الفلكلور الراقص هو نوع آخر من طبقات الشعر الثقافي، كأنني أكتب على حروف، أغرف منها كلمات بسيطة، لتتسلل عبر مجاري الهواء وتنتشر في جدران الفصيح. وعندما أضع في رأسي كلمة، أكتبها. مثلاً.. لو كتبت "أنا أحتاج" سأنظم النص كما لو أحتاج إلى فلكلور عصري أو موسيقى الدانات الراقصة.. بل هو الهوس الأخلاقي الذي يبنى على أساس متين بين ثنايا الكلام. إيقاع الحروف يتناغم مع كل نبضة قلب.. وكأن كل كلمة تولد من رحم اللحن، تتسلسل في العقل كما تتسلسل الألحان في الروح. وأنا هنا، أكتب وأغني، أحتاج إلى فلكلور يعيد ترتيب ما ضاع، إلى كلمات تنبع من الأعماق وترقص على أمل العودة إلى الذات. في هذا الوجد الفلكلوري.. تتجسد المفردات كأجساد راقصة، تتلاحم وتتناغم، وتحتفل بما هو موجود في أعماقنا. كل حرف يحمل صدى لحنٍ قديم، وكل كلمة تتردد كإيقاع جديد للمستقبل. ولإنشاء الطبول الخاصة على أرض النص، تتراقص حروفه على هاوية عميقة جدًا، تتحول إلى صورة فلكلورية، حرفة يدوية نسجت من يد الشاعر إلى مستخدم وقارئ. يعاد تشكيل المعاني، ونصنع من الكلمات أدوات موسيقية، تتسلل إلى الحواس، فترتقي بالروح وتحرّك الأعماق. هكذا تصبح اللغة جزءًا من الفلكلور، كالحرف الذي يرقص على النغم، والشعر الذي يُنسج على إيقاع الزمن. 457000