شهدت مدينة الرياض خلال السنوات الأخيرة توسعًا عمرانيًا متسارعًا، مدفوعًا بالرؤية الطموحة للمملكة 2030، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية الحضرية، وتحسين جودة الحياة، وتوسيع نطاق المساحات السكنية والخدمية لتلبية النمو السكاني المتزايد. ومن بين المناطق التي برزت على خارطة التنمية العمرانية، يأتي "حي الخير وحي عريض"، حيث تشكل الأراضي الخام فيهما فرصة استثمارية وتنموية وسكنية واعدة، لما يتمتعان به من موقع استراتيجي ومقومات عمرانية واعدة. وفي هذا الشأن أعلنت أمانة منطقة الرياض الانتهاء من فتح مظاريف تطوير أراضي "خام بحي عريض والخير" بمساحة بلغت 8.3 ملايين متر مربع، حيث تبلغ مساحة الأراضي في حي الخير 5 ملايين وثلاثمئة متر مربع، وبمساحة 3 ملايين و16 ألف متر مربع في حي عريض. وقال عقاريون: "إن تطوير الأراضي الخام في "حي الخير وعريض" ليس مجرد مشروع عقاري، بل هو استثمار في مستقبل مدينة، فهذه الأحياء تحمل في طيّاتها إمكانات ضخمة يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في النمط المعيشي وتوزيع السكان في العاصمة، وتدعم في الوقت نفسه أهداف التنمية المستدامة وتوفير فرص سكنية ملائمة للمواطنين. لذا، فإن التخطيط المتكامل والتنفيذ المرحلي سيكونان مفتاح النجاح في تحويل هذه الأراضي من أراضٍ خام إلى مجتمعات نابضة بالحياة، ما يتيح البناء والتطوير في هذه الأحياء". وأشار العقاريون إلى "أن تطوير تلك الأراضي ليس فقط خطوة نحو توسيع النطاق العمراني لمدينة الرياض، بل هو نموذج حي لكيف يمكن للتحضّر أن يخدم الاستدامة. من خلال التخطيط المدروس، وتكامل البنية التحتية، وتطبيق معايير التنمية المستدامة، يمكن تحويل هذه الأراضي إلى مجتمعات نموذجية تحقق التوازن بين الاقتصاد، والبيئة، والمجتمع". جاءت تلك القرارات مواكبة للحراك الحالي الذي تشهده الرياض، حيث تضمنت توجيهات سمو ولي العهد برفع الإيقاف عن مساحة 81.48 كيلو مترًا مربعًا. وقيام الهيئة الملكية لمدينة الرياض بالعمل على توفير أراضٍ سكنية مخططة ومطورة للمواطنين بعدد ما بين 10 إلى 40 ألف قطعة سنوياً خلال الخمس سنوات المقبلة حسب العرض والطلب، وبأسعار لا تتجاوز 1500 ريال للمتر المربع، وذلك للمواطنين المتزوجين أو من تتجاوز أعمارهم 25 سنة، وذلك بشرط عدم وجود سابق ملكية عقارية أخرى للمتقدم واستيفاء بقية الضوابط الأخرى ومنها عدم بيعها أو تأجيرها أو رهنها أو التصرف بها بأي شكل من أشكال التصرف خلال 10 سنوات عدا الرهن لأغراض تمويل بناء تلك الأرض، وإذا لم يتم بناؤها خلال هذه المدة فتسترد الأرض ويعاد له قيمتها. يتماشى تطوير أراضي الخير وعريض بشكل مباشر مع أهداف التنمية المستدامة كما ينسجم التطوير مع رؤية المملكة 2030 في بناء مدن مستدامة، متكاملة، وصديقة للبيئة. كما أن تطوير الأراضي يساهم في إنشاء مجتمعات سكنية جديدة تتسم بالتخطيط العمراني السليم، وجودة الحياة، وتوافر الخدمات الأساسية، مما يخفف الضغط عن مراكز المدن المزدحمة ويخلق توازنًا عمرانيًا. من خلال إنشاء بنية تحتية متكاملة "طرق، كهرباء، مياه، صرف صحي". وتوفير مرافق عامة "مدارس، حدائق، مراكز صحية". حيث إن الاستثمار في البنية التحتية في هذه الأراضي الخام سيخلق فرصًا لتبني تقنيات بناء حديثة وحلول هندسية مبتكرة مثل: الطرق الذكية، وشبكات الطاقة المتجددة. وأنظمة إدارة مياه الأمطار والمياه الرمادية. وإنشاء بنية تحتية رقمية متقدمة "ألياف ضوئية، إنترنت عالي السرعة". حيث إن تطوير هذه المناطق يسهم في تحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية.