تأسست وكالة الفضاء السعودية، لتطوير قطاع الفضاء ولتحقيق التنمية الاقتصادية والعلمية، وتسعى إلى تعزيز شراكتها مع الجهات الفاعلة في المجال الإقليمي والعالمي، بما يسهم في دعم أنشطة الفضاء بالمملكة، ونمو اقتصاد الفضاء بالقطاعين المحلي والعالمي، وتشجيع الاهتمام بالأنشطة والمهام الفضائية، كأسس حيوية لتعزيز التنمية المستدامة. ومن المبادرات الاستراتيجية لوكالة الفضاء السعودية، برنامج المملكة لرواد الفضاء وهو مشروع وطنيّ يصب في مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث إن قطاع الفضاء يعد من أهم المحفزات والمولدات للابتكار على مستوى العالم، وهناك اهتمام من القيادة الكريمة بهذا القطاع، ويعتبر الفضاء ملهما للعلم وللمبتكرين، ومن أهم مستهدفات البرنامج تحفيز الشباب على الانضمام للتخصصات العلمية والتقنية والهندسة والرياضيات. ومن ناحية حجم المنجز والأثر فهذا تمثَّل من خلال إرسال أول رائدة فضاء سعودية عربية مسلمة هي ريانة برناوي، وعلي القرني ثاني رائد فضاء سعودي إلى محطة الفضاء الدولية، وإجراء 14 تجربة علمية تحدث لأول مرة، وهذه التجارب تساعد في مكافحة أمراض؛ السرطان، من خلال التقنيات التي تمكِّن من رؤية الخلايا السرطانية بشكل ثلاثي الأبعاد في بيئة الجاذبية الصغرى وفي مكافحة الأمراض الوراثية والخلايا العصبية، كذلك تكثيف المياه على الأرض؟ وتسعى المملكة إلى تأهيل القدرات الوطنية من هذه البرامج وتأهيلهم للمشاركة مع عدد من الدول للاستكشاف والاستثمار في الفضاء والذهاب للقمر والمريخ. يسعى رواد الفضاء السعوديون خلال المهمة العلمية للمملكة إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، التي سيكون على متنها أول رائدة فضاء سعودية ريانة برناوي، وأول رائد فضاء سعودي على القرني، إلى إجراء تجارب علمية وبحثية رائدة تسهم نتائجها في تعزيز مكانة المملكة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، وإبراز دور مراكز الأبحاث السعودية وتأكيد جهودها الحثيثة في إحداث تأثيرعلمي في هذا المجال. وأجرى رائدا الفضاء خلال رحلتهم 11 تجربة بحثية وعلمية في بيئة الجاذبية الصغرى، إضافة إلى 3 تجارب تفاعلية تعليمية مع طلاب وطالبات المدارس في المملكة، ليصبح مجموع التجارب 14 تجربة، تستهدف القيام بالأبحاث البشرية وعلوم الخلايا، وتجارب الاستمطار الصناعي في بيئة الجاذبية الصغرى، وسيشرف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وفريق العلماء التابع له، بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء على تجربة علوم الخلايا بهدف فهم كيفية تغير الاستجابة الالتهابية في الفضاء وخاصة التغييرات الحاصلة على عمر الحمض النووي الريبونووي المراسل الذي يعد جزءاً أساسياً لإنتاج البروتينات المؤدية للالتهاب، كما أنه سوف يتم أيضاً استخدام نموذج خلايا مناعية لمحاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي أثناء الجاذبية الصغرى في الفضاء. كما ستتولى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بالتعاون مع الهيئة أيضاً، الإشراف على تجربة الاستمطار في الجاذبية الصغرى الهادفة إلى محاكاة عملية البذر السحابي التي تُستخدم في المملكة والعديد من الدول لزيادة معدلات هطول الأمطار، لمساعدة العلماء والباحثين على ابتكار طرق جديدة لتوفير الظروف الملائمة للبشر -ومنها عمل الأمطار الصناعية- للعيش في مستعمرات فضائية على سطح القمر والمريخ، كما ستسهم التجربة في تحسين فهم الباحثين لتقنية الاستمطار مما سيسهم في زيادة معدلات الأمطار في العديد من الدول. وستقوم جهات أخرى بالتعاون مع الهيئة، في بحث ست تجارب في مجال الأبحاث البشرية لمعرفة التكيف البشري في رحلات الفضاء ومدى أمانها على الدماغ، وفهم التأثيرات التي تطرأ على صحة الإنسان أثناء التواجد في الفضاء، وسيتم خلال تلك التجارب اختبار وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية للإنسان في الجاذبية الصغرى، مثل قياس تدفق الدم إلى الدماغ، وتقييم الضغط داخل الجمجمة، والنشاط الكهربائي للدماغ، ومراقبة التغيرات في العصب البصري؛ مما يساعد في جعل الرحلات الفضائية أكثر أماناً للإنسان في المستقبل. كما ستتضمن التجارب أخذ عينات الدم والعينات البيولوجية لفحص المؤشرات الحيوية المرتبطة برحلات الفضاء، ورسم خريطة التغيرات في الطول والبنية والتخلق الوراثي للجينات، وسيكون لطلاب وطالبات المملكة مشاركة في التجارب العلمية على متن المحطة الدولية للفضاء، وذلك لتعزيز الوعي المعرفي بمعلوم الفضاء وإسهامه في تحسين جودة الحياة على الأرض، من خلال مقارنة تجاربهم في الأرض مع تلك التي يتم إجراؤها من قبل الطاقم السعودي على متن محطة الفضاء الدولية، مما يضمن التفاعل اللحظي، إذ سيتمكن الطلاب من التواصل مع رواد الفضاء السعوديين مباشرة بإجراء تجاربهم معاً، بالتعاون مع وزارة التعليم، ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة. وفيما يتعلق بالتحديات البيئية العالمية والتي هي أحد أهداف الوكالة معالجة أسبابها، فقد اتخذت خطوات متقدمة منذ إنشائها، منها تبني تقنيات حديثة لرصد التغيرات المناخية، وتفعيل التعاون الدولي في مجال الفضاء، وإطلاق مبادرات تدعم الاستكشاف السلمي الذي يخدم البشرية ويحقق الازدهار. وعن الابتكار وريادة الأعمال في قطاع الفضاء، عززت الوكالة البنية التحتية، وتحفيز الاستثمارات ورفع الوعي المجتمعي بأهمية الاستثمار في الفضاء. وعن تحديات التغير المناخي والفرص المتاحة، استعرضت الوكالة جهودها في عدة ورش ومؤتمرات في استخدام تقنيات الفضاء لدعم التنمية المستدامة والتعامل مع نظيرتها في مجال استكشاف الفضاء للأغراض السلمية، بما يسهم في دعم نمو القطاع في المملكة واستقطاب الابتكارات الحديثة فيه. وتأتي مشاركة وكالة الفضاء السعودية في الفعاليات الدولية في إطار سعيها لتعزيز حضور المملكة العالمي في قطاع الفضاء، وتأكيد التزامها بتطوير التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي، بما يسهم في دفع عجلة الابتكار والتقدم التكنولوجي .. ومن منجزات وكالة الفضاء السعودية تدشين مركز" تصميم المهمات"، ويأتي هذا الإعلان كجزء من الجهود لتنمية القدرات الوطنية في هذا القطاع الحيوي وسيكون له بالغ الأثر في الإسهام بدعم عمليات التخطيط والتنفيذ للمهمات الفضائية المختلفة من خلال تطبيق مبادئ الهندسة المتزامنة، والاستفادة من التقنيات المتقدمة في التحليل والمحاكاة، مما يسهم في خفض الوقت المطلوب لإعداد دراسات جدوى لمهام الفضاء بنسبة تصل إلى 75 ٪، وخفض التكلفة المطلوبة لتصميم النظم الفضائية بنسبة تصل إلى 50 ٪. وقد أكدت الوكالة في بيانها من خلال التدشين، اعتمادها دورة حياة المهمات المتكاملة لتنفيذ المشروعات والبرامج وتطوير المنتجات المتعلقة بالفضاء، هادفةً من خلالها إلى تحقيق التميز التشغيلي، وتوفير إطار عمل معياري، وتحسين الكفاءة، وتنسيق الأنشطة المختلفة، مما يرسخ علامة التميز للوكالة كمرجع لأفضل الممارسات في إدارة المشروعات الهندسية المعقدة. التصوير الفلكي ولتعزيز الوعي في عالم الفضاء، ابتكرت وكالة الفضاء السعودية مسابقة التصوير الفلكي، والتي تضمنت إشراك المجتمع فيها، وهي محاولة لتحفيزه في الإبداع في مجال التصوير، ولإبراز الجوانب الجمالية للفضاء الواسع وتوثيقها من منظور إبداعي، وتهدف المسابقة لخلق بيئة تفاعلية تسهم في تنمية المهارات وتشجيع المواهب داخل المملكة على استكشاف الفضاء بطرق مبتكرة. وشملت المسابقة على ثلاثة مسارات رئيسة؛ حيث يركز الأول "الفضاء العميق" على تصوير المجرات والسدم والنجوم ويستهدف المحترفين في التصوير الفلكي، ويختص مسار "المجموعة الشمسية" بالكواكب والشمس والقمر مستهدفا الهواة والمحترفين، فيما يعمل المسار الثالث "فضاء السعودية"على ربط الأجرام السماوية بالتراث والمعالم الوطنية، ويستهدف المحترفين والهواة والمبتدئين، كما أقامت الوكالة معرضا خاصا استعرضت من خلاله فرص كثيرة لتأهيل المشاركين. مستقبل الفضاء ولتعزيز جهود المملكة وريادتها في قطاع الفضاء ودعم النمو الاقتصادي والبحثي والابتكاري في هذا المجال الحيوي، دشنت الهيئة مركز "مستقبل الفضاء" كأول مركز من نوعه ضمن شبكة مراكز الثورة الصناعية الرابعة التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي. ويمثل المركز إضافة نوعية للساحة العالمية في قطاع الفضاء، ولتطوير المعرفة وتبادل الخبرات، إضافة إلى تحسين نماذج التعاون والشراكات، وهذا التدشين يعزز دور المملكة على الصعيدين الإقليمي والعالمي ويمكن البشرية من اغتنام الفرص التي يكتنزها الفضاء الواسع بوعي ومسؤولية. وعن أهمية المركز، أنه سيعمل على تعزيز نمو مجالات الفضاء البحثية والابتكارية، بالإضافة إلى تطوير أفضل الممارسات والسياسات التنظيمية والتشريعية. ويهدف "مركز مستقبل الفضاء" إلى إرساء منصة عالمية لتعظيم القيمة الاقتصادية والبيئية من قطاع الفضاء، وتطوير أفضل السياسات التنظيمية، إضافة إلى تحفيز الابتكار التقني، متيحا للمملكة الوصول إلى مجتمع الثورة الصناعية الرابعة والتعاون الوثيق مع شركاء عالميين، لتحقيق أهدافها الطموحة في قطاع الفضاء، بما يعزز رؤيتها المستقبلية. ولتمكين العلماء والباحثين في مجالات العلوم الطبية البيولوجية لتطوير أبحاث مبتكرة أطلقت وكالة الفضاء السعودية مبادرة "الجاذبية الحيوية" وذلك لتعزيز التعاون العلمي بين الجهات المحلية والدولية، وترسيخ مكانة المملكة في أبحاث الفضاء العلمية لخدمة الإنسانية. وتركز هذه المبادرة التي تشرف عليها رائدة الفضاء ريانة برناوي أول رائدة فضاء عربية مسلمة؛ على تكوين مجتمع بحثي متخصص في أبحاث الجاذبية الصغرى، يضم نخبة من العلماء والباحثين من مختلف الجامعات والمراكز العلمية والجهات ذات الصلة من القطاع الخاص بالمملكة، إضافةً إلى تعزيز القدرات المحلية وبناء جيل من الكفاءات المتخصصة في مجال العلوم الطبية، هادفة كذلك إلى تطوير رأس المال البشري وتعزيز القدرات العلمية والبحثية، وإلهام الأجيال القادمة في المملكة، بالإضافة إلى تحقيق الفوائد المشتركة وتعظيم الفرص التجارية في قطاع الفضاء عبر دعم مهمات الفضاء بالأبحاث المتقدمة. ومن المتوقع أن تكشف أبحاث الجاذبية الصغرى عن تأثيرات فسيولوجية جديدة لا يمكن ملاحظتها على الأرض، مما يفتح آفاقا جديدة لتطوير حلول طبية مبتكرة تسهم في تعزيز الصحة العامة، وتطوير تقنيات قابلة للتطبيق في بيئات الفضاء وعلى الأرض. جيل متمكن ولبناء جيل وطني متمكن في قطاع الفضاء أعلنت وكالة الفضاء السعودية، عن إطلاق مسابقة "ساري" التي تستهدف طلاب وطالبات البكالوريوس من جامعات في المملكة، وتهدف المسابقة إلى تمكين المشاركين من تصميم وبناء وإطلاق أقمار صناعية صغيرة، في خطوة لتعزيز التنافسية والابتكار. وتسعى المسابقة إلى تحقيق أهداف رئيسة تتمثل في دعم الأبحاث والتجارب العلمية، وتعزيز فرص العمل على تصميم وتطوير الأقمار الصناعية، إلى جانب خلق بيئة محفزة للابتكار والتفوق العلمي بين الجامعات، وتطوير المهارات التقنية والهندسية في مجالات الفضاء وعلومه. وتمثل المسابقة فرصة فريدة لتكوين فرق طلابية قادرة على تنفيذ مشروعات متقدمة تشمل تصميم قمر صناعي صغير مخصص لعمل تطبيقات عملية في مجالات متنوعة، مثل التصوير من الفضاء، تحليل البيانات، تطبيقات الملاحة، برمجة إنترنت الأشياء، وإجراء الأبحاث لخدمة مجالات تقنية متعددة. ولتسهيل تنفيذ هذه المشروعات؛ وفرت وكالة الفضاء السعودية للمشاركين بيئة تعليمية متكاملة من خلال إشراف متخصص يقدمه نخبة من الخبراء في المجال، وبرامج تدريب مكثفة تتضمن ورش عمل تسهم في تطوير المهارات العلمية والهندسية، إلى جانب توفير الموارد التقنية اللازمة لضمان تنفيذ المشروعات بكفاءة عالية. تعتبر مسابقة ساري منصة تنافسية تستهدف تعزيز الابتكار العلمي والبحث التقني في قطاع الفضاء، حيث تسهم في إتاحة الفرصة للطلبة لتطبيق معارفهم الأكاديمية في مشروعات عملية متقدمة، كما تسعى المسابقة إلى تعزيز التعاون بين وكالة الفضاء السعودية والجامعات، بما يسهم في بناء جسور تواصل قوية بين المؤسسات الأكاديمية وقطاع الفضاء، مما يعزز التوجه نحو تلبية احتياجات هذا القطاع الاستراتيجي. رواد الفضاء السعوديون