بقيت الرواشين في أكثر المدن الحجازية صامدة رغم تحديات الزمن والتقنية الحديثة، وعرفت في جدةومكةوالمدينةوينبع وغيرها وتتميز هذه الصناعة بلمسات فنية جميلة ورائعة من حيث التصميم والزخرفة وذات طابع إسلامي مميز، وتعد «صناعة الرواشين» من الحِرف السعودية التراثية القديمة، فلا يكاد يخلو منزل قديم سواء في مكة أو ينبع أو جدة أو المدينة إلا وتجد أشكالًا جمالية كثيرة وأحجام متنوعة. وما زالت الرواشين تمثل أصالة الزمان والمكان للطراز المعماري القديم التاريخي وأصبحت إحدى السمات المعمارية البارزة فيها، خاصة في البيوت القديمة في ينبع والتي امتزجت عمارتها بخليط من الثقافات العربية والعثمانية مثل منزل البابطين والخطيب والجبرتي وآل درويش وآل الزمعي وآل عبدالغفار وآل زارع وآل المقدم وآل سيبيه وآل ابن جبر في ينبع القديمة. وتعمل حاليًا وزارة السياحة على إعادة وترميم وتأهيل جميع واجهات البيوت القديمة في عدد من المدن ومن ضمنها الرواشين والأبواب التاريخية للمحافظة عليها والاعتناء بها إلى جانب أن الأماكن التاريخية تشكل إرثًا ثقافيًا واجتماعيًا لأبناء المنطقة واستقطابًا للسائحين والزوار. الرواشين لغة مفردها روشان وروشان لفظ معرب عن الكلمة الأجنبية «روزن»، وتعني النافذة أو الشرفة، ويرادفها في مصر والشام والمغرب «المشربيات» أو «الشوابي»، ومفردها مشربية أو شوبة، وهي الغرفة المرتفعة أو المكان الذي يشرب منه حيث توضع أواني الشرب الفخارية لتبريد المياه، وتعتبر الواجهات الخارجية للمباني التقليدية القديمة في ينبع أحد مظاهر التجانس والتكامل العام بين المباني نظراً لما تمثله تلك الواجهات من أهمية خاصة في إبراز أشكال وتكوينات العناصر والمفردات المعمارية والجمالية المشتركة بين المباني والتعبير الصادق والصريح عن التراث والحضارة الإسلامية على طول ساحل البحر الأحمر من مملكتنا وتكشف الرواشين عن المستوى الاقتصادي للأسرة وهي أحد شواهد الثراء لصاحب البيت أو فقره ويعد الخشب هو العنصر الأساسي في تصميم الرواشين، وتكوين أجزائها كالقواطع الخشبية المفرغة، والتشكيلات الزخرفية المتنوعة التي تظهر على جزء من أجزاء الروشان، أو تغطي كامل مساحة الروشان في بعض الأحيان وتتراوح أطواله من ثلاث إلى أربع أمتار.