أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري على أهمية السلام للبشر ودور حركات السلام الدولية في نشر جسور التواصل بين الشعوب من خلال التعرف على الثقافات المختلفة وقبول الآخر وتكامل الحضارات. جاء ذلك في كملة قرينة الرئيس المصري رئيسة معهد دراسات السلام السيدة سوزان مبارك أمس السبت في افتتاح أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر "حوار الشعوب والثقافات في المنطقتين الأورومتوسطية والخليج العربي" الذي يستمر لمدة يومين ويهدف إلى دفع الحوار والتفاهم بين الحضارات المختلفة من خلال إبراز نقاط الاتفاق والاختلاف ونبذ العنف والتعصب. وشددت السيدة سوزان مبارك على أن هذه الدورة الثالثة للمؤتمر تنعقد لتعطي زخما جديدا لمناقشاتنا حول هذه القضية خلال العامين الماضيين، ولتعطي دفعة جديدة للمبادرة التي شاركت مصر وفرنسا وإسبانيا في إطلاقها على جانبي المتوسط، إسهاما في تعزيز حوار الشعوب والثقافات، وتطلعا لعالم أكثر سلاما وأمنا وعدلا واستقرارا. وقالت "إننا نلتقي لنراجع ما حققناه، ونتبادل الآراء والخبرات والدروس المستفادة، ونضع معاً معالم تحركنا المقبل لتعزيز الحوار في المنطقة الأورومتوسطية.. بما يجمعهما من روابط التاريخ والجوار والتفاعل الحضاري والمصالح والتحديات المشتركة". وأشارت الى أنه لا تزال قضية الحوار بين شعوب وثقافات العالم مطروحة على الأجندة الدولية.. وسوف تظل ولا تزال هذه القضية محل انشغال السياسيين والمفكرين على اتساع عالم متغير.. يخطو خطواته الأولى في القرن الحادي والعشرين.. وسط تحولات غير مسبوقة وأزمات متتالية وصراعات مسلحة، واختلالات عديدة في النظام الدولي الراهن، واختلالات مماثلة في نظام التجارة الدولية، كما يشهد اتساع الفجوة بين أغنيائه وفقرائه، وتصاعد مخاطر، على نحو يطرح مناخاً دولياً مغايراً لما تطلعنا إليه من آمال كبار ونحن نستقبل الألفية الجديدة منذ بضع سنوات. وقالت "لقد خطونا إلى قرن جديد.. متطلعين لعالم تنعكس ثمار ما حققه من تقدم علمي وتكنولوجي.. عالم يرسي أسس الحوار والتفاهم والتعايش بين شعوبه ودوله.. يحترم حقوق الفرد والجماعة في أسرة دولية مترابطة، تحقق الآمال والأحلام التي طالما عبرت عنها البشرية في أدبياتها وأشعارها وتراثها". وأشارت إلى أن جهات عديدة احتضنت الدعوة لهذا الحوار.. فقد أعلنت الأممالمتحدة 2001عاماً دولياً لحوار الحضارات وعقدت منظمة اليونسكو في ذات العام مؤتمرها الدولي حول حوار الثقافات في ليتوانيا وطرحت إسبانيا مبادرتها حول تحالف الحضارات وتعددت المبادرات والجهود الداعية لهذا الحوار الهام والمطلوب. وأضافت السيدة سوزان مبارك أن هناك تحديات عديدة.. يتعين أن نواجهها ونتغلب عليها من أجل تفعيل هذا الحوار وتعزيزه.. علينا أن نوفر المناخ المواتي لدفعه إلى الأمام على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.. وعلينا أن نواصل جهودنا لتأكيد احترام التنوع الثقافي والتعددية الثقافية في مواجهة تحدي العولمة