* الأديب عبدالله بن خميس يشرح العرضة في «أهازيج الحرب» * الجاسر: العرضة في المملكة رقصة حربية تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ القديم * العرضة رمز عريق يحرص عليه السعوديون في المناسبات الوطنية والخاصة المعاني القوية والروح الجماعية والعقيدة الصافية.. سمات بارزة للعرضة عباس العقاد: من أحب الرياضات إلى الملك عبدالعزيز."نحمد الله جَتْ على ما تمنى" الشاعرة موضي الدهلاوي من أوائل شعراء العرضة في الدولة السعودية الثانية * مركز وطني لنشر ثقافة العرضة باستخدام الوسائل الحديثة وإقامة الدورات التدريبية * شعراء العرضة السبعة وقصائدهم تلهب حماس القتال * العرضة قامت بدور مهم في الاستعداد للحرب وتحميس الجنود * نجد شامت لابو تركي وأخذها شيخنا .. وأخمرت عشاقها عقب لطم خشومها يمكن أن نتلمس بدايات الشعر الوطني السعودي في شعر العرضة السعودية، التي تؤدى في المناسبات الوطنية الكبرى، ويشارك فيها أئمة البلاد وملوكها وأمراؤها ورجالات الدولة لمكانتها الأثيرة وتأثيرها الباعث لمزيج من المشاعر الوطنية من الفخر بوطن الأمجاد والاعتزاز براية التوحيد والحماسة الوطنية، وقد كانت العرضة السعودية حاضرة في ملحمة تأسيس الدولة السعودية وفي مرحلة توحيد البلاد إلى وقتنا الحاضر، ففي عهد الإمام محمد بن سعود السعودية الأولى وفي أثناء هجوم عريعر بن دجين زعيم الأحساء على الدرعية، واشتداد الأمر،عزم الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود على رفع معنويات الفرسان، فأمر في مطلع النهار بإقامة العرضة خارج السور، ما أثار روح الحماسة والشجاعة في نفوس المقاتلين، فقُلبت بذلك موازين القتال، وأصبح النصر حليفاً لهم. وفي عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كان حريصًا على أدائها قبيل انطلاق عمليات التوحيد، لتصبح بعد ذلك رمزًا ثقافيًا عريقًا يُفتخر به، ويحرص على تأديتها الملوك الكرام من بعده. عبدالله خميس وأهازيج الحرب ويوضح الأديب عبد الله بن خميس -رحمه الله- في مقدمة كتابه «أهازيج الحرب، أو شعر العرضة» مكانتها بقوله إنها: « تكون في مجال المناسبات كالأعياد ونحوها، وهي من الفنون الجميلة الخالدة»، ومما قاله الأديب عباس محمود العقاد عن العرضة في كتابه بعنوان (مع عاهل الجزيرة العربية ): «ومن أحب الرياضات إلى الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهي رقصة مهيبة متزنة تثير العزائم وتحيي في النفوس حرارة الإيمان، ويتفق أحياناً أن يستمع جلالته إلى أناشيدها ويرى الفرسان، وهم يرقصونها فتهزه الأريحية ويستعيد ذكرى الوقائع والغزوات فينهض من مجلسه ويزحزح عقاله ويتناول السيف وينزل إلى الحلبة مع الفرسان، فترتفع حماستهم حين ينظرون إلى جلالته بينهم»، وهكذا أصبحت العرضة رمزًا للثقافة السعودية التقليدية. وفي العام 2015، أدرجت العرضة في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، بحسب ما ذكرته وزارة السياحة. وكانت هناك العرضة السعودية التي تم تقديمها في التلفاز عام 1396ه بمناسبة عودة الملك خالد -رحمه الله- إلى الوطن بعد رحلة علاجية، وسجلت العرضة بمشاركة فرقة الدرعية وبثت بالمناسبة تلك. تاريخ العرضة تمتد جذور العرضة في التاريخ العربي، فتنطلق من عرض الجيوش والخيل كما يذكر ذلك علاَّمة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- عن العرضة بقوله: للعرب رقصات متنوعة بحسب تنوع أحوالها، فمنها ما يتعلق بأحوال الفرح كالزواج والأعياد والانتصار، ومنها ما يُقصد به إظهار القوة والشجاعة أمام الأعداء، وإيجاد الحماسة في النفوس لكي تصمد وقت اللقاء، ومن ذلك ما يُسمى بالعرضة المعروفة في المملكة العربية السعودية، وهي رقصة تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ القديمة، وأصل التسمية مشتقة من كلمة العرض، وهو الجيش الضخم قال الراجز: إنّا إذا قُدْنا لجيش عرضا لم نُبقِ من بغي الأعادي عضَّا، والعرضة كانت على ثلاثة أقسام: عرضة الجيش: (أي الإبل النجائب المذللة للركوب)، وعرضة الخيل، و العرضة العامة وهي التي يقوم بها الرجال بعد أن يتهيؤوا بأسلحتهم من سيوف أو بنادق ثم يصطفون صفوفاً ويقومون برقصات تلائم إيقاع ما يُلقى على مسامعهم من أهازيج شعرية مثيرة للحماس مثل: حِنا هل (العَوْجا) مْرَوِّية السِّنين وإذا كسرنا العظم ماحْدِ جبرهْ، وللشعر الشعبي في الجزيرة اهتمام بالعرضة حيث قلَّ أن يخلو ديوان شاعر مشهور من قصائد عرضية، أي تختص بالعرضة. العرضة تدوين للتاريخ وكانت العرضة في الوقت نفسه تدوينا للتاريخ فقد ذكر الأديب الشاعر عبدالله بن خميس عن تاريخ العرضة أنها سجل لتاريخ الحروب ومناسباتها وذكر لما أهمله التاريخ من وقائعها، فقصيدة الحوطي في استعادة الرياض تعزز ذكرى ذلك اليوم، وهكذا كل قصيدة حربية تعيد الذكرى وتتحدث عن أمجاد هذه الأمة حتى قام هذا الكيان وضرب الأمن بجرانه وارتاحت الجزيرة العربية، مما كانت عليه قرونا بعد قرون»، وقال في معرض حديثه عن أحد شعراء العرضة: أنه إذا جد الجد وحزب الأمر ونادى منادي الجمع وقرعت الطبول ولبس السلاح وتجمعوا تمهيداً لأيامهم المعروفة واندلاقاتهم المسعورة تجده هنالك ترمقه الأبصار وتنشد نحوه الأسماع ماذا سوف يهزج به فهد بن دحيم.. وقد غاب مرة مريضاً عن هذا التجمع ففقده القائد الملك عبدالعزيز فقال: (ائتوني به ولو محمولاً) فجاء يغالب مرضه وهزّ سيفه وأنشد: نجد شامت لابو تركي واخذها شيخنا واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها، وكانت العرضة أحد نوعي الغناء الحربي في الشعر العامي إذ يقول الأستاذ أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري عن تاريخ العرضة إن: «الغناء الحربي في الشعر العامي على نوعين: أولهما أغاني الحداء على الخيل، وهو فن بدوي، ثانيهما أغاني العرضة وأوزانها غير أوزان الحداء، وهي فن حضري بالنسبة للحن والهيئة التي يتم بها الغناء، وربما لا تجد شيئاً من ألحان العرضة في شعر البادية إلا قليلاً كقصيدة غنيم العارضي، والبادية استفادت العرضة من الحاضرة بلا ريب والعرضة التاريخية التي ذكرها الشيخ حمد الجاسر أكثرها من الرجز، وهو بحر الحداء، وفيها بحور أخرى غير الرجز، وفيها رقص ولعب بالسلاح». العرضة والاستعداد للحرب وأدت العرضة دورًا مهمًا في الاستعداد للحرب وتحميس الجنود فيقول الأستاذ أحمد الشومي عن العرضة في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-: «إذا قرر الملك عبدالعزيز السير إلى الغزو تضرب الطبول في الحارات، إذ كان هناك أناس خصصهم الملك عبدالعزيز يمشون على البيوت والنخيل، وينادون الناس للحضور في المبرز ويسلم لهم بنادق حيث يُقال لهم (هنا مغزى).. فإذا قرروا السير إلى الغزو يضرب الطبل للتجمع في الحارات (كما قلنا)، وإذا اجتمعوا بدأت كل حارة لوحدها بالعرضة النجدية، ويحضرون الشعراء لبث الحماس لدى الناس، ثم يبدأ أهالي الحارات والنخيل بالمسير، وهم يعرضون حيث يتوجه أهالي دخنة ومعكال والمعيقلية والظهيرة والمصانع ومنفوحة وباقي أحياء الرياض ونخيلها، وكذلك أهالي الدرعية يرسل لهم مندوباً يتوجهون للتجمع في المبرز، وبعد تجمع المقاتلين في المبرز واكتمالهم يبدؤون المسير إلى الصفا لمقابلة الملك عبدالعزيز، ثم بعد ذلك التوجه إلى مكان الغزو.. وبعد قفولهم راجعين من غزوهم يعودون إلى رقصة العرضة من جديد للتعبير عن الانتصار، وحينما يأتي البشير بذلك تبدأ العرضات كذلك». وقد كانت العرضة السعودية حاضرة في ملحمة تأسيس الدولة السعودية الأولى والثانية، وفي مرحلة توحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- فيما بعد. ففي عهد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى وفي أثناء هجوم عريعر بن دجين زعيم الأحساء ومعه دهام بن دواس على الدرعية واشتداد الأمر، عزم الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود على رفع معنويات الفرسان، فأمر في مطلع النهار بإقامة العرضة خارج السور، ما أثار روح الحماسة والشجاعة في نفوس المقاتلين، فقُلبت بذلك موازين القتال، وأصبح النصر حليفاً لهم. وفي عهد الدولة السعودية أرسلت الشاعرة موضي بنت سعد الدهلاوي قصيدتها الحربية: هيه يا راكبٍ حمرا ظهيره تزعج الكور نابية السنام، والتي قالتها لحث المدافعين عن بلدة الرس على الصمود والتصدي للجيش الغازي، ومواجهة الحصار الذي استمر لأكثر من 3 أشهر واستعصت هذه المدينة عليه، وأرسلتها للدرعية لتصدح بها حناجر جيش الإمام وتغنى في عرضة الحرب، حيث تعد موضي من أوائل شعراء العرضة في الدولة السعودية ، وكان لشعرها أثر كبير في الرجال المحاربين الذين أخذوا يرددون أبياتها الحماسية قبل وبعد الانتصارات وهم يؤدون العرضة. العرضة في ملحمة التوحيد وفي عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حضرت العرضة السعودية في ملحمة توحيد المملكة على يده، و كان حريصًا على أدائها قبيل انطلاق عمليات التوحيد، ابتداء بعرضة الشاعر عبد الرحمن الحوطي بعد استعادة الرياض عام 1319ه: دار يا للي سعدها تو ما جاها طير حوران شاقتني مضاريبه، وكانت العرضة حاضرة فيما تلاها من معارك التوحيد، ففي وقعة البكيرية عام 1322ه، قال الشاعر محمد العوني عرضته ومطلعها: مني عليكم يا هل العوجا سلام واختص أبو تركي عمى عين الحريب، وفي أحد احتفالات المؤسس الملك عبدالعزيز في الرياض في النصف الأول من القرن الرابع عشر تقريبا، غاب الشاعر فهد بن دحيم لمرضه فقال الملك عبدالعزيز: ائتوني به ولو محمولا، فجاء يغالب مرضه وأنشد قصيدته: نجد شامت لابو تركي وأخذها شيخنا واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها وفي موقعة السبلة 1347ه، الحاسمة بين الملك عبدالعزيز وخصومه كانت عرضة الشاعر عبد الله الصبي ومطلعها: نحمد اللي عز دينه وصدق بالوعد، ومع مرور الزمن وتوحيد أطراف الجزيرة العربية تحت حكم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- بمسمى المملكة العربية السعودية عام 1351ه (1932م)، واستتباب الأمن والأمان في البلاد تحت راية التوحيد لم تندثر العرضة بل ظلت باقية تقام في المناسبات المختلفة، كالأعياد، واستقبال الملوك والرؤساء، وفي المناسبات الوطنية، والاحتفالات الرسمية والشعبية. ومنها عرضة الشاعر سعود العيد الملقب ب(جوفان) في زيارة الملك عبدالعزيز-رحمه الله-لحائل عام 1355ه، ومطلعها: سلام واثني سلام.. سلام واثني سلام.. للي حكم نجد كله. العرضة رمز الشجاعة وظلت العرضة رمزاً للشجاعة والبسالة، وبقيت سمتها قائمة في قصائدها البطولية الحربية الحافلة بالحماسة مسطرة أمجاد القادة والأجداد والآباء وتضحياتهم وبطولاتهم. وحرص عليها كذلك أبناؤه الكرام ملوك المملكة سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله -رحمهم الله-، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله-، ومن أشهر العرضات في عهد الملك فيصل، عرضة عبدالرحمن بن صفيان،: نحمد الله جت على ما نتمنى من ولي العرش جزل الوهايب، لتصبح العرضة بعد ذلك رمزًا ثقافيًا عريقًا يُفتخر به، وُيستقبل بها كبار ضيوف الدولة من رؤساء دول وغيرهم وفي الاحتفالات الوطنية، وقد حظيت العرضة باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- فلها مكانتها الرفيعة عنده، وتظهر تلك المكانة في مشاركة فيها، وفي تأثره بأبياتها ومعانيها، وكان حرصه عليها ضمن اهتمامه الشامل -أيده الله- بالتاريخ والتراث والموروث الثقافي التقليدي في المملكة، وتجلى ذلك الاهتمام في إدراج العرضة السعودية في شهر ديسمبر عام 2015م على قائمة منظمة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي (الشفوي)، وتأسيس المركز الوطني للعرضة السعودية عام 2017م في دارة الملك عبدالعزيز ليعمل على تعزيز الثقافة والهوية الوطنية، وليكون بيتًا للفنون الشعبية الخاصة بلون العرضة في المملكة. شعراء اشتهروا بالعرضة وللعرضة شعراء مشهورون قديمًا وحديثًا، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: موضي الدهلاوي، وعبدالرحمن الحوطي، ومحمد العوني، وفهد بن دحيم، وناصر العريني وعبدالله الصبي، وعبدالله بن حمد الجبيلة، ومحمد عبدالله القاضي وعبدالرحمن البواردي، ومحمد بن ناصر السياري، وعبدالرحمن الصفيان، ومحمد بن أحمد السديري، والأمير عبدالله الفيصل، والأمير خالد الفيصل، والأمير بدر عبدالمحسن، والأمير سعود بن محمد بن سعود، وخالد بن أحمد السديري، وسعد بن حريول السبيعي، وسليمان بن حاذور، وعبدالله لويحان، وحسين بن جبهان، وناصر بن زيد بن شنار، وعبدالله بن خميس، وغيرهم. عناصر العرضة الفنية والعرضة -كأي فن متقن- تتميز ببنائها الفني ومضمونها المعنوي وبأدائها الحركي، ففي بنائها الفني تبدأ بمقدمة مكونة من شطرين يثيران شعور الحماسة، وتسمى المقدمة» حوربة»، التي يصدح بها الداعي من مثل قوله:(يالله ياللي لا إله غيره... يا ناصرٍ جنده على العدوان) ثم تدق طبول العرضة وتنشد القصيدة الحماسية، ولا تتجاوز القصيدة عادة عشرة أبيات، وتتراوح أوزانها بين الطويل والوسط والقصير. في ابيات ترددها الحناجر، ثم تنتهي العرضة بخاتمة بأبيات قصيرة حماسية بأداء جماعي تسمى «زميّة»، مثل: يا دار لنا حقك علينا يا دار لنا حقك علينا والسلايل في يدينا والسلايل في يدينا تحت بيرق سيدي سمع وطاعة تحت بيرق سيدي سمع وطاعة وتبدأ أغلب قصائد العرضة بوصف مركوب أو سحاب أو بنداء، ثم تتناول العدو ومقابلته وهزيمته، وتصف شجاعة القوم وقائدهم وقوتهم وفروسيتهم، وقد تختم بوصف فتاة حسناء لتنصحها بأن تبتعد عن الذليل المنهزم فهو لا يستحقها، وفيما يخص أداؤها الحركي، يصطف المشاركون في ثلاثة صفوف ويمينًا ويسارًا وفي المنتصف، ويتوسط أهل الصف الأوسط حامل الراية (البيرق) رمزاً للاجتماع والثبات، فيصوت الداعي بالبيت الأول، ثم يصدح به الفريق الأول في صفه المنتظم، ثم يردده الفريق الثاني، وبهذا الترتيب تسير أبيات العرضة حتى نهايتها، وتستخدم فيها الطبول يطلق على الكبيرة منها اسم طبول التخمير، والصغيرة يطلق عليها طبول التثليث، ويتحرك المشاركون مع هز السيوف في صفوفهم ككتلة يمنة طورًا ويسرة تارة أخرى وتسمى (النزة). وعندما يصلون إلى خاتمة العرضة ترفع السيوف والطبول بشكل حماسي ويقترب الجميع من منتصف الساحة، ثم يتوقف الجميع وقوفا مفاجئا، وبهذا تنتهي العرضة. أعضاء العرضة ولباسها للعرضة أعضاء وهم القائد الملقن الذي يلقي القصيدة المغناة على المشاركين، ويتولى نقلهم من بيت القصيدة للبيت الذي يليه، والعارضون بالسيوف وهم من يلعبون بسيوفهم في صفوف عن طريق حركات منتظمة، إضافة إلى حامل البيرق: هو من يحمل البيرق «الراية، العلم»، يبلغ متوسط طوله 3 أمتار، بيده اليسرى ويضع طرفه الأخير على عنقه، ويشارك في صفوف العارضين بالسيوف، وقارعو الطبول الكبيرة: «طبول التخمير» يكون موقعهم ثابت في الصف الخلفي، ويرددون البيت الأول من القصيدة لتشريع بداية العرض، وقارعو الطبول الصغيرة: «طبول التثليث» يكون موقعهم ثابت في الأمام، ويشرعون بالقرع على طبولهم بعد قرعات الطبول الكبيرة الأولى. ويمكنهم المشاركة في اللعب وسط ميدان العرضة، وللعرضة لباس خاص وهو المرودن: ثوب فضاض أبيض تصل أكمامه إلى مادون الركبة، والصاية: «الدقلة» وهي رداء طويل ملون ومطرز يغطي كامل الجسد، والمحزم: هو حزام أسود يوضع على الصدر، ويوضع فيه الرصاص الخاص بالبنادق، إضافة إلى الجنبي و هو حزام يلف على الوسط ويوضع فيه الخنجر. مصادر شعر العرضة صدر كتاب أهازيج الحرب أو شعر العرضة، للأديب عبدالله بن خميس عام 1402ه، وجمع فيه أشهر قصائد العرضة، فبلغت 165 قصيدة، لثمانية وستين شاعرًا من شعراء الوطن، هم: العوني وفهيد بن دحيم وناصر العريني وزامل السليم وعبد الله الصبي وخالد ومحمد السديري وعبدالرحمن البواردي والصغير والفويه ومحمد وإبراهيم القاضي ومحمد السياري وعلي الخياط ومرشد البذالي وعبدالله ابن فرج والحوطي وابن سبيل وعبد الله الجبيلة وعبد الرحمن الصفيان وعبد الرحمن السبيعي ومطلق بن بادي ومحمد بن حصيص وإبراهيم القري ومحمد بن حريول والغصاص والمرزوقي والرميحي وعبيد بن جابر وعبدالرحمن الربيعي وأبو عباد الخشقي وابن دخيل وابن عوض والدهلاوية وأبو جراح السبيعي وعبدالله بن خالد ولويحان وفهد الجافور وعبدالمحسن الشويقي السكيني ومحمد أبا الحسن وجيران المشعلي وحسين بن جبهان وناصر بن فايز سعد بن مقرن وإبراهيم بن مزيد ومعيض البخيتان ودبيان بن عساف وعثمان سليمان والسنيدي وابن ناصر والهزاني وعبد الله بن إدريس وابن فليج وفراج بن فراج ورشيد بن هديب وعمر بن تويم ومحمد الدرم وعبدالله بن تويم وسعد بن حبشان وجوفان وزيد بن غنام وعبدالله الثميري وسليمان الحصان وعبدالله بن خميس، وفي عام 1419 ه صدر كتاب جمع فيه المؤلف مبارك الغوينم عدداً من أشعار العرضة السعودية للشعراء محمد العوني وفهيد بن دحيم والأمير عبدالله الفيصل والأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن والأمير سعود بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن والأمير سعود بن محمد بن سعود والشعراء عبدالرحمن ومحمد وخالد أبناء أحمد السديري وعبدالرحمن بن سعد بن صفيان وعبدالله بن محمد بن خميس وسليمان بن حاذور ومحمد بن ناصر السياري وسليمان صالح الرميح ومحمد الشبيعان وجلمان الفصام الدوسري وناصر العويني وعبدالله لويحان وصالح بن مزيد ومرشد البذالي وعبدالله الصبي ومحمد بن عبدالرحمن الصفيان وغازي العتيبي وعبدالله الجروان والهزاني وضيدان العارضي وفراج بن فراج وأبو جراح السبيعي والصغير وخالد البليهي وعبدالعزيز بن نمر وعبدالله القويزان وابن دخيل وسليمان بن قماع وعبدالرحمن البواردي وعبدالرحمن آل عبداللطيف وعبدالله بن خالد وإبراهيم بن مزيد وسعد بن جشان والحوطي وعبدالله بن إدريس وحسين بن جبهان وجميع القصائد وطنية وحربية. مركز وطني للعرضة السعودية تم إنشاء مركز للعرضة السعودية مقره دارة الملك عبدالعزيز، وله استقلاله الفني والإداري، ويختص بالعرضة السعودية الرسمية بصفة خاصة، وجميع أنواع العرضة في المملكة العربية السعودية بصفةٍ عامة، ومن أهدافه نشر ثقافة العرضة باستخدام جميع الوسائل الحديثة. وإقامة دورات تدريبية في مجال العرضة للمشاركين في تنفيذها من الشباب والكبار، والراغبين من الهواة والعموم. وتحقيق المشاركة الداخلية والخارجية، وتبادل الخبرات والزيارات. وتطوير برامج العرضة وآلياتها وجوانبها المختلفة وأزيائها وعناصرها، وتوثيق الدراسات والأبحاث والصور والأفلام المرئية لفن العرضة، وإقامة معارض للعرضة داخل المملكة وخارجها. ودعم المشاركين في مجالات العرضة، وتنظيم فرق العرضة في أنحاء المملكة العربية السعودية، وحفظ عناصر العرضة من الأهازيج، والشِّعر والملابس، والأدوات وفنون الأداء وتطويرها، وصدر الكتاب عن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وتكون من خمسة فصول، لمؤلفيه فهد بن عبدالعزيز الكليب، وسلمان بن سالم الجمل، حيث ضم كل فصل جملة من الموضوعات، تستقصي هذا الإرث الشعبي الوطني، والموروث الفني الأصيل، وجاء الفصل الأول بعنوان مكملات لباس العرضة، بينما جاء ثاني فصول الكتاب عن: العرضة.. تاريخ وأصالة، متضمناً العناوين الآتية: البعد الثقافي في العرضة، أصل العرضة، مسميات العرضة في المملكة ودول الخليج العربية، من العرضة النجدية إلى العرضة السعودية، خاصية العرضة السعودية، أما الفصل الثالث بعنوان: «الإيقاعات والضروب في العرضة السعودية»، تناول إيقاعات العرضة، وأسلوب البناء اللحني والمقامي في العرضة السعودية، والمقامات المستخدمة في العرضة السعودية، المسار اللحني، الآلات الموسيقية المستخدمة في العرضة السعودية، ألحان العرضة، ورابع الفصول عن: العرضة وملوك الدولة السعودية، بمدخل عن العرضة في ظل العهد السعودي، وبتتبع العرضة في عهد الملك عبدالعزيز، العرضة في عهد الملك سعود، وفي عهد الملك فيصل، وفي عهد الملك خالد، العرضة وعهد الملك فهد، وفي عهد الملك عبدالله - رحمهم الله - فالعرضة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله-، وفي خامس فصول الكتاب تناول «شعر العرضة» بأغراضه، وبحوره، ويوم العرضة السعودية. العرضات السبع المشهورة هناك 7 عرضات مشهورة وهي عرضة الشاعرة موضي الدهلاوي، في حصار الرس سنة 1232ه، ومطلعها: هيه يا راكبٍ حمرا ظهيره تزعج الكور نابية السنام وعرضة الشاعر عبدالرحمن الحوطي، في استرداد الرياض 1319ه، ومطلعها: دار يا للي سعدها تو ما جاها طير حوران شاقتني مضاريبه وعرضة الشاعر محمد العوني، في وقعة البكيرية عام 1322ه، ومطلعها: مني عليكم يا هل العوجا سلام واختص أبو تركي عمى عين الحريب، وعرضة الشاعر فهد بن سعد بن دحيم النفيسة، ومطلعها: نجد شامت لابو تركي وأخذها شيخنا واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها وعرضة الشاعر عبد الله الصبي في موقعة السبلة 1347ه، ومطلعها: أحمد اللي عز دينه وصدق بالوعد والبس التوحيد ثوب من البيضا جديد، إضافة إلى عرضة الشاعر سعود العيد الملقب ب(جوفان) بمناسبة زيارة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لحائل عام 1355ه ه، ومطلعها: سلام واثني سلام سلام واثني سلام ... للي حكم نجد كله، وعرضة الشاعر عبدالرحمن بن صفيان، في معركة الوديعة 1389ه، ومطلعها: نحمد الله جت على ما نتمنى من ولي العرش جزل الوهايب تعريف الشعراء الشاعر عبدالرحمن الحوطي القصيدة الأولى في الملك عبدالعزيز -رحمه الله- صبيحة استرداد الرياض في الرابع من شوال عام 1319ه، كانت للشاعر عبدالرحمن الحوطي ومطلعها: دار يا للي سعدها تو ما جاها طير حوران شاقتني مضاريبه والشاعر عبدالرحمن بن ناصر بن عثمان بن رشيد آل مرشد التميمي نسباً الحوطي لقباً نسبة إلى حوطة بني تميم ومن الكتابات الأكثر دقة واقتراباً من هذا الشاعر مقال منشور لعبدالله بن حمد السبر جاء فيه «حدثني عنه الشاعر المعروف ناصر بن محمد السياري وقال إن اسمه عبدالرحمن بن ناصر بن عثمان بن رشيد آل مرشد التميمي من أهالي مدينة المزاحمية، جاء والده من حوطة بني تميم وليس معه إلا زوجته واستقر بها ورزق ولدين وبنتاً والولدان هما عبدالرحمن وعبدالعزيز وكلاهما يقولان الشعر وتزوج عبدالرحمن ورزق أولاداً بنين وبنات، وشاعرنا ولد وعاش في مدينة المزاحمية وتوفي بها»، أما تاريخ مولده فمتوقع أنه في أواخر القرن الثالث عشر الهجري في العقد الثامن أو التاسع منه، وقد كان مقلاً في الشعر كما أورد ابن خميس، واشتهر بهذه العرضة وتوفي هو وزوجته وأبناؤه جميعهم سنة 1337ه، وهي المسماة سنة الرحمة حيث انتشر وباء الكوليرا ولكثرة الوفيات سميت بسنة الرحمة وفيها فقد الملك عبدالعزيز ابنه البكر (تركي) وزوجته والدة الأمير محمد، يقول الحوطي داري يا للي سعدها تو ماجاها طير حوران شاقتني مضاريبه جو هل الدين والتوحيد وحماها واذهب الله هل الباطل واصاحيبه قام عبدالعزيز وشاد مبناها شيخنا اللي بحكم الشرع يمشي به يوم حنّت وونّت سمع شكواها وصلها قبل تاصلها مناديبه عقب ما هي عجوز جدد صباها زينها قد مضى قامت تماري به عشقة للسعود من الله انشاها حرّمت غيرهم تقول مالي به جا الحباري عقاب نثَّر دماها في الثنادي على الهامة مخاليبه صيدته يوم صف الريش ما خطاها يوم شرَّف على عالي مراقيبه: الشاعر محمد العوني ولد بالقصيم عام 1275ه تقريبا، ونشأ في كنف آل مهنا أبا الخيل، أمراء مدينة بريدة، درس في الكتاتيب، ثم انتقل مع والده الذي كان يعمل بنَّاء إلى مدينة بريدة، وهناك سمت نفسه إلى الاستزادة من العلم، فدرس على كبار علماء بريدة فترة من الزمن لكنه لم يستمر. وسافر بعدها إلى الكويت طلبا للرزق، وعمل في محل تجاري لأخواله، عاد العوني إلى نجد، وتنقل بين القصيموحائل، اتصل بالملوك والأمراء والشيوخ في الجزيرة العربية، وكانت له عندهم مكانة مرموقة، لما يملكه من قدرات ومواهب، قيل إن قصائده تحرك الجيوش لتخوض غمار المعارك، فهو مؤجج الحماسة في النفوس، وملهب الأفئدة لتتقد شجاعة وبسالة وإقداما، شبهوه بشاعر العربية الكبير المتنبي، وطبع ديوان العوني ضمن الجزء الثاني من كتاب «ديوان النبط»، وأهم النسخ المخطوطة من ديوان العوني، النسخة التي أملاها عبد الكريم المكادي، راوية العوني، حينما كان مقيما في حائل، تليها النسخة التي كتبها الراوية عبد الرحمن الربيعي (ت1402 ه) والنسخة التي كتبها الراوية محمد بن يحيى (ت 1410ه)، وهناك عدة دراسات وبحوث مطبوعة عن العوني، لكن أهم ما كتب عن العوني هو ذلك الكتاب الذي ألفه الراحل فهد المارك بعنوان «تاريخ جيل في حياة رجل، استقى معلوماته من أصدقاء العوني ورفاقه، ومن بعض الأمراء والزعماء والشيوخ الذين عاصروا تلك الفترة، وفي عام 1321ه وقعت معركة البكيرية، وهي معركة فاصلة مهمة، وفي بعض أيامها توقف القتال بين الطرفين، وساد الهدوء، حتى مل جيش عبدالعزيز ذلك، فجاء الأميران محمد بن عبد الرحمن وسعد بن عبد الرحمن أخوا عبدالعزيز إلى العوني، وطلبا منه أن يكتب قصيدة حماسية يهيج فيها الملك عبدالعزيز كي يواصل القتال، فوافق العوني ثم أنشد قصيدته الرائعة المشهورة: مِنِّي عليكم ياهل العوجا سلام واختص ابو تركي عَمَى عين الحريب يا شيخ باح الصبر من طول المقام يا حامِي الوَنْدَات يارِيْف الغَرِيْب اضرب على الكايد ولا تَسمع كلام العز بالقَلْطَات والرَّاي الضِّلِيْب لو ان طِعِت الشوَّرَ يالحِرِ القَطَام ما كان حِشْت الدار وَاشْقَيْت الحَرِيب أكرم هل العوجا مَدَابيْس الظلام هم دِرْعِك الضَّافِي إلى بار الصِّحِيْب عينك الى سهرت يعافون المنام غِشِ لغيرك وانت لك مِثْل الحَلِيْب لي عَسْكَر البارود واحمر القتام وتلافَحَت باذيالها شِهْب السَّبِيْب والله ما يَجْلى عن الكبد المَلام. إلا المَوَارِت يوم ياتي له نَحِيْب ومُصَقَّلاتِ كِنِّها نَوْض الغمام بحدودها نَفْرِق حبيبِ من حبيب فهد النفيسة هو فهد بن سعد بن دحيّم النفيسة، والبعض يسميه بفهيد وهو تمليح لاسم فهد، على عادة أهالي نجد، ، يقول ابن خميس عنه: «من أعيان أهل الرياض، وممن عاش ومات في الجندية، تحت راية التوحيد مع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ثم مع الملك سعود، كان من وجوه من أهل (إقليم) العارض البارزة إذا جد الجد وحزب الأمر ونادى منادي الجمع وقرعت الطبول لبس السلاح وتجمعوا تمهيدًا لأيامهم المعروفة واندلاقاتهم المسعورة تجده هناك ترمقه الأبصار وتنشد نحوه الأسماع ماذا سوف يهزج به فهد بن دحيم، وقد غاب مرة مريضا عن هذا التجمع ففقده القائد الرائد الملك عبدالعزيز، فقال: ائتوني به ولو محمولا، فجاء يغالب مرضه، وهز سيفه وأنشد (قصيدته هذه) فاهتز الملك عبدالعزيز لها وتناول سيفه وجعل يتثنى بين جنده مفتخرًا مزهوًا وزاد الجند حماسة وعرامة واستجابة وفداء»، يقول عنه صديقه المقرب المؤلف إبراهيم بن عبد الرحمن الخميس كان شاعرًا مجيدَا.. اسم الشهرة له بين معارفه والأصدقاء فهد بن دحيّم أبو حمزة، وكان شجاعًا وشعره عن الحروب رائع ومثير، يجيد المدح... يمتاز بطيبة القلب والحنان، شديد الحرص على رضا الله ثم رضا الوالدين، توفي قرابة سنة 1364ه، وفي أحد احتفالات المؤسس في الرياض في النصف الأول من القرن الرابع عشر تقريبا، غاب الشاعر لمرضه عن الاحتفال، ففقده الملك عبدالعزيز، فقال: ائتوني به ولو محمولا، فجاء يغالب مرضه، وهز سيفه وأنشد قصيدته هذه فاهتز الملك عبدالعزيز لها وتثنى بسيفه بين جنده مفتخرًا وزاد الجند حماسة: نجد شامت لابو تركي وأخذها شيخنا واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها لي بكت نجد العذية تهل دموعنا بالهنادي قاصرين شوارب قومها حِنْ هل العادات ومخضبين سيوفنا والطيور الحامية جادعين لحومها صعبة أفعالنا لابغاها غيرنا وكلمة التوحيد حنا عمار رسومها حِنْ هل العوجا نهار الملاقى عيدنا والجزيرة كلها مدّبين قرومها لابتي عوج المراكيض هذا سوقنا بيعوا الارواح في الهوش باول رسومها مرخصين ارقابنا لي زهمنا شيخنا والقبايل كلها شيخنا قيدومها في تواريخ العرب راسمين علومنا وعادة الدنيا تزول وتدوم علومها موقعة السبلة 1347 يعد عبدالله بن محمد بن عبدالله الصبي من بني زيد من مواليد مدينة شقراء عام (1301ه/ 1884م) شاعراً عبقرياً من كبار الشعراء، نشأ يتيماً في مدينة شقراء بمنطقة الوشم وسافر إلى البحرين ثم الكويت بحثاً عن لقمة العيش وامتهن الغوص كغيره من أبناء بلدته ثم عاد إلى مسقط رأسه شقراء، لم يتزوج، وكان من جند الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن فرسانه المعروفين لقب بمبيلش وقد أخذ نصيبه من جميع أغراض الشعر المدح، الهجاء، وشعر الحرب، ومن شعره الحربي قصيدته عن الحرب مع يحيى حميد الدين في اليمن عام 1351ه مطلعها: أتغيشم وأنا لي ملحظ ثاني واذخر القيل عندي لين انه يجي حله وتوفي في شقراء عام 1371ه/ 1952م، عن عمر يناهز سبعين سنة، وفي سنة 1347ه كانت موقعة السبلة، انتهت بانتصار قوات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وتعد آخر المعارك الرئيسية التي خاضها عبدالعزيز -رحمه الله- في سبيل تأسيس المملكة العربية السعودية، وفيها يقول الشاعر عبد الله الصبي: أحمد اللي عز دينه وصدق بالوعد والبس التوحيد ثوب من البيضا جديد وادرج القالة على راس خوان العهد ربنا اللي بالمخاليق يفعل ما يريد راية التوحيد معها من المولى مدد دام ابو تركي عزيز فدين الله يزيد ولّ عودٍ ما تميِّز محمد من حمد تدّعي بالدين والدين عن مثلك بعيد شايب قلبك بعمياه توه ما بعد والف الدين الحنيفي ولا ديّن وكيد شيخنا اللي درسك في حديث المعتقد وأنت قبله ما تعرف الحديث من القصيد لا يغرك كثر الأوباش لو كثر العدد مثل عمدان التهامي تجمّع لين صيد انشد العدوان عن حالهم يابو فهد جعلها حال عليهم إلى عادوا تعيد كنهم بين العثامير والخد الجلد في نحور الخيل يوم ادبحوا زرع الحصيد ساعة يذهل بها والد عما ولد تشتعل نيرانها من حديد في حديد عرضة سعود العيد الشاعر سعود بن محمد العيد (الحماد) الملقب ب(جوفان)، وهو صاحب أشهر العرضات السعودية التي جسدت الثناء والمدح في موحد البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود طيب الله ثراه. ولد في عام وفاة والده محمد في غزوة الجوف ويحمل بيرق مغيضة، توفي الشاعر سعود بن محمد العيد (جوفان) في 4 ربيع الثاني 1431ه وتلك القصيدة كتبها الشاعر وعمره لم يتجاوز الثمانية عشر عاماً، وألقاها أمام الملك عبدالعزيز بمناسبة زيارته لمنطقة حائل في عام 1355ه في قصر الإمارة، وأمام جمع غفير من عامة الناس. ويقول الشاعر سعود العيد سلام واثني سلام سلام واثني سلام ... للي حكم نجد كله عبدالعزيز الإمام سخر جميع القبايل... حرب العدو ما يمله سيفه يقص العظام واللي طرد عزتي له ... دايم وقلبه بذله عيت عيونه تنام يخاف من شيخ نجدٍ... سيفه بيمناه سله الله يعزه دوام عسى السعد ل ابن مقرن... دايم وهي هابةٍ له ونشوفهم كل عام حرار نجدٍ نشوفه... كلن على ماكرٍ له دخيلهم ما يضام غرب وشمالٍ وقبله... مراكز وعسكرٍ له لاجاء نهار الكتام بلجيك وحس المشوك... مثل البرد يوم هله ملحه سريع الولام وتشوف جدع الجنايز... بالكون لاجاء محله تمت وختم الكلام صلوا على محمد اللي... وسط الحرم مسكنٍ له معركة الوديعة عبدالرحمن بن صفيان وهو أحد الشعراء السعوديين الذين برزوا في الشعر الشعبي خلال القرن الرابع عشر الهجري ومطلع القرن الخامس عشر، ولد في الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، سنة 1337ه وهي سنة وباء الطاعون الذي عم شبه الجزيرة العربية وهلك خلالها بسببه الكثير من الناس، ونشأ بها، ولما كبر كان من الذين رافقوا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وشهدوا معه العديد من الأحداث التاريخية وبات من شعرائه، ثم من الذين رافقوا الملك فهد -رحمه الله- وقضى معه نصف قرن من الزمان. وقد أطلقت عليه ألقاب مثل: شاعر الملوك، وشاعر أهل العوجا، وشاعر الوطن، وشاعر الملاحم الحربية والقصائد الوطنية، وتوفي في الدرعية عام 1412ه/ 1992م، ومناسبة عرضته المشهورة هي حرب الوديعة في عهد الملك فيصل -رحمه الله-، في «مركز الوديعة الحدودي» في الربع الخالي بعد قيام اليمن بمهاجمة مركز الوديعة، وانتهت الحرب الحدودية بانتصار القوات السعودية وإعادة سيطرتها على مركز الوديعة في 1389ه. نحمد الله جَتْ على ما تمنى من ولِي العرش جزلَ الوهايب خبّر اللي طامعٍ في وطنّا دونها نثني إلى جا الطلايب يا هبيل الراي وين أنت وإنّا تحسب إنّ الحرب نهب القرايب واجد اللي قبلكمْ قد تمنّى حربنا لي راح عايفْ وتايب انهض الجنحان قِمْ لا تونّا بننكلهم دروس و عجايب لي مشى البيرق فزيزومه إنّا حن هل العادات وأهل الحرايب كان ما نجهل على اللي جهلنا ما سكنا الدار يوم الجلايب ديرة الإسلام حامينها إنّا قاصرينٍ دونها كل شارب خصائص شعر العرضة يتميز شعر العرضة بالمعاني القوية المتضمنة في قصائد العرضة، فتأثير قصائد العرضة في النفوس يكمن في المعاني التي تقوم عليها، ويعبر عن ذلك قول الباحث سليمان الحماد في قراءته لقصائد العرضة: «إن إثارة الحماسة وتهيئة النفوس لخوض المغامرة الكبرى -المعركة-، ليس في إيقاعات الطبول ولا في الأداء اللحني (فقط)، ولكن ما يثير هذا الانفعال الهائل والحماس الانفعالي العجيب هو الشعر ومعانيه وأبعاده المتغلغلة في الوجدان الاجتماعي كجزء من الموروث الفروسي الذي شحن النفوس بهذا الاندفاع الهائل، وتتميز كلمات العرضة العاطفة الكامنة في قصائد العرضة هي الحب القوي للقائد والوطن، التي أشار إليها الحماد في قراءته قائلا: «الوطنية وروح التضحية والإقدام والشجاعة والتفاني في محبة القائد وطاعته وكل ما يترتب على ذلك مسألة جماعية في قصائد العرضة حتى لكأن القصيدة الحربية جماعية المنشأ، وليست لشاعر بعينه، ولولا حداثة عصر هذه القصائد ومعرفة الناس بأصحابها معرفة تامة لظن البعض أنها من نوع الملاحم التي ينسب بعضها لمجموعة من الشعراء، كما أن الأسلوب الغالب في قصائد العرضة قائم على الحديث بضمير الجمع «نحن»، تورد ذلك القراءة المشار إليها حينما تذكر «أن القصيدة الحربية ما يدعو للتأمل والتفكير والدراسة المتعمقة ففيها تختفي الأنا وضمير الفرد ليلمع ضمير الجماعة مع لمع السيوف»... والشاعر يدرك معنى الشجاعة والإقدام كما يدرك أنه ليس الوحيد الذي يتفانى من أجل وطنه أو قائده، فهو يقول (شيخنا) ويقول (وطنا) بدل أن يقول (بلدي) أو (وطني)، وتتركز خصائص العرضة في الروح الجماعية والوحدوية التي كانت القاسم المشترك للقصائد في كل توجه للحرب أو السلم، و العقيدة الصافية التي تبثها قصائد العرضة، فتجد الشاعر يبدأ القصيدة بالحمد والثناء، كما تجده في تعداد النعم خلال القصيدة، وعزو النصر لتأييد الله وشرعه، وفي طلب الثبات والعون من الله سبحانه وتعالى، إضافة إلى أن شعر العرضة يعد من مصادر دراسة تاريخ الجزيرة العربية، والأحوال الاجتماعية لسكانها، وتاريخهم حاضرة وبادية، والظروف الحضارية المختلفة التي مرت بها في أزمنة مختلفة، وظواهر المجتمع وما مر بها من متغيرات، وما عاصرته من أشخاص، وسجل لمختلف أحوالها التي لا نجدها في الكتب، كما أنه هو مصدر لدارسة جغرافية الجزيرة العربية، لأنه -مع الشعر الشعبي- الذي يتناقله الرواة هو المرجع لتحديد الأمكنة التي وردت في قصائده، وقد استعان بها المؤرخون في كتابة المعاجم الجغرافية مثل: ابن بليهد في كتابه «صحيح الأخبار»، وكذلك صالح العبودي في كتابة «معجم بلاد القصيم». حضرت العرضة في ملحمة التوحيد على يد الملك عبدالعزيز وحرص على أدائها قبيل انطلاق الحرب العرضة حاضرة في مناسبات الوطن أئمة البلاد وملوكها وأمراؤها ورجالات الدولة يشاركون في العرضات الوطنية