نصحت الهيئة العامة للغذاء والدواء المرضى، خصوصاً المصابين منهم بالسكري والقلب والصرع أو بأمراض تستدعي استخدام مضادات حيوية، باستشارة أطبائهم لتحديد المواعيد المناسبة لتناول الأدوية خلال شهر رمضان. وأشارت إلى أهمية مراجعة مريض السكري الطبيب المختص قبل شهر رمضان، ليتأكد من أنه قادر على الصيام، لافتةً إلى أن مريض السكري يتعرض خلال شهر رمضان إلى تغيّر جذري في نظامه الغذائي، لأنه يتناول وجبتين رئيسيتين؛ هما الإفطار والسحور تتخللهما عدة وجبات، وذلك خلال فترة قصيرة من المغرب إلى الفجر، ولذلك عليه ألا يتناول كميات كبيرة من الأطعمة المحلاة عند وجبة الإفطار، وأن يتناول الأطعمة النشوية بشكل أكبر، وأن يؤخر وجبة السحور، أي قبيل الفجر بقليل؛ ليحافظ على نسبة الجلوكوز خلال فترة الصيام، مع تناول الفواكه والزبادي بكميات أكبر، والتقليل من تناول الأطعمة المقلية. وتطرقت "الهيئة" إلى وجود نوعين من الأدوية التي تُستخدم لعلاج السكري وهي: الإنسولين والأقراص المخفضة للسكر. وأوضحت أن المريض الذي يعتمد على الإنسولين يستطيع أثناء شهر الصيام تعديل أوقات حقن الإنسولين، فإذا كان المريض يعتمد على جرعة واحدة، تكون هذه الجرعة قبل الإفطار، وإذا كان المريض يعتمد على جرعتين تكون الجرعة الأساسية قبل الإفطار والجرعة الأقل قبل السحور وتعتمد زيادة الجرعة أو إنقاصها على كمية ونوعية السحور حسب ما يحدده الطبيب. ولفتت إلى أن طرق إعطاء الإنسولين تتباين وتتنوع ولعل أكثرها قبولاً من حيث راحة المريض وضبط مستوى السكر بالدم ما يُعرف بالجرعة المخلوطة المقسومة، وتُعطى بديلة إذا كان المريض يُحقن بنوعين من الإنسولين؛ الأول مائي رائق والآخر يُطلق عليه العكر، ويُعطيان مرتين باليوم، ويُفضل من الناحية العلاجية المناسبة لشهر رمضان أن تُعكس الجرعة، فتُعطى جرعة الصباح، وهي عادة الأكبر في الليل عند الإفطار، أما الجرعة الأصغر، فتُعطى قبل السحور بنصف ساعة، مع التأكيد أن بعض الحالات تستلزم إشرافاً طبياً متصلاً. وأكدت "الغذاء والدواء" أن بإمكان المريض الذي يتناول الأقراص المخفضة للسكر أن يصوم على أن تكون الجرعة الأساسية قبل الفطور، وعليه مراجعة طبيبه لتحديد مدى الحاجة إلى جرعة أخرى قبل السحور، مبيّنة أنه لا داعي لتغيير جرعة أقراص الميتفورمين "منظم السكر"، لأنها لا تسبب انخفاضاً في نسبة السكر دون المعدل الطبيعي. وفي ما يتعلق بالمرضى الذين يتناولون مضادات حيوية، أوضحت الهيئة أن على المريض تعديل أوقات تناولها في رمضان، فالدواء الذي يتم تناوله مرة واحدة يومياً، يُنصح بتناوله عند الفطور أو السحور، والدواء الذي يتم تناوله مرتين يومياً؛ تكون الجرعة الأولى عند الإفطار والثانية عند السحور، والدواء الذي يتم تناوله ثلاث أو أربع مرات يجب استشارة الطبيب لإيجاد بدائل مكافئة له بحيث يتم تناوله مرة أو مرتين. وشددت على أهمية استشارة مريض الصرع طبيبه عن الطريقة المثلى لتناول الأدوية، خصوصاً في شهر رمضان، فبعض أدوية الصرع يمكن أخذها مرة واحدة في اليوم؛ لأنها طويلة المفعول "24 ساعة"، في حين أن أدوية أخرى مضادة للصرع يمكن أخذها مرتين في اليوم، لذلك يمكن للمريض خلال شهر رمضان أن يتناول جرعة الأدوية إما مرة واحدة بعد المغرب أو على جرعتين بعد الإفطار وبعد السحور حسب نوع الدواء المضاد للصرع الخاص بكل مريض. ونوّهت إلى أن على المريض الإفطار فوراً بمواد غذائية تحتوي على نسبة عالية من السكر إذا أصيب بنوبة الصرع أثناء الصوم، ومراجعة الطبيب بعد ذلك لإعادة تنظيم العلاج وأخذ قرار الصيام. وفي ما يتعلق بأدوية القلب، ذكرت الهيئة أن المصاب بارتفاع ضغط الدم قد يتمكن من الصيام إذا تناول أدويته بانتظام، بحيث يتم تعديل أوقات الجرعة في شهر رمضان وينبغي عليه تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح الطعام. ولفتت إلى أن المصابين بالذبحة الصدرية المستقرة، يمكنهم عادةً الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام، وهناك عدد من حالات القلب التي لا يُسمح فيها بالصيام كمرضى الجلطة الحديثة، والمصابين بهبوط "فشل" القلب الحاد أو الذبحة القلبية غير المستقرة وغيرهم. وقالت: إن معظم أدوية القلب تُعطى مرة أو مرتين في اليوم خلال الأيام العادية، ولا تحتاج لتعديل جدولتها خلال شهر رمضان، أما الأدوية التي تؤخذ ثلاث أو أربع مرات، فيجب استشارة الطبيب للحصول على بدائل بالمفعول ذاته. وبيّنت "الغذاء والدواء" أن بعض الأطعمة تؤثر على امتصاص بعض عناصر الأدوية، ومن ذلك أن شرب الشاي والقهوة وعصير البرتقال يزيد من امتصاص الأسبرين والمضادات الحيوية وبعض المنومات، كما يؤدي إلى حبس مفعول بعض مضادات الاكتئاب وبعض مضادات الهيستامين، وتزيد بعض الوجبات الغنية بالدهون من امتصاص بعض الأدوية، في حين أن تناول الثايروكسين مع الطعام قد يقلل من امتصاصه.