شهدت إدارة المرافق المعاصرة تطوراً في دور المستخدمين من تلقي الخدمات والاستهداف في الممارسات التشغيلية إلى عناصر نشطة وفعالة في تصميمها. جاء هذا التطور بهدف التأكد أن السياسات والاستراتيجيات والخطط والبرامج والمعايير والأدلة ذات العلاقة بإدارة المرافق مرتبطة بالواقع، ولضمان استجابتها لتطلعات واحتياجات الفئات المختلفة للمستخدمين في المنشأة سواء كانوا رجالا، أم نساء، أم أطفالا، تُعرف المشاركة المجتمعية في إدارة المرافق هي العمل بشكل تعاوني مع ومن خلال عدة شركاء كالمجموعات أو الأفراد أو المؤسسات الذين يقعون ضمن نطاق عمل مدير المرافق. وتكمن أهمية المشاركة المجتمعية في إدارة المرافق في بناء الثقة مع مستخدمين المنشأة، وزيادة التماسك ما بين مستخدمين المنشأة، والاستفادة من موارد وحلفاء جدد، وشعور المستخدمين بملكية قراراته، والمشاريع التي سوف تؤثر عليه في نهاية المطاف. تتخذ المشاركة المجتمعية في إدارة المرافق اشكال متعددة وممكن ان تتضمن المشاركة المجتمعية إعلام المستخدمين بمبادرات إدارة المرافق للمؤسسة، ودعوتهم لتقديم مداخلاتهم، والتعامل معهم لإيجاد الحلول، وعقد شراكة مع المجتمع من البداية لمعاجلة القضايا المختلفة للمشاركة المجتمعية في إدارة المرافق أساليب واسعة تتدرج تحتها العديد من الأساليب والأدوات. أولى هذه الوسائل هي (الإعلام). ويقصد بالإعلام هو تزويد المستخدمين بمعلومات متوازنة وموضوعية لمساعدتهم على فهم الوضع القائم مثل المشكلات والحلول والبدائل، وذلك لإبقائهم على اطلاع بكل ما هو جديد في المنشأة. وعادة ما يكون الاعلام من طرف واحد ودون الانتظار للتغذية الراجعة. وعادة ما تتمثل طريقة الاعلام من خلال المواقع الالكترونية، وسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، والبريد الصوتي للهاتف، والرسومات البيانية، والفيديوهات، والمطبوعات، والزيارات الميدانية، والاجتماعات العامة. يأتي (التشاور) بعد الإعلام في أساليب المشاركة المجتمعية لإدارة المرافق. وتعتبر التشاور أحد الأساليب للحصول على التغذية الراجعة من الفئات المختلفة من المستخدمين سواء كانوا رجال أم نساء أو الأشخاص ذوي الإعاقة او كبار السن. من خلال ابقائهم على الاطلاع، والاستماع الى همومهم وتطلعاتهم وآرائهم حول تحليل المشكلة، او حلولها والبدائل المطروحة، أو تقديم المستجدات حول أثر مساهمة المستخدمين على القرار. من الأساليب المعتمدة للتشاور هي الاستطلاعات، والتصويت، والمسوحات، والمقابلات، ومجموعات التركيز، والتعليقات على الانترنت، والاستماع الى مواقع التواصل الاجتماعي، واجتماعات مباشرة، وورش العمل، والمقابلات الشخصية، وصناديق التعليقات. نصل إلى الأسلوب الثالث من أساليب المشاركة المجتمعية لإدارة المرافق وهو (الاشراك). ويتضمن الاشراك العمل بشكل مباشر مع جميع فئات المستخدمين للمنشأة طوال عملية التخطيط والتنفيذ، من خلال تمثيل مخاوفهم وتطلعات بشكل مباشر في الحلول والبدائل، وتقديم تغذية راجعة حول كيفية تأثير مساهمتهم على القرارات. وذلك يتم من خلال رسم خرائط ذهنية، أو اختبار السيناريو، أو حلقات النقاشية. يلي ذلك الأسلوب الرابع وهو (التعاون). أي بمعنى عقد شراكة مع المستخدمين قي كافة جوانب القرار للحصول على المشورة والابتكار في الحلول وشمول توصياتهم في القرار. ومن ابرز أساليب التعاون الاجتماعات في مجموعات كبيرة، والمشاركة في صياغة الوثائق، والاجتماعات عبر الانترنت، واجتماعات المساحات المفتوحة، ومجموعات العمل. أما آخر الأسلوب الخامس والأخير هو (التمكين). ونقصد بالتمكين هو العملية التي تتم من خلالها وضع عملية صنع القرار النهائي في ايدي الفئات المختلفة للمستخدمين وتنفيذ قراراتهم. ومن أهم أساليب التمكين منصة صنع القرار، ولجان المستخدمين، في النهاية هذه الأساليب التي يتبعها مدير المرافق لا تعتبر ترفاً أو عملا ثانويا من ضمن أعماله اليومية، بل هو عنصرٌ أساسيٌّ من عناصر إدارة المرافق، ويجب على مدير إدارة المرافق أن يُؤكّد على ضرورة المشاركة العامة الحقيقية في جميع المسائل ذات الصلة بمهام العمل اليومية. ولا تكون روتينية أو شكلية لا قيمة لها، بل يجب أن تكون فعّالة، كما ينبغي أن تكون تفاعلاً استباقياً مع المستخدمين للمنشأة، وذلك بهدف الوصول إلى مشاركة مجتمعية نشطة، وقرارات عامة واقعية وفعالة.