أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده توصلت مع حلف شمال الأطلسي إلى تفاهم بشأن الوضع في أوكرانيا وذلك إثر جلسة روسيا الناتو التي جرت في العاصمة البلغارية صوفيا. وعبر الوزير الروسي عن سعادته لهذه النتيجة التي تتلخص في ضرورة تجنب أي تدخل خارجي بالشؤون الداخلية لأوكرانيا وضرورة احترام سيادة هذا البلد وقوانينه ودستوره ووحدة أراضيه. وقد ركز الإعلان الصادر عن اجتماع روسيا الناتو على حل جميع المسائل بالطرق السلمية وعلى أساس القانون الأوكراني وعدم اللجوء إلى العنف والتهديد والتخويف. وقد نوه لافروف بوجود مظاهر من هذا النوع في تصريحات بعض المسؤولين الغربيين الذين ركزوا على ضرورة أن تختار أوكرانيا الغربَ معتبراً ذلك نوعا من التشويس والإرغام موضحاً أن لأوكرانيا حدودا مع الناتو والاتحاد الأوربي وكذلك حدوداً مع رابطة الدول المستقلة بما في ذلك روسيا واختيار طرف واحد سيكون خطوة خاطئة. وفي المسار نفسه امتنع وزراء خارجية دول الناتو عن اللقاء بوزير الخارجية الأوكراني قسطنيسن غريشينكو هذا اللقاء - الخاص - الذي كان مقرراً يوم الخميس الفائت وذلك إمعاناً في التأكيد على حياد مواقف الناتو. في غضون ذلك أعلن زعيم المعارضة يوشينكو أن نضال الجماهير وصمودها خلال الأيام الفائتة أسفر عن نصر مؤزر وتحقيق جميع مطالبها مشدداً على أن السلطة باتت اليوم محاصرة في زاوية صماء. وتوجه حتى إلى سكان المناطق الشرقية مؤكداً أن حقوقهم ستصان بغض النظر عن تصويتهم لهذا المرشح أو ذاك. وأن فريقه بدأ العمل الجاد لخوض إعادة الانتخابات في السادس والعشرين من الشهر الحالي يوم الحسم النهائي منوهاً بأن حشد الجماهير سيستمر في ميدان الاستقلال لتلقي المعلومات أولا بأول. وركز زعيم المعارضة على أن تحقيق هذا النصر تم دون إراقة قطرة دم واحدة شاكراً لرجال الشرطة وللقوات المسلحة موقفها الداعم للجماهير وملمحاً بأن لديه معطيات تفيد بتوزيع الطلقات الحية بالفعل على الجيش. في غضون ذلك تعتبر بعض التعليقات أن عدم حدوث صدامات وإراقة دماء يعود إلى تمسك السلطات بضرورة عدم اللجوء إلى القوة بدليل عدم صدور أي قرار بتفريق المتظاهرين. ويبدو أن المعارضة اكتفت بكف يد رئيس الحكومة عن العمل في إجازة إجبارية وقعها الرئيس كوتشما وتعيين وزير المالية قائماً بأعمال رئيس الحكومة مما يعتبر إقالة عملية الأمر الذي يفسر انفضاض جماهير المعارضة عن حصار مبنى الحكومة إثر صدور هذين القرارين ناهيك عن إقالة النائب العام الذي تشكك بممارساته المعارضة وكذلك تغيير قوام اللجنة المركزية الانتخابية والتي شكلت من جديد دون أن يكون هناك تمثيل واقعي ليانكوفيتش فيها وفي حين عبرت واشنطن عن ارتياحها لهذه التغييرات وخاصة قرار المحكمة العليا وتغيير قوام اللجنة الانتخابية شددت معظم التصريحات الروسية على أن ما جرى في أوكرانيا لا يتمتع بأية مصداقية قانونية وجاء نتيجة ضغوط خارجية واضحة حيث أعلن رئيس البرلمان الروسي غريزلوف أن تحرك المعارضة في الشارع الأوكراني هو بحد ذاته ضغط واستخدام مباشر للقوة وأن جميع النشاطات بعد الانتخابات ليست قانونية وأن السيناريو قد أعد مسبقاً معتبراً حتى قرار المحكمة العليا غير شرعي. وأعلن غلازيف رئيس تجمع من أجل حياة أفضل وهو من الشخصيات السياسية المرموقة في روسيا أن تدخل الغرب بقوة في أوكرانيا بعد الجولة الثانية من الانتخابات غير موازين القوى لصالح يوشينكو وأنشأ حالة انقسام جدية بحيث يمكن القول إن أي رئيس قادم لن يحظى بإجماع الشعب الأوكراني حيث ينفر القوميون الراديكاليون والموالون للغرب من يانكوفيتش وينفر سكان المناطق الصناعية في شرق أوكرانيا من يوشينكو محملاً في غضون ذلك كوتشما مسؤولية أخلاقية وفعلية معتبراً أنه سعى لتوطيد علاقة متميزة مع روسيا في الوقت الذي كان يلعب مع الغرب أيضاً. أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن رغبتها في توجيه مائة مراقب لجمهورية اوكرانيا للسيطرة على سير الانتخابات الرئاسية المقررة في 26 كانون الاول (ديسمبر) الجاري. ورصدت أمريكا لذلك مبلغ 3 ملايين دولار. حيث سينضم المراقبون من أمريكا الى فريق نظرائهم الغربيين المؤلف من 960 مراقباً، الذين ستوجههم لأوكرانيا منظمة الامن والتعاون الاوروبي، والاتحاد الاوروبي وغيرها من المنضمات الدولية. أعلن رسميا امس في برلين ان وزارة الخارجية الالمانية سترسل 110 مراقبين الى اوكرانيا لمراقبة اعادة انتخابات الرئاسة هناك وكمساهمة في تحقيق اجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقال بيان صادر عن الخارجية الالمانية ان المراقبين الالمان سيقومون بمهامهم في اطار مهمات بعثة مراقبة منظمة الامن والتعاون في اوروبا لضمان امن الانتخابات المقرر ان تجري في 26 ديسمبر الجاري. واوضح ان المهمات الموكلة للمراقبين الاوروبيين تتمثل في مراقبة مجرى الانتخابات ومراقبة تقديم الاصوات ومراقبة عملية الفرز والتسجيل في جميع ارجاء البلاد مضيفا ان الدبلوماسي الالماني غيرت ارينز سيشرف على بعثة مراقبة منظمة الامن والتعاون في اوروبا. أعلن مصدر طبي ان نتائج تحاليل جديدة اجريت لمرشح المعارضة الاوكرانية فيكتور يوتشنكو لتحديد اسباب المرض الذي ادى الى تشوه وجهه ستكو متوافرة قريباً في كييف. ونقل عدد من الصحف الروسية عن ميكايل زيمفر الطبيب المسؤول في «رودولفينرهاوس» العيادة الخاصة التي ادخل اليها يوتشنكو في ايلول (سبتمبر) في فيينا ان عينات الدم التي سحبت الاثنين في كييف خضعت للتحليل في مختبر في اوروبا الغربية ومن المتوقع أن تتوافر نتائج التحاليل خلال وقت قريب في العاصمة الاوكرانية. وكان نيكولاي كوربان الجراح الاوكراني الاصل الذي عالج يوتشنكو في العيادة الخاصة أفاد مسبقاً في فيينا انه ينظر في ثلاثة افتراضات كلها تشير الى تعرض يوتشنكو للتسميم.