رؤية 2030 صعدت بنا لمواقع متقدمة، ومتنبأ لرؤية 2040 أن تضعنا في التفوق العالمي في كافة المجالات إن شاء الله؛ لذا متوقع أن تكون ركائز رؤية 2040: اقتصاد عالمي، ومجتمع نموذجي، ودولة متقدمة. وعليه فإن أهم مستهدفات رؤية 2040 المرجحة أن يكون الاقتصاد السعودي ضمن العشر الكبار في عام 2040م؛ ورفع مستوى تنوع مصادر الدخل لتكون الإيرادات غير النفطية ما بين 80 % و100 % من الميزانية، وتكون إيرادات النفط والغاز في صندوق استثماري وادخاري، يعمل بالتكامل مع صندوق الاستثمارات العامة واحتياطي النقد الأجنبي السعودي، ووصول مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة لا تقل عن 85 %. صندوق الاستثمارات العامة سيتجاوز الرقم المستهدف في 2030م، ومن ثم يصبح قائد الاستثمار العالمي؛ لذا نتوقع أن لن يقتصر دوره في رؤية 2040 على التنمية والنمو الاقتصادي، وإنما توطين الواردات، وخلق بدائل في كافة المجالات وتوطينها وتصديرها، والمساهمة في التكامل مع العالم أجمع ونقل خبراته، وستتجاوز عوائده متوسط النسب العالمية. نظراً لتحقيق رؤية 2030 مستهدفاتها؛ متنبأ أن يستحوذ قطاع التعدين على مستهدفات عديدة والانتقال من مرحلة النمو لمرحلة التسارع؛ ليكون الركيزة الأولى في دعم الاقتصاد ومساهمته في القطاعات الاقتصادية الأخرى؛ مما ينتج عنه شبكة مترابطة من الخدمات اللوجستية داخلياً وخارجياً؛ التي ترفع من مستوى القيم المضافة من الخدمات اللوجستية، بحيث تكون خدمات لوجستية محلية وإقليمية ودولية، لتكون المملكة رقم 1 عالمياً في تنوع الخدمات اللوجستية وربط العالم ببعضه، وجعل المملكة من أكبر الدول في إعادة التصدير، وأن تصبح شركة معادن أكبر شركة تعدينية في العالم. بينما نجد أن التحديات والمخاطر العالمية في زمن رؤية 2030 هي مخاطر جيوسياسية، لكن المخاطر العالمية في زمن رؤية 2040 فهي مخاطر جيو اقتصادية؛ لأنها فترة عالم متعدد الأقطاب، وصعود لأهمية المسارات الاقتصادية المعتمدة عالمياً عبر اليابسة والبحار والمحيطات، والمملكة محصنة بإذن الله وتاريخها خير شاهد. زمن التحولات في مجال الطاقة العالمية هي ما بين رؤية 2040 وما بعدها، ليتم التحول الكلي لطاقة النظيفة لتحقيق مكاسب اقتصادية وبيئية والوصول لصفر كربون ما بعد 2050م، وهذا من أهم المستهدفات المنتظرة؛ لخلق استدامة وطاقة نظيفة، والقفز في إنتاج واستهلاك وتصدير الهيدروجين الأخضر لتكون المملكة رائدة فيه، وصعود إنتاج الغاز لتكون المملكة ضمن ال3 الكبار إنتاجاً للغاز، والدولة الوحيدة بالعالم التي تنتج كل أنواع الطاقة بإذن الله. من المرجح أن تركّز مستهدفات رؤية 2040 على التقنية المتطورة والدقيقة والفائقة مع الاستدامة الاقتصادية والطاقة النظيفة، لتصبح المملكة مركزاً عالمياً للصناعات التقنية المتقدمة، ومن ضمن 5 الكبار تقنياً على مستوى العالم، ومزدهرة في تصدير الخدمات الرقمية؛ وهذا بدوره أيضاً يرتقي بمجال البحث والتطوير والابتكار؛ مما يرفع من قيم ومكانة الشركات السعودية عالمياً لينتج ديمومة اقتصادية، وبروز شركات سعودية جديدة لكل عقد. من مستهدفات رؤية 2040 المتصورة والتي تكونت قاعدتها من رؤية 2030، أن تكون الرياض من أكبر 10 اقتصاديات مدن في العالم، وفي وقتها ستكون الرياض مركزاً مالياً ضمن العشرة الكبار عالمياً، مما يجعل القطاع المالي بالمملكة مربوطاً تقنياً بالاقتصاد ومطوراً بالذكاء الاصطناعي تجعل من الرياض شرياناً لبقية مدن المملكة ومدن العالم، وكذلك تصعد بسوق الأسهم السعودي ضمن ال5 الكبار عالمياً. متوقع أن تستحوذ برامج جودة الحياة في رؤية 2040 على مستهدفات عديدة، لتنتج مجتمعاً نموذجياً يصنف ضمن أفضل 10 مجتمعات عالمية، تظهر معالمها من خلال التعليم والصحة والثقافة والهوية وتنوع خيارات المعيشة والحيوية، وتنقلنا من مجتمع حيوي لمجتمع نموذجي يمزج التاريخ بالحاضر والمستقبل، مما ينعكس على رفع نسبة مساهمة قطاع الخدمات بالاقتصاد. من أجل شفافية عالية وتغذية فورية وسرعة إنجاز، مرجح أن تكون حوكمة رؤية 2040، ليس حوكمة متكاملة فحسب، بل تغذية ذاتية ومعالجة آنية، وربط تقني لكافة المقاييس بشكل يومي، لكافة الجهات، ينتج شفافية تامة تنعكس على مؤشرات الأداء، وهذا ناتج من التراكم المعرفي من رؤية 2030. قصة نجاح رؤية 2030 وقائدها، وما بعدها من رؤى، لا تشبه ولا تقارن بقصص نجاح ماضية ولا مستقبلية، فهي قصة فريدة لا مثيل ولا شبيه لها، وباب إلهام للآخرين ولله الحمد.