موجة الركود الاقتصادي في الولاياتالمتحدة مستمرة وقد وصلت إلى شبكات التلفزيون الأمريكية. فقد تبين من دراسة قامت بها شركة الأبحاث "فيننشال نيتورك" أنه في عام 2007إنخفض مدخول شبكات التلفزيون في الولاياتالمتحدة بمعدل 2بالمائة. فحسب هذه الدراسة فقد كان مجمل مدخول شبكات التلفزيون الأمريكية في العام الماضي 22.2مليار دولار اي بهبوط 2بالمائة مما كان عليه في عام 2006.وجاء في هذه الدراسة أن الانخفاض في مدخول شبكات التلفزيون جاء تمشيا مع الانخفاض في معظم مرافئ الحياة الاقتصادية الأمريكية. ولكن الدراسة متفائلة من مدخول هذه الشبكات في عام 2008.السبب الرئيسي لهذا التفاؤل يعود إلى أن هذه السنة هي سنة انتخابات لرئاسة الجمهورية حيث يقوم المتنافسون على ترشيح حزبهم لأحدهم وبعد ذلك التنافس بين المرشحين الرئيسيين بصرف ملايين الدولارات على الإعلانات المصورة والتي تعتبر الوسيلة الأولى في الوصول إلى الجماهير. وتشير التقديرات الأولية حسب نفس الدراسة إلى أن المدخول لشبكات التلفزيون لهذا العام قد يرتفع بمعدل 11بالمائة مما كان عليه في السنة الماضية. أما التضخم المالي فقد وصل في عام 2007في الولاياتالمتحدة إلى 4.1يالمائة وهو أعلى مستوى وصل إليه منذ عام 1990، وقد انعكس ذلك على المستهلك الأمريكي في جميع مرافىء حياته. وخصوصا في مجالات الطاقة والخدمات الصحية وأقساط الدراسات العليا والغذاء والسيارات والمنسوجات وطبعا بالنسبة للبيوت والشقق التي ارتفعت أسعارها بسبب انخفاض نسبة الفائدة. فقد قام البنك المركزي الفدرالي بتخفيض قيمة الفائدة بمعدل واحد بالمائة منذ شهر أيلول / سبتمبر الماضي لتصل إلى 4.25بالمائة. والتوقعات أن يقوم البنك بتخفيض المزيد عندما يعلن عن نسبة الفائدة الجديدة في التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني / يناير الجاري. وإذا أضفنا لكل ذلك الصعوبات التي تمر بها المؤسسات النقدية الأمريكية العملاقة . على غرار "ستي بنك" و"ماريل لينش" فإن الصورة الاقتصادية للولايات المتحد تظهر غير مشجعة كثيرا والاتجاه العام لدى الخبراء الاقتصاديين الأمريكيين هو أن الاقتصاد الأمريكي يسير بخطى حثيثة نحو ركود اقتصادي. التخوف الرئيسي من هذا الركود بدأ يأخذ طابعا جديا عندما تبين أن نسبة مبيعات المنازل والشقق إنخفضت بمعدل 25بالمائة ، وهي نسبة لم يشهدها هذا الجناح منذ أكثر من 27عاما. وارتفعت نتيجة ذلك نسبة البطالة إلى أكثر من أربعة بالمائة. كما جاء هذا التخوف بعد أن تبين أنه في الربع الأخير من السنة الماضية وصلت الخسارة التي لحقت ب "سيتي" إلى 9.83مليارات دولار في حين كان ربح هذه المؤسسة في الربع الأخير من سنة 2006قد وصل إلى 5.1مليارات دولار. وقد أدى ذلك إلى هبوط بأسهم "سيتي" بمعدل 7.3بالمائة للسهم الواحد ، ولا يزال تهديد مزيد من الهبوط مستمرا.