عيد الفطر المبارك مناسبة عظيمة تحمل في طياتها البهجة والسرور للكبار والصغار، وهو فرصة لتعزيز الترابط الأسري والاجتماعي، ومن أجل إسعاد أطفالنا في هذا العيد، يمكننا تبني العديد من الأفكار والأنشطة التي تعزز فرحة العيد وتجعلها ذكرى لا تُنسى لهم، كما أن العيد يمثل فرصة لتعزيز التفاعل مع الجاليات المختلفة في مجتمعنا، إضافة إلى إحياء التراث القديم الذي كان جزءاً أصيلًا من احتفالات العيد في الماضي، وبالتالي فيمكن إدخال البهجة في نفوس الأطفال من خلال العيديات والهدايا فلا شيء يسعد الأطفال أكثر من الحصول على عيدياتهم، سواء كانت نقوداً أو هدايا تناسب أعمارهم واهتماماتهم، ويمكن تقديم العيديات بطريقة مبتكرة مثل وضعها في صناديق مزخرفة أو بالونات تحتوي على مفاجآت، والأفكار المميزة لدى بنات اليوم - ما شاء الله – أكثر من أن تحصى، كما أن تنظيم الألعاب والمهرجانات التي تشمل فعالياتها ألعاباً تراثية وحديثة، ومسابقات ترفيهية تزيد من أجواء الفرح، ومن المهم العناية بزيارات الأهل والجيران فاصطحاب الأطفال في جولات على الأقارب والجيران يمنحهم إحساساً بالمودة والانتماء، ويمكن إشراك الأطفال في إعداد الحلويات القديمة والأكلات الشعبية المشهورة في بعض المناطق، لتشجيعهم على الحفاظ على العادات الأصيلة، ولأن عيد الفطر المبارك مناسبة إسلامية تجمع المسلمين من مختلف الجنسيات والثقافات، لذا من الجميل مشاركة الجاليات المقيمة في بلادنا فرحة العيد من خلال دعوة الأسر من الجاليات المختلفة لحضور الاحتفالات العائلية والمجتمعية، وتنظيم فعاليات ضمن احتفالات المناطق والمحافظات والمراكز تعرض العادات والتقاليد في الأعياد من مختلف الدول الإسلامية، وتخصيص ركن في الاحتفالات لتعريف الأطفال على الثقافات المختلفة من خلال الأطعمة، والأزياء، والألعاب الشعبية، ومن الرائع إعادة إحياء مظاهر العيد كما كانت في الماضي، خاصة أن لكل منطقة في المملكة العربية السعودية تراثها الخاص في الملابس والحُلي والأغاني والألعاب، ومن أبرز مظاهر العيد القديمة التي يمكن استعادتها الملابس التقليدية حيث كان الرجال يرتدون الثياب البيضاء مع المشلح والغترة والعقال، وفي بعض المناطق كان هناك لبس خاص للعيد يتميز بتطريزاته الفريدة، كما كانت النساء يرتدين أثواباً مزخرفة بألوان زاهية، وتُكمل الزينة بالحلي الفضية أو الذهبية التقليدية، ومنها المرتعشة وهي قلادة فضية مزينة بالخيوط الفضية والأحجار الكريمة، والخزام وهو عبارة عن سلاسل توضع على الرأس بأشكال زخرفية جميلة، والكف والذي هو عبارة قطعة من الحُلي تُرتدى في اليد وتُربط بالأصابع، كما كانت الفتيات الصغيرات والنساء يتزينّ بالحناء برسومات تقليدية مميزة، وغالبًا ما كان يتم تحضير الحناء قبل العيد بيوم أو أكثر لتكون الأيدي مزينة في صباح العيد، ولا ننس الألعاب التراثية للأطفال فهم في الماضي كانوا يقضون العيد باللعب في الساحات والأزقة بالألعاب الشعبية مثل المداومة وهي لعبة النحلة الخشبية التي تدور على الأرض بسرعة، واللعبة الشعبية المشهورة طاق طاقية التي تتطلب ذكاء وسرعة، والمرادفة وهي سباق يعتمد على التوازن بين اللاعبين أثناء الجري، وقد يكون عيد الفطر المبارك هذا العام فرصة لتفعيل عام الحرف اليدوية ، فسيكون لذلك أثر إيجابي كبير، حيث يمكن تنظيم فعاليات تعرض الحرف القديمة مثل صناعة السلال والأواني من سعف النخيل، ونقش الحناء بأنماط تقليدية، والتطريز وصناعة الملابس التقليدية للأطفال والكبار، وصناعة الألعاب اليدوية القديمة وتعريف الأطفال بها، ومن المهم أحياء الأناشيد القديمة في العيد ففي الماضي، كان الأطفال يجوبون الأحياء مرددين أناشيد العيد فرحاً بقدومه، ومن أشهر العبارات التي كانت تُقال: "عيدك مبارك يا جاري، جعله فرح وسرور داري" و "يا عيد هلّيتنا، وبالفرحة جيتنا"، كما كانت هناك أناشيد تُردد في الاحتفالات والمناسبات الشعبية مصحوبة بالعرضة السعودية والرقصات التراثية، وختاماً عيد الفطر المبارك فرصة لنشر السعادة بين الأطفال وتعزيز القيم والتراث في نفوسهم، من خلال إشراكهم في عادات العيد القديمة، وتعريفهم بثقافات الجاليات المختلفة، وتنظيم أنشطة ترفيهية وتراثية، يمكننا أن نجعل العيد تجربة ممتعة وتعليمية في الوقت ذاته.