حولت الغارات الإسرائيلية ليل مدينة طرطوس على الساحل السوري إلى نهار جراء الانفجارات العنيفة في المواقع التي تعرضت لقصف جوي اسرائيلي ليل الأحد/ الاثنين. وأكد ضابط سابق في الجيش السوري يعيش في مدينة طرطوس "لأول مرة تتعرض مدينة طرطوس لقصف جوي إسرائيلي كبير حول ليل المدينة إلى نهار جراء الانفجارات العنيفة واستهدفت قواعد دفاع جوي ومواقع عسكرية سورية ومنها اللواء 23 وكتائب عسكرية قرب قرية حريصون والبلوطية والخراب إضافة إلى عدد من المواقع الأخرى التي شوهدت النيران تندلع منها". وقال الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "إسرائيل استخدمت صواريخ ربما تستخدم لأول مرة في القصف على الأراضي السورية حيث سمع دوي انفجارات لمسافات تتجاوز عشرات الكيلو مترات باعتبار أن المواقع العسكرية هي في مناطق جبلية واستهدفت بهذه النوعية من الصواريخ لتدمير الأسلحة التي هي داخل الكهوف". وقال سكان في مدينة طرطوس "الانفجارات تسمع في كافة المناطق المحيطة بمدينة طرطوس وسط حالة من الرعب والهلع لدى الأهالي". وشنت إسرائيل عشرات الغارات خلال الأسبوع الجاري هي الأعنف على سورية منذ اندلاع الأزمة واستهدفت أغلب قطع الدفاع الجوي والطائرات. هضبة الجولان وافقت إسرائيل الأحد على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، زاعمة إن التهديدات التي تواجهها من سورية لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان "تعزيز الوضع في الجولان هو تقوية لدولة إسرائيل، وهو مهم للغاية في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر وسنقيم فيها". وانتزعت إسرائيل السيطرة على معظم هضبة الجولان من سورية خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981. وفي 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب دعم الولاياتالمتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن عملية الضم لم تحظ باعتراف معظم الدول. وتطالب سورية إسرائيل بالانسحاب منها، لكن الأخيرة ترفض ذلك متعللة مخاوف أمنية. وباءت جهود سلام عديدة بالفشل. وقال نتنياهو إنه تحدث إلى ترمب السبت بشأن المستجدات الأمنية في سورية. وأضاف في بيان "ليس لدينا أي مصلحة في وجود صراع في سورية". وقال إن الإجراءات الإسرائيلية في سورية تهدف إلى "إحباط التهديدات المحتملة من سورية ومنع سيطرة عناصر إرهابية على مواقع بالقرب من حدودنا" حسب قوله. وذكر بيان آخر أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية "المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختف والتطورات الحديثة في سورية تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يظهرها زعماء المعارضة". وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة تزيد قيمتها على 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) لتشجيع النمو السكاني في هضبة الجولان. وأضاف أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة "في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سورية ورغبة في زيادة عدد سكان الجولان إلى المثلين". ونددت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات بقرار إسرائيل، ووصفته الإمارات بأنه "جهد متعمد لتوسيع الاحتلال". وقال المحلل في مركز الأبحاث الإسرائيلي (ألما) أبراهام ليفين، المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، إن نحو 31 ألفا من الإسرائيليين استقروا في هضبة الجولان وإن كثيرين منهم يعملون في قطاعي الزراعة، الذي يشمل مزارع الكروم، والسياحة. وأضاف أن هضبة الجولان موطن أيضا لما يصل إلى 24 ألفا من الدروز السوريين. ذرائع كاذبة وكان القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، والذي يوصف بأنه الزعيم الفعلي لسورية حاليا، قد ذكر أن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سورية. لكنه أضاف أنه ليس مهتما بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار. وتوغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سورية أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور. كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سورية، غير أنها تقول إنها لا تنوي البقاء هناك وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود. وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة . ونددت دول عربية عدة، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفتها باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان. وقال الشرع في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سورية، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار. وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار "بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة".