الكتابة عن رمضان، شهر الصوم والعبادة، وحفلة البهجة والسعادة، كتابة ممتعة ومذهلة، خاصة حينما تبحث عن مصادر الفرح والدهشة التي يصنعها هذا الشهر الفضيل بكل أجوائه وعبقه وبكل أنسه وجماله. ومنذ عدة عقود، ارتبط هذا الشهر الكريم بقائمة طويلة ومحببة من البرامج والتفاصيل المرتبطة بهذا الشهر الجميل، في صدارتها "الدراما الرمضانية" التي أصبحت من مظاهر ومصادر الاحتفاء والارتباط بشهر رمضان. ويبدو أن متابعة الأعمال الفنية في شهر رمضان، سواء الدرامية أو البرامجية المختلفة، تتصدر المشهد الإعلامي والاجتماعي، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الجديد التي وجدت في هذا الشهر الجميل بكل ما يحمله من إنتاج ضخم لكل أشكال ومستويات الفن والدراما، وجدت في كل ذلك الكم الرهيب، ذروة فنية لا يمكن الحصول عليها إلا في شهر رمضان الكريم الذي يُمثّل فرصة كبرى لكل الدور والمؤسسات الفنية العربية لعرض كل ما تنتجه من برامج ومسلسلات وكل الأعمال الفنية والترفيهية المختلفة. روزنامة/ مائدة الدراما الرمضانية لهذا العام، مزدحمة بمختلف الأعمال/ المذاقات والتي تحوّل بعضها إلى ما يمكن أن يُطلق عليه "ترندات مجتمعية"، يتحدث عنها الكثير من شرائح المجتمع، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. وقد سجل هذا الموسم الدرامي الرمضاني، قفزة كبرى في عدد الأعمال الفنية الدرامية السعودية التي شكّلت حالة من الاصطفاف والتجاذب حول المسلسلات الدرامية السعودية، بل إن الأمر تجاوز ذلك، إذ تحوّلت أحداث ومشاهد هذه المسلسلات الدرامية السعودية إلى مثار جدل وإعجاب في الدول الخليجية والعربية. الفن السعودي، وخاصة الدراما السعودية التي بدأت تغزو الفضاءات العربية من المحيط إلى الخليج، تستحق الإشادة والإعجاب، فهي لم تعد مجرد شاشة جديدة تعرض حالة التطور الدرامي السعودي كماً وكيفاً، ولكنها أصبحت قوة ناعمة سعودية تنساب وتؤثر في عين وقلب المشاهد العربي. لقد استطاعت الدراما السعودية الرمضانية لهذا العام، أن تعكس الكثير من مظاهر المشهد الاجتماعي السعودي، حيث تنوعت الأعمال الدرامية الرمضانية بشكل لافت، ما بين اجتماعية وتراثية وتاريخية وكوميدية وشبابية، كما شهد هذا الموسم الدرامي المثير دخول العديد من الأفكار الخلاقة والإبداعية في مجال الدراما، فقد تواجدت الرواية التي حوّلت إلى مسلسل درامي، وظهرت التطورات والتحولات الاجتماعية التي رسمت معالم ومظاهر التنمية الوطنية، ولامست مشاهد وأحداث الكثير من الأعمال الدرامية هموم وواقع المجتمع السعودي بفئاته ومراحله. شهر رمضان لهذا العام، شهد قفزة نوعية كبرى للدراما السعودية بوجهها السعودي العاشق للدراما وللفن عموماً، وبدأت تتكون معالم مدرسة درامية سعودية مكتملة الأركان.