لطلبة الطب الذي يقام في الفترة من 6إلى 9فبراير (شباط) المقبل في ظل مشاركة 700طالب وطالبة من طلبة كليات الطب في كافة دول مجلس التعاون، حيث يستضيف المؤتمر الذي يحمل عنوان: (العلوم الجينية في الدول النامية تجسير الهوة بين الشعوب) ويشارك فيه العديد من العلماء والباحثين الخليجيين والعرب والعالميين الذين تشهد لهم انجازاتهم في هذا المجال لتقديم دراسات علمية متخصصة في مجال العلوم الجينية. وأضافت غباش أن جامعة الخليج العربي أصبحت صرحا أكاديميا متميزا منذ انطلاقتها بعد أن اتخذ المؤتمر العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج العربية في دورته الرابعة التي عقدت في البحرين من عام 1979قرارا بإنشاء هذه الجامعة بحيث تكون البحرين مقرا لها، ومنذ تلك الفترة وحتى الآن والجامعة تلعب دورا هاما للطلبة الخليجيين الملتحقين بها لدراسة الطب والدراسات العليا في التخصصات المختلفة. وقالت الدكتورة رفيعة غباش انه بعد تدارس الظروف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لدول مجلس التعاون وما تواجهه من تحديات حضارية وما يربطها من وشائج تاريخية وتطلعات مشتركة نحو مستقبل زاهر يكون أحد نتاجها خلق نوع من التلاحم الوجداني والوحدة الفكرية والتقدم العلمي لأفراد هذا المجتمع مما يحقق للمنطقة الرقي الحضاري والنهضة التنموية في شتى المجالات. وبموجب قانون إنشائها فان جامعة الخليج العربي تعد هيئة علمية مستقلة ذات شخصية اعتبارية عامة تشارك الدول الأعضاء في إدارتها على أساس المساواة التامة فيما بينها من خلال ممثليها في المؤتمر العام للجامعة وفي مجلس الأمناء. وفي إطار دعم أصحاب الجلالة والسمو قادة مجلس التعاون للبرامج العلمية بالجامعة اتخذوا في قمتهم الرابعة عشرة بالرياض خلال الفترة من 20الى 22ديسمبر 1993قرارا يقضي بتخصيص كراسي في الجامعة بأسماء قادة دول المجلس وتمويل الدول الأعضاء لبعض البرامج العلمية والأكاديمية. ويعد المؤتمر العام للجامعة هو السلطة العليا للجامعة وله أن يتخذ جميع القرارات التي تكفل أداء الجامعة لرسالتها ويتكون المؤتمر العام للجامعة من أصحاب المعالي وزراء التعليم العالي والبحث العلمي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويعقد دورة عادية في شهر مارس من كل عامين بإحدى الدول الأعضاء بالتناوب. أما مجلس الجامعة فهو الهيئة المشرفة على شئونها المالية والإدارية والعلمية والتربوية وشئون البحث العلمي فيها ويتكون من رئيس الجامعة وله رئاسة المجلس ونائب رئيس الجامعة وله أمانة المجلس والعمداء ومديرو المعاهد ومراكز البرامج المستقلة للجامعة وعضو يمثل كل كلية أو معهد أو مركز البرامج المستقلة للجامعة وعضو يمثل كل كلية أو معهد أو برنامج مستقل في الجامعة ويختار أعضاء هيئة التدريس بالكلية أو المعهد أو المركز أو البرنامج مثلهم من بينهم ثلاثة أعضاء على الأكثر من ذوي الخبرة يعينون بقرار من رئيس الجامعة بعد موافقة مجلس الأمناء لمدة سنتين قابلة للتجديد مرة واحدة ولا يجوز لهم أن يجمعوا بين عضوية هذا المجلس وعضوية أي مجلس آخر في الجامعة. ويتم تعيين رئيس الجامعة بقرار من المؤتمر العام للجامعة بناء على ترشيح مجلس أمناء الجامعة ويشترط أن يكون من مواطني إحدى الدول الأعضاء المؤسسة للجامعة وهو المسئول علميا وإداريا وماليا عن كافة شئون الجامعة. ويذكر أن جامعة الخليج العربي قد واجهت عدة صعوبات مالية على مدى مسيرتها الطويلة ولكنها تغلبت على تلك الصعوبات بحكمة قادة ومسئولي التعليم بالخليج الذين أصروا على استمرار الجامعة في أداء رسالتها العلمية الخيرة وعدم الاستسلام للصعوبات. وتحظى الجامعة على دعم كامل من مملكة البحرين من حيث كونها بلد المقر الذي احتضن هذه الجامعة منذ أن كانت فكرة وحتى بدأ عملها وطوال سنوات مسيرتها العلمية ولا تزال تتلقى هذا الدعم من قيادة وحكومة مملكة البحرين بنفس الروح السابقة ونفس الحماس الذي دفع المملكة لاحتضان هذا المشروع الخليجي المشترك. كما تحظى الجامعة بدعم خاص ومتابعة مستمرة من وزارة التربية والتعليم وقد ساهمت الوزارة في توفير أنواع مختلفة من الدعم اللازم سواء في المجال الاداري أو المنهجي أو العلمي أو الفني. وقد عملت الجامعة منذ تأسيسها على إتباع نهج التجديد والإبداع وتدشين البرامج الأكاديمية المتوائمة مع حاجة المجتمع الأوسع وخدمة الإنسان وأسهمت الجامعة خلال هذه السنوات الطويلة في تخريج العديد من الكفاءات الخليجية في شتى التخصصات الطبية والهندسية والعلمية والتي تحتل حاليا مراكز مرموقة في بلدانها فضلا عن اهتمامها بالدراسات العليا المتعلقة بالعلوم الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة الى جانب العديد من التخصصات التي تعج بخريجيها المجتمعات الخليجية. ولاشك أن مناسبة الاحتفال بمرور 25عاما على تأسيس جامعة الخليج العربي ستكون دافعا لتقديم المزيد وتنفيذ الكثير من المشروعات المتعلقة بتطوير الجامعة وتطوير خدماتها العلمية لتستمر في رسالتها البناءة وتستمر في ترك البصمات الرائدة على مسيرة النهضة والبناء التي تشهدها دول الخليج العربي من خلال رفد الدول الأعضاء بخريجين متميزين قادرين على العطاء والإبداع في شتى المجالات الهامة والحيوية في حياتنا.