تتواصل جهود جبارة من قبل عدة جهات حكومية ومالية من اجل انقاذ وضع شركة الخليج للسبائك المعدنية (سبائك) بالجبيل الصناعية والتي كانت تعد اول شركة في العالم تصنع اربعة منتجات من السبائك في موقع واحد بطاقة تبلغ 68 الف طن سنوياً وتشمل منتجات الفيرو منجنيز والسيليكون منجنيز والفيرو سيليكون والسيليكون متل والتي تشكل جميعاً اضافات اساسية هامة لصناعة الصلب والالمنيوم. وقد تعرضت الشركة لظروف اقتصادية صعبة ونكبات مريرة اجبرتها على وقف نشاطها وتسريح جميع عامليها وإغلاق خطوط انتاجها وإطفاء كافة افران التصنيع. وهذه الجهود المتواصلة تبذل من قبل صاحب السمو الأمير سعود بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع والشركاء والبنك السعودي البريطاني (الممول التجاري) مع مساندة واضحة من قبل وزارتي الصناعة والتجارة والكهرباء والمياه والتي سارعت بتشكيل لجان للتعرف على مشاكل الشركة وايجاد الحلول المناسبة لانهاء الازمة. وكان من ابرز المشاكل الكبيرة التي اعاقت عمل الشركة ارتفاع اسعار الكهرباء الى 12 هللة أي 140٪ من التعرفة التي تم انشاء المصنع على اساسها وقد اكدت دراسات متخصصة ان اسعار الكهرباء في سبائك اعلى من الأسعار العالمية بل هي اعلى سعر لمثل هذه الصناعة وأن الأسعار المناسبة في العالم هي 7 هللات علماً بأن هناك دولا اخرى تبيع الكهرباء لهذا النوع من الصناعة بسعر اقل من 5 هللات. وهذه المعاناة وضعت الشركة امام التزامات مالية كبيرة لم تكن بالحسبان لترهق ميزانيتها حيث اضطرت لدفع 75 مليون ريال سنوياً رسوما للكهرباء التي تستهلكها بكميات كبيرة جداً في عمليات التشغيل والانتاج، مع ملاحظة انه عندما تم تأسيس (سبائك) في عام 1993م كان سعر الكهرباء 5 هللات وكلفة الكهرباء حوالي 33٪ من كلفة الانتاج. ولكن قبل اكمال انشاء المصنع ارتفعت اسعار الكهرباء الى 10 هللات فزادت كلفة الكهرباء في السنة من 32 مليوناً الى 64 مليون ريال. ثم ارتفعت اسعار الكهرباء مجدداً في عام 2000م الى 12 هللة لترتفع تكاليف الكهرباء الى 75 مليون ريال سنوياً. وإضافة الى هذه المشكلة الكبيرة في مسألة رسوم الكهرباء عانت (سبائك) من تأخر صندوق التنمية الصناعي في تقديم القرض المطلوب للشركة وقدره 350 مليون ريال مما اضطر (سبائك) الى الحصول على قرض من الشركاء قيمته 132 مليون ريال وقرض آخر من البنك البريطاني بمبلغ 240 مليون ريال مما زاد تكاليف انشاء المصنع. وبسبب مشاكل التشغيل توقفت ثلاثة افران من اصل اربعة لمدة سنة ونصف وتكبدت الشركة خسائر اخرى اضافية قبل ان تضطر الى اغلاق جميع افرانها الأربعة. وجاء قرار اغلاق الفرن الرابع والاخير والذي كان ورقة الامل الاخيرة للشركة بعد ان تضاعف نقص الموارد المالية مما تسبب في انتهاء بعض المواد الخام والمواد الاستهلاكية وعدم تسلم رواتب الموظفين في وقتها وكثرة الشكاوى من الدائنين وخاصة مقاول تشغيل المعدات الذي هدد اكثر من مرة بالانسحاب وهذا يعني توقف الفرن الوحيد الذي يعمل وتم اطلاع مجلس الادارة في جلسته بتاريخ 8/1/2001م على هذه الأوضاع غير السارة حيث تم اطلاعهم على ان المواد الموجودة تكفي للتشغيل حتى نهاية شهر يناير 2001م وتم الاتفاق على دعوة الجمعية العمومية للنظر في ظروف الشركة الحالية وما يمكن ان يترتب عليه تشغيل الشركة. وفضلاً عن الجهود الحكومية التي تبذل حالياً لانهاء ازمة الشركة، يتكاتف شركاء (سبائك) بخبرتهم الكبيرة بحثاً عن الحلول المنطقية التي تمكن الشركة من العودة مجدداً وبشكل سريع جداً لمزاولة اعمالها حيث لاتزال منتجاتها تتمتع بخصوصيتها وأهميتها الكبرى للسوق المحلية والعالمية وذلك لانعدام توفر منتج محلي للسبائك المعدنية. وكانت قد عقدت عددا من الصفقات الناجحة لدعم الاحتياجات في منطقة الخليج والتي كانت تستورد حوالي 81 الف طن سنوياً من هذه المواد من مصادر مختلفة مثل اوروبا وجنوب افريقيا والبرازيل ومصر والصين فيما كانت تغطي منتجات المصنع السوق المحلية حيث يسوق 40٪ منها محلياً فيما تسوق 30٪ خليجياً والنسبة المتبقية للاسواق العالمية. ويشار الى ان مجموع الاستثمارات في مصانع (سبائك) كان قد بلغ 666 مليون ريال ويبلغ رأس المال 146 مليون ريال وتأسست الشركة عام 1413ه بمشاركة كل من الشركة الخليجية المتحدة للتصنيع 26٪ (البحرين)، شركة سابك للاستثمارات الصناعية 15٪، مؤسسة الخليج للاستثمار 10٪، الشركة القطرية للصناعات التحويلية 10٪ (قطر)، شركة الاحساء للتنمية 8٪، شركة سمانكور 7٪ (FAH) (جنوب افريقيا)، شركة الأسمدة العربية السعودية (سافكو) 5٪، مؤسسة عبداللطيف العلي العيسى 5٪، شركة المجموعة المتحدة للتطوير 3٪، السيد عبدالعزيز محمد العبدالقادر 2٪، شركة عبدالعزيز ومحمد الجميح 2٪، شركة صالح وعبدالعزيز ابا حسين 2٪، شركة ابناء حمد الحماد العقارية 2٪، شركة محمود سعيد التضامنية 2٪، شركة الصناعات الكويتية (قابضة) 1٪ (الكويت) وبلغ قرض الشركاء: 132,200,000 ريال.