حين يتأمل الإنسان نعم الله التي لا تحصى، ومنها على سبيل المثال الحواس الخمس ويكتشف متأخرا أنه لم يتعامل مع هذه الحواس صحيا بالعناية الكافية ويتمنى لو يعود به الزمن ليفعل ذلك، تخيل لو عاد الزمن بالإنسان إلى مرحلة الطفولة والشباب، هل سيغير عاداته الصحية والغذائية إلى الأفضل، هل سيحافظ على أسنانه ونظره وحواسه الأخرى وصحته بشكل عام. هي أمنية متأخرة ولكنها أيضا غير متأخرة لأن الإنسان يستطيع الاستفادة من الدروس التي علمتها له الحياة من خلال نقلها إلى أطفاله. السؤال هنا: هل الأطفال والشباب في هذا الزمن يستفيدون فعلا من تلك الدروس أم يكررون نفس الأخطاء؟ القضية لا تتعلق بالمحافظة على الحواس، المحافظة على الصحة لها جانب نفسي وجانب جسدي وكما يقول الأطباء: إذا تعبت النفس تكلم الجسد، فإذا استطاع الإنسان أن يتعامل مع ضغوط الحياة بطريقة إيجابية، إذا تمكن من تطبيق مبدأ التفكير الإيجابي، إذا استطاع إدارة انفعالاته في المواقف الصعبة، إذا استطاع تطبيق المبادئ التربوية السليمة مع أبنائه، إذا قدر النعم التي وهبها الله له، إذا فعل ما سبق فسوف يكون بعد توفيق الله في الطريق السليم من الناحية النفسية والصحية. السؤال الثاني المهم هو: كيف سينقل الكبار الدروس التي تعلموها إلى الأطفال والشباب، ما الأسلوب الناجح؟، هل هو النصائح المباشرة أم بأساليب أخرى أكثر تأثيرا؟ ما دور المدارس في هذا الموضوع، ما دورها التربوي والاجتماعي والصحي الذي يتكامل مع دور الأسرة؟. هذا التكامل بين المدرسة والأسرة يقوم بدور تربوي شامل لا يقتصر على الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية وإنما يتضمن القيم الدينية والسلوك والتفاعل الاجتماعي الإيجابي واحترام الأنظمة وأداء المسؤوليات بأمانة وإخلاص وجودة. الأخطاء ستحصل في مراحل العمر المختلفة للإنسان لأن الكمال لله، المهم هو القناعة أن الحلول لا تتحقق بالتمني وإنما بالعمل، المهم ألا يتوارث الصغار أخطاء الكبار.