ضمن الوثبات التطويرية، غير المسبوقة، في تاريخ الأحياء العشوائية والمتكدسة بالعقارات غير المنظمة، تبدأ الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أعمال واحد من اهم مشاريع الإزالة للأحياء القديمة الغير منظمة، وهو حي أجياد المصافي الذي يعتبر أحد أهم الأحياء القريبة والمطلة على المسجد الحرام. وتكمن أهمية المشروع التنموي الكبير، في أنه يعالج واقع حي يعاني من عدة مشكلات تنظيمية، وأمنية، واجتماعية، واقتصادية، وهي الذي يقع جنوب المسجد الحرام، بين الطريق الدائري الأول والطريق الدائري الثاني، وقريب جداً من المجمعات الفندقية الفاخرة مثل وقف الملك عبدالعزيز، ومجمع الصفوة. والأنفاق التي تؤدي إلى عدة طرق محورية. جولة الرياض في داخل الحي كشفت صعوبة الدخول والخروج من الحي نظراً لمحدودية المداخل وهو بمدخل يضيق على حافلات نقل المعتمرين وسيارات الخدمات. "حي المنحدرات، وحارات الجبال، وحي الأزقة المتعرجة" أسماء تكاد تنطبق على الحي التاريخي الموغل في القدم، حيث أننا تأكدنا من صعوبة وصول أليات الدفاع المدني، أو صهاريج المياه، او حتى سيارات خدمات الأغذية والنظافة، لضيق الشوارع والأزقة ومحدودية مواقف السيارات. جولة الرياض أبانت ارتفاع نسبة السكان من المقيمين خاصة من الجاليات الآسيوية، ووجود عشرات البيوت الخربة القديمة، وعمائر الشقق المفروشة المغلقة. ولا أدل على تصوير صعوبة نقل نزلاء الفنادق والسكان في أجياد من أن ثمة فنادق تستخدم عربات الجولف كخدمة لجذب النزلاء هناك. من جانبه اعتبر العقاري والاقتصادي إبراهيم اليامي أن منطقة أجياد المصافي، جزء مهم من المنطقة المركزية بمكةالمكرمة، والتي تسجل أسرع معدل نمو في عدد الوحدات السكنية، على مستوى المملكة، كونها تشهد معدلات مرتفعة في الطلب على الوحدات السكنية، مبيناً أن تطوير أجياد، من شأنه خلق ضاحية فندقية فاخرة بمداخل جديدة للحي لتربطه بالطرق الدائرية التي حوله، إضافة إلى تأمين ربط الحي مباشرة بالمنطقة المركزية، بما يحقق زيادة الطاقة الاستيعابية للسكن، إضافة إلى إيجاد استخدامات متكاملة للأراضي، وتحسين البيئة عبر تخفيف النقل الخاص، وإعطاء بدائل للنقل العام الخالي من التلوث. وبين اليامي أن العقارات في المنطقة المركزية، بقبلة العالم مكةالمكرمة، تتميز عن أي عقارات في العالم، بوجود سوق واعدة، كما أن معدل الارتفاع في قيمتها عال جدا مع تدني المخاطر، كما أن انفتاح موسم العمرة على مدار العام وازدياد الحجاج يعدان عوامل مهمة، في زيادة الطلب على العقارات المحيطة بالحرم.