نعم إنه إنسان يدرك ما حوله ويتملكه الشعور ويحمله الطموح ويجعله التصميم مبدعاً لأشياء يعجز عنها المعافى السليم، يعشق ويكره يحب التفاعل ولا يقبل الهزيمة، إنه المعاق الذي أخذ الله منه شيئاً وأعطاه أشياء لم يكن له الخيار في ذلك بل هو ابتلاء من الله. المعاق بحاجة الينا كما أننا بحاجة اليه، بحاجة لندرك عطاء الله وكرمه ولنعرف أحجامنا وندرك تقصيرنا، نحن بحاجة لنقف مع طموحاتهم وأفكارهم مع شجونهم وأحلامهم أن تفتح الأبواب أمامهم ونمدهم بالحب والرعاية والمساعدة. والملاحظ انه عندما يولد طفل طبيعي في العائلة فإن الوالدين يرعيانه بصورة عادية دون قلق على ما سيكون عليه في المستقبل باعتبار أن كل شيء عادي وبالتالي سيأخذ مكانه العادي في الحياة والمستقبل مثله مثل باقي الأطفال، أما عندما يولد الطفل معوقاً نجد أن شغل الوالدين الشاغل وكل اهتمامهما منصب على مستقبل هذا الطفل وما سيكون عليه غافلين عن الحاضر الذي يعيشه الطفل ونجد أن الوالدين يبحثان عن تأكيدات تضمن مستقبل هذا الطفل وهما في بحثهما هذا ينسيان أولاً انه طفل كأي طفل آخر وأن له حاضراً يجب عليه أن يعيشه ويسعد به، ولذلك فمن الأفضل للآباء والأمهات أن يتعاملوا مع حاضر الطفل المعاق وأن يبدآ المستقبل للمستقبل حتى لا يفسدا حياته أولاً وحياتهما ثانياً بالقلق. والشخص المعاق في اكثر الأحيان يمكنه الحياة بصورة مستقلة عن الآخرين وممارسة عمل أو حرفة يكتسب منها فالنجاح في الحياة لا يعتمد فقط على الذكاء الفردي بل يعتمد ايضاً على القدرات المختلفة والنضج الانفعالي والعاطفي والعلاقات الاجتماعية التي لا يستطيع أحد أن يوفرها بقدر ما توفرها الأسرة وعلى الأسرة أن تتعاون مع المتخصصين لمساعدة المعاق وتدريبه. وعند تقديم المساعدة للمعاق علينا ملاحظة أن لكل معاق حالة خاصة ترتكز على نفسيته وعلى البيئة ومدى تقبله لوضعه في المجتمع وتقبل الآخرين له، ويجب الإيمان بإمكانية تعليم وتدريب المعاق للمشاركة في الانتاجية بغض النظر عن نوعية الإعاقة وقوتها فلو فقدت الأسرة الحماس أو شعرت بأن الجهد المبذول جهد ضائع فمن المؤكد أن المعاق لن يتقدم في أي شيء. وليس من المهم الكمية التي يتعلمها المعاق بل الأهم بالنسبة له هو نوع التعليم فلا يفيد أن يقضي ساعات طويلة في تعلم مهارات بشكل غير مدروس ومنظم بل المفيد له أن يقضي بشكل سليم ومدروس فترات متفاوتة وبسيطة في التعليم لتكون النتيجة أفضل.