تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة في كل لحظة بما يشبه الصرعات الجنونية في تحولات الموضة وتبدل فنونها.. حتى أصبح التغيير في كثير من الأحيان مطلباً يلح على المرء - من الجنسين - إدخال تعديلات وإضافات غريبة في هيئتة الخارجية بما يلفت الإنتباه إليه.. استمالة الأنظار الآخرين وحصد المزيد من نظرات الإعجاب. وكان - بطبيعة الحال - للمرأة النصيب الأوفِى من تلك الظواهر والمظاهر التي تستهدف في الأساس إفراغ ما في جيبوبها من مال عبر ملاحقات طوعية لخطوط الموضة تكاد لا تتوقف عند حد.. فقد بلغت تلك الملاحقات مؤخراً حد تقليد أعمى عرف بتغيير رسمة الحواجب الطبيعية إلى أشكال متعددة يدعو الكثير منها للإستلقاء ضحكاً أو التحديق ريبة.. ومنها صرعة رفع الحواجب بما تسمى مؤخراً "حواجب الشيطان" والتي أخذت تدب في مجتمعاتنا النسائية بطريقة عجيبة تدعو للدهشة.. كونها تقليداً غربياً صرفاً يدب في مجتمعنا في الآونة الأخيرة.. إذ أصبح لهذه التقليعة الجديدة مقلدات ومعجبات على نحو مثير للاشمئزاز.. والفضل في ذلك يعود طبعاً إلى مسلسلاتنا الخليجية والعربية التي باتت تزج بكل ما يشد انتباه المشاهد والمشاهدة شكلا ومن دون اكتراث للمحتوى.. حتى تحولت النساء وفي مقدمتهن الممثلات ومقلداتهن إلى دمى تستباح بشرتها ومظهرها بأي طريقة تحقق الإيراد المستهدف. هذه التقليعة آخذة في الانتشار بين الفتيات!! فهل تحمل أي دلالة على سلوك يجدر التنبيه إليه واحتواؤه قبل أن يستشري إما عن جهل أو تقليد أعمى.. فمن يعلم اليوم حواجب غد ؟!!. تقول (ن.س) صاحبة مشغل نسائي إن حواجب المرأة قد مرت بفترة من الزمن كان فيها الحاجب الطبيعي مصدراً للجمال والأنوثة تحتمه عادات وتقاليد المجتمع المحلي حتى طرأت موضات العصر التي بدأت في العقود القليلة الماضية تأخذ أشكالاً وصوراً متعددة لشكل الحاجب.. بوصفه أكثر العناصر الجمالية تقبلاً للمتغيرات مع ظهور أنواع من الأصباغ والمحددات المتنوعة.. بما يضفي على شكل الوجه ومظهره لمسات يحددها البعد العصري والثقافة الشخصية لمتتبعات الموضة العصرية. غريب أمر النساء ووصيفاتهن قلدن "حواجب الشيطان" حتى قبل أن يرينه رأي العين.