قال حاكم ولاية نهر النيل السودانية في بيان: إن 11 شخصاً على الأقل قتلوا في غارة بطائرة مسيرة شنتها قوات الدعم السريع على مخيم للنازحين في الولاية، في هجوم أدى إلى تعطيل محطة الكهرباء الإقليمية للمرة الرابعة. واستهدفت قوات الدعم السريع، التي تنفي تنفيذ هجمات بطائرات مسيرة ولم ترد على طلب التعليق، محطات توليد الطاقة في المواقع التي يسيطر عليها الجيش وسط وشمال السودان خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن الضربات السابقة لم تتسبب في أعداد كبيرة من القتلى. وقالت مشاعر حميدان وهي تذرف الدموع إنهم سمعوا صباح اليوم انفجاراً كبيراً "ووجدنا عائلتين احترقتا بالكامل داخل خيمتيهما أثناء نومهما". وأضافت أنهم كانوا قد غادروا الخرطوم خوفاً من الحرب، و"الآن لحقت بنا الحرب إلى هنا". ومضت قائلة إنها لا تعرف أين ستذهب مع عائلتها وأطفالها لأنهم ليس لديهم مأوى. ويأتي تصعيد مثل هذه الضربات، التي عطلت شبكة الكهرباء في البلاد وأغرقت الملايين في انقطاعات للتيار الكهربائي لأسابيع، بعد عامين من حرب مدمرة. يتركز القتال البري في الحرب الآن في إقليم دارفور، حيث تقاتل قوات الدعم السريع للسيطرة على ما تبقى من موطئ قدم للجيش، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من منازلهم. كما اندلع قتال في غرب أم درمان، وهي منطقة من العاصمة لا تزال قوات الدعم السريع موجودة فيها. وأفاد مسؤول طبي بأن الهجوم الذي وقع صباح الجمعة بصواريخ متعددة، والذي أشعل النيران في بعض الخيام، أدى إلى إصابة 23 شخصاً آخرين. ورأى شهود عيان من رويترز تسعة أطفال على الأقل من بين المصابين. وقالت فدوى عدلان إحدى سكان المخيم: إن ابنها ويدعى أحمد (تسع سنوات) قُتل اليوم وإن ابنها الثاني ويدعى فادي (تسع سنوات)، وابنة تدعى أمنية (سبع سنوات) مصابون في المستشفى. وكان حوالي 179 عائلة نازحة بسبب القتال في العاصمة تعيش في ظروف صعبة في مبنى مهجور وخيام مقامة حوله خارج مدينة الدامر. ولا يتلقى الناس في هذا المكان سوى القليل من المساعدات الإنسانية. ويقع المخيم على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات من محطة كهرباء عطبرة التي تعرضت أيضاً للقصف. وشوهدت أعمال إزالة للمخيم الجمعة من قبل السلطات بعد الحريق. كما شوهد السكان وهم يستقلون حافلات متجهة إلى مكان مجهول. دارفور أكدت الأممالمتحدة الجمعة مقتل أكثر من 480 مدنياً في ولاية شمال دارفور في غرب السودان خلال الأسبوعين الماضيين، منددة بالأعداد "المرعبة" من الوفيات والعنف الجنسي الواسع النطاق. وقالت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها تأكدت من مقتل 481 مدنياً على الأقل في شمال دارفور منذ العاشر من أبريل "رغم أن العدد الفعلي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير". غدت ولاية شمال دارفور ساحة معركة رئيسية في الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". وأوضحت الأممالمتحدة أن "ما لا يقل عن 210 مدنيين، بينهم تسعة من العاملين في المجال الطبي" قتلوا في مخيم زمزم للنازحين بين 11 و13 أبريل. كما شملت الحصيلة "129 مدنياً على الأقل" قتلوا بين الأحد والخميس الأسبوع الماضي في مدينة الفاشر ومنطقة أم كدادة ومخيم أبو شوك للنازحين. وأضافت المفوضية أن "التقارير أفادت بوفاة العشرات بسبب نقص الغذاء والماء والرعاية الطبية" في مرافق احتجاز تديرها قوات الدعم السريع أو "أثناء السير لأيام في ظروف قاسية في محاولة للفرار من العنف". أسفرت الحرب في السودان عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت في ما وصفته وكالات الإغاثة بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. وقالت مفوضية حقوق الإنسان الأممية: إن القتال في شمال دارفور أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين، كثر منهم نزحوا سابقاً من منازلهم أثناء النزاع. وأضافت أن النازحين "يواجهون ظروفاً قاسية وسط قيود مستمرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة". كما حذّرت من تجدد "الهجمات ذات الدوافع العرقية التي تستهدف مجتمعات محددة" في دارفور. وشهد إقليم دارفور حرباً اندلعت عام 2003 وخلفت عشرات الآلاف من القتلى واتسمت بهجمات على جماعات عرقية. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة فولكر تورك في بيان: إن "العدد المتزايد من الضحايا المدنيين والتقارير الواسعة النطاق عن العنف الجنسي أمر مروع". وأضاف أن المفوضية "استمعت إلى روايات عن خطف أشخاص من مخيم زمزم للنازحين وعن اغتصاب نساء وفتيات وفتيان أو اغتصابهم جماعياً هناك أو أثناء محاولتهم الفرار من الهجمات". وأعرب تورك أيضاً عن قلقه البالغ إزاء استمرار الهجمات على العاملين في المجالين الإنساني والطبي. وتابع أن "أنظمة مساعدة الضحايا في العديد من المناطق على وشك الانهيار، والعاملون في المجال الطبي أنفسهم معرضون للتهديد، وحتى مصادر المياه تعرضت لهجمات متعمدة". وشدّد على أن "معاناة الشعب السوداني يصعب تصورها، ومن الأصعب استيعابها، ومن المستحيل قبولها بكل بساطة". فولكر تورك