أعربت عدد من سيدات المجتمع عن شكرهن وتقديرهن لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني على اهتمامه بالنشء وحرصه على قيام رجال التربية والتعليم بما هو مطلوب منهم تجاه هذه الناشئة. وقالوا إن تخصيص وزارة التربية والتعليم (تنظيم ندوة عن الطفل) كان اختياراً موفقاً لان الطفل هو مستقبل الأمة وعمادها، وان الجميع مطالب بالاهتمام بالنشء والتعاون مع المدرسة بالذات نحو الطفل حتى يتم إعداده إعداداً صالحاً يسهم بإذن الله في منفعة وطنه ومواطنيه. **** إنها مرحلة خاصة تحدثت المعلمة ريم عبدالعزيز داغستاني مديرة مرحلة رياض الأطفال في مدارس المملكة، وقدمت في بداية حديثها شكرها لسمو ولي العهد لرعايته هذه المناسبة، واهتمامه بالنشء ثم تناولت أهمية تعزيز الوعي بخصائص واحتياجات الطفولة، فقالت: تعتبر مرحلة الطفولة مرحلة خاصة جداً، وتعد أساس تكوين شخصية الفرد، ولهذا فإن الحكم على مستقبل مجتمع ما يتوقف على مدى ما يهيأ لأطفال جيله من تكوين أخلاقي، معرفي، نفسي واجتماعي، وحتى نكون شخصية سوية يجب أن يكون هناك وعي كامل بخصائص نمو هذه المرحلة العمرية، واحتياجات كل فئة منها، لأن معرفة هذه الخصائص أساسي في عملية التربية، وهي جزء لا يتجزأ من عملية التنمية الشاملة في المجتمع وما يتدرج تحتها من إعداد وتهيئة وتطوير الموارد البشرية. الاهتمام بالطفل أما الاهتمام بالطفل، وتنشئته، ودور الوالدين في ذلك.. فإن البيت هو المحور الأساسي في عملية تربية وتنشئة الطفل.. ودور الوالدين بالدرجة الأولى هو رعاية الطفل منذ ولادته والاهتمام به من جميع النواحي.. والتربية هي واجب كل أم وأب. حماية الطفل وحول الأمور التي تحمي الطفل من الإساءة والإهمال.. قالت المعلمة ريم داغستاني: قد يسيء البعض إلى الطفل دون قصد، وذلك لعدم وعيهم الكامل باحتياجات الطفل ويتعرض الأطفال في كثير من الأحيان إلى الإساءة والإهمال وقد لا تكون جسدية بل معنوية، نفسية وهي الأكثر شيوعا وذلك بتعريضه إلى الإحباطات المتكررة، واغفال حقه في كثير من الأمور على الرغم من ان تلافي هذه المواقف في غاية السهولة اذا كان لدى المربين وعي كامل باحتياجات المرحلة من تعزيز نفسي وتشجيع واستماع لمشاعر الطفل ورغباته، مما يساعد في بناء شخصيته المستقلة التي تمكنه من ان يكون عنصرا فاعلاً ومؤثراً في المجتمع. مستقبل مناهج رياض الأطفال أما فيما يخص واقع مستقبل مناهج رياض الأطفال.. حقيقة مناهج رياض الأطفال دائما بصدد التطوير والتجديد بحسب ما يطرأ من مستجدات في العصر الحالي فكانت مناهج رياض الأطفال بداية تعتمد على الطرق التقليدية في التدريس، وشيئاً فشيئاً تطورت المناهج مع انتشار الوعي بخصائص نمو الأطفال وأصبحت ترتكز على طرق التعليم الذاتي، باستخدام الحواس تلبية لاحتياجات هذه المرحلة، فصممت البرامج والمناهج التعليمية على أساس تنمية نواحي النمو في جميع الجوانب، وما زالت المناهج تخضع بشكل دوري للتطوير وتستفيد من التغيير المذهل في وسائل الاتصال ومعطيات التقنية الحديثة. عموماً فإن العملية التربوية هي مسؤولية المجتمع بأكمله، وهذا يعني تضافر جهود القطاعين العام والخاص للإسهام في ان تسير العملية التربوية على نهج واضح يقودها إلى التطوير والنمو والازدهار. كما التقت (الجزيرة) بعدد من المعلمات في مدارس رياض نجد واللاتي عبّرن عن سعادتهن بتفضل سمو ولي العهد ورعايته لهذه المناسبة الخاصة بالطفل. حيث تحدثت في البداية المعلمة انفصال الغرسي فقالت: تتعاظم أهمية التعليم في حياة الشعوب باعتبار انه سبب كل تقدم اقتصادي واجتماعي وثقافي وقد اصبح عملية حتمية تمليها ظروف التنمية الشاملة. ولذلك يجب ان تتوجه معظم جهودنا إلى عملية بناء الإنسان لأنها غاية في حد ذاتها وبما ان أي بناء يعتمد على أساساته فيجب ان تتوجه إلى مراحل الطفولة الاولى في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية. لذلك يجب ان نركز اهتمامنا في وسائل الإعلام المختلفة على ضرورة تعزيز الوعي بخصائص هذه المرحلة ومتطلباتها حيث ان لهذه المصلحة حاجات يجب اشباعها، لكي تنجح العملية التربوية فيها ولذلك يجب التركيز على: الأسرة: حيث تقوم بدور كبير في إكساب الطفل كثيراً من المهارات والوعي الاجتماعي. الاهتمام بالطفل وتنشئته ودور الوالدين وعن حقيقة الأسرة، هي حجر الزاوية بالنسبة للطفل، فهي أول من يلقن الطفل عادات المجتمع وتقاليده. لذلك يجب أن تركز وسائل الإعلام من صحف ومجلات وتلفزة على هذا الدور. وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الدور في الحديث الشريف حيث قال: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه). لذلك أي خلل في تصرفات الأسرة وسلوكها ينعكس سلباً على سلوك الطفل. وحيث إن الطفل لم تنمُ مداركه بشكل جيد ويجد نفسه أمام مؤثرات كثيرة. لذلك يجب أن يلعب الوالدان دوراً إيجابياً وان ينتبها إلى تصرفاتهما وسلوكياتهما لأنها تنعكس على سلوكية الأبناء. أما الأمور التي تحمي الطفل من الإساءة والإهمال فإن من أهم الأمور التي تحمي الطفل من الإساءة والإهمال: التربية السليمة المبنية على فهم حاجات الطفل ورغباته والاسرة هي العامل الحاسم في حماية الطفل من ذلك، والمؤسسات التربوية والتعليمية من الحضانة ورياض الأطفال والمدرسة الابتدائية، والمجتمع ووعيه، ووسائل الإعلام والأفكار التي تتبناها فإذا كانت هذه الأفكار مبنية على أساس سليم فإنها تحمي الأطفال من الإساءة. وعن واقع ومستقبل رياض الأطفال قالت المعلمة انفصال الغرسي يجب ان تركز رياض الأطفال على أمور منها: اكساب الأطفال بعض المعارف، وان تعمل على تحبيب الطفل لها، وان تركز على العادات السلوكية السليمة، وان تركز على بعض المهارات اللغوية والفنية والاجتماعية والثقافية، واعتقد أننا إذا اخذنا رياض الأطفال دعامة نقول إنها لم تقم بهذا الدور بشكل جيد ولم تستطع ان تحصن الأطفال وإنما مارست دوراً ضعيفاً حيث لم تركز مثلا على ضرورة احترام الطفل للملكية العامة وكيفية المحافظة عليها ومن هذا ما نلاحظه في كل الأمكنة العامة كما أنها لم تركز مثلاً على كيفية تعامل الطفل مع الآخرين والاستماع لآرائهم، ولم تركز على فهم آراء الأطفال لترسيخ مسألة الحوار لديه. كما أنها غالباً ما تمارس دور المدرسة الابتدائية القائمة على التدريس الرسمي، لم تقم على أساس اشباع حاجات في اللعب مثلاً. وعدم وجود مشرفات مؤهلات، وتنوع سلطات الإشراف عليها بين جهات خاصة وحكومية، وعدم توفير بيئة تربوية متكاملة، وتطوير المناهج بحيث يصبح الهدف منها التنمية المتكاملة لقدرات الطفل، وتوفير الأنشطة اللازمة والمناسبة لهذه السن واستخدام الدمى والألعاب المناسبة وتطوير الخبرات للمشرفات، وتطوير الحروف بحيث تتناسب وخيال الطفل. من جانبها رحبت المعلمة بمدارس رياض نجد قمر صمودي بإقامة هذه الندوة الخاصة بالطفل وحرص وزارة التربية والتعليم على تنظيمها وعلقت المعلمة حمودي آمالاً كبيرة على هذه الندوة وأنها ستظهر بتوصيات ستكون في صالح الطفل والطفولة ومضت المعلمة صمودي قائلة: ما يزال الاهتمام بالطفولة يشغل حيزاً واسعاً في حياتنا اليومية. فطفل اليوم هو رجل المستقبل وأملها الواعد فلا بد من الاهتمام به من جميع النواحي النفسية والاجتماعية والعقلية والصحية. ولا بد للفرد الذي يتعامل مع الأطفال ان يكون على علم ودراية بجميع هذه النواحي لكي ينشأ الطفل بعقل وجسم سليم. وما لذلك من أهمية فوجب على الأمهات أولاً ان يكن على قدر كاف من الوعي والإلمام لما يهم طفلها ويلبي حاجاته ورغباته وتؤمن له متطلباته الأساسية والضرورية على أسس علمية. فاحتياجات الطفل في محورين هما: - احتياجات بيولوجية (تشمل التغذية والنظافة والنوم الكافي). - احتياجات نفسية اجتماعية. فإذا وفرنا هذين الاحتياجين بقي الطفل معافىً وفي صحة جيدة وهذا لا يتم بسهولة بل بحاجة إلى عمل وانتباه مستمر. ولا ننسى بأن إشباع الطفل بيولوجياً لا يعني انه ليس بحاجة إلى وقاية بل العكس فإن الطفل بحاجة إلى رعاية وحماية وحنان وهذا ما يخضع تحت الموضوعات السيكولوجية لذلك ويجب على الأمهات إدراك ذلك، لأن المولود شديد الارتباط بأمه، إنه ليس فقط جزءاً من عواطف أمه بل هو يؤلف مع أمه كياناً متكاملاً موحداً لا ينفصم وتقع العاطفة في مركزه وتدور حول هذه العاطفة حاجات نفسية شديدة الاهتمام. والسنوات الخمس الأولى هي الأساس الذي تبني فوقه شخصية الإنسان فيجب ان ترصد ملامح السلوك الطفولي خلال هذه السنوات من أجل معرفة الأمور التي تميز الطفل فيتفوق فيها ويتألق. ولإدراك (القطاع الخاص) أهمية ذلك فقد وظفت الكوادر المتخصصة التي تراعي هذه الخصائص وتحقق الشروط التي تخدم هذه السن الغضة، فقد كرست جهوداً لا يستهان بها في خدمة رياض الأطفال لما لمست من دورها الرائد في تنمية النشء. وفي الختام نسأل الله العلي القدير ان يعيننا في أداء هذه الأمانة لما يحبه ويرضاه والله من وراء القصد. كما تحدثت المشرفة الاجتماعية بمدارس رياض نجد لطيفة العقيل فقالت: تقوم الدعائم الجوهرية لحياة الإنسان البالغ الراشد على خواص طفولته المبكرة، فيها يتكون الضمير او الوازع الخلقي من علاقة الطفل بأبيه او بمن حوله، وفيها تتكون أغلب الاتجاهات النفسية التي تهيمن بعد ذلك على شخصيته، وفيها يتكيف الفرد لبيئته تكيفاً عميقاً قوياً يستمر يؤثر في مقومات حياته طوال صباه ورشده وشيخوخته لهذا كانت الطفولة وما زالت ميدانا خصبا لأبحاث عدة تتقاسمها علوم مختلفة. ولذا أصبح الطفل قطب الرحى في الدراسات التربوية والاجتماعية والنفسية، وهكذا أيضاً أصبح طفل العصر الحاضر أصح جسماً ونفساً، وأسعد اجتماعياً من أطفال العصور الماضية. لذا يجب علينا أن نفتح الطريق السليم للتربية أمام أعين الوالدين لأن الطفل كالإسفنج يمتص كل شيء أمامه ولذلك يجب ان تكون الأم القدوة بكل تصرفاتها وان تكون صادقة وصريحة وأمينة ومتعاونة ومتدينة ومحبة للخير وغيرها من الصفات الحسنة. كما يجب على الوالدين إدراك خصائص مرحلة الطفولة والتي من أهمها النمو الجسمي والفكري والعقلي والاجتماعي والانفعالي والديني وهذه أهم الخصائص التي يجب ان يكون الوالدان ملمين بها حتى يستطيعا ان يواجها أهم المشاكل والصعوبات التي تمر في هذه المرحلة. وبما أننا تكلمنا عن الخصائص فهناك احتياجات لا تقل أهمية عن الخصائص وأهمها الحاجة إلى الحب والمحبة حتى لا يشعر هذا الطفل بالفراغ العاطفي والذي يعتبر تهديداً لكيانهن وكذلك الحاجة إلى الرعاية والتوجيه وهذه الحاجة تعتبر من أهم الاحتياجات حيث ان كثيراً من هؤلاء الأطفال يتعرضون لغياب الأب او الأم بسبب الانفصال أو الموت أو ظروف العمل وبذلك تتولى هذه المهمة الخادمة والتي سوف تؤثر تأثيراً سيئا في نموهم النفسي وكذلك الحاجة إلى الاستقلال والاعتماد على النفس وهذا له دور في صقل شخصية الطفل وتشجيعه على التفكير الذاتي إلى جانب الحاجة إلى التقدير الاجتماعي، وتعلم المعايير السلوكية، وحاجة احترام الذات والحاجة إلى اللعب وجميع هذه الاحتياجات لها نفس الدرجة من الأهمية. وبما ان الأسرة تعتبر البيئة الطبيعية التي تتعهد الطفل بالرعاية في سنواته الأولى وتكسبه الاتجاهات والقيم ومعايير السلوك القويم لذا فهي من أهم القوى التي تواجه الطفل وترشده وتشكل شخصيته فهناك العديد من الممارسات والمواقف التي تؤثر على تكوين شخصية الطفل إما سلباً او إيجاباً ومما هو سلبي على الطفل تصريح الوالدين بالخلافات أمام الأطفال وهذا يشعرهم بالخوف والذنب، أو مناقشة سلوكه على مسمع منه وكذلك التدليل الزائد عن الحد او القسوة الشديدة. وهناك أمور يجب أن يكون الوالدان على علم بها حتى تسير الحياة بشكل طبيعي وأهمها إدراك ان الكثير من المشاكل يعتبر جزءاً طبيعياً ومرحلة عادية ووقتية من حياة الأسرة، كذلك عدم استعمال الأطفال كرهائن في الخلافات الزوجية، وإفضاء كل منهما للآخر بمشاعره ومخاوفه او ينصح كلاً منهما بمناقشة أفكاره مع الآخر بشأن تربية الأطفال والقيم التي يريد ان يغرسها فيهم، والأبوة والأمومة يحتاجان إلى قوة وفراسة وتكريس وتضحية من أجل تحمل الضغوط النفسية التي تسببها هذه المشاكل، قد يساعد ذلك على ان تحمي الأطفال من الإساءة والإهمال. وبما ان الأسر عليها كاهل التربية فكذلك التربية في رياض الأطفال لا تنفصل عن أهداف التربية بشكل عام فإذا كانت التربية تهدف إلى بناء المواطن الصالح الذي يسهم في بناء وطنه بشخصية متكاملة فإن الدور التربوي لرياض الأطفال يتمثل في تنمية شخصية الطفل في النواحي الجسمية والعقلية والحركية اللغوية والانفعالية والاجتماعية، ومساعدة الطفل على التعبير عن نفسه بالرموز الكلامية، وكذلك مساعدة الطفل على التعبير عن خيالاته وتطويرها، وكذلك الاندماج مع الأقران وأهم شيء هو تهيئة الطفل للانتقال الطبيعي من الأسر إلى المدرسة بعد سن السادسة وما زالت تسعى المجتمعات سعيا حثيثا لتحديث مناهج رياض الأطفال بما يتناسب مع حاجات الطلاب والمستجدات. وللقطاع الخاص دور واضح في تنمية مدارك وإشباع رغبات الطفل وذلك من خلال تواجد الأماكن الخاصة التي تنمي النواحي العقلية والعلمية حيث وفرت العديد من الوسائل والأساليب التي تساعد على التنمية واستغلال مواهب الطفل ومعرفة مواطن القوة والضعف لدى كل طفل ومحاولة تنميتها بالشكل المناسب إلى جانب العديد من الوسائل الترفيهية والترويحية. الطفل والتنشئة كما تحدثت المعلمة ميسون حجازي من مدارس رياض نجد فقالت: الطفولة هي ذلك الشعاع والسحر الإلهي الذي أودعه الخالق جلّ وعلا في هذا الكائن الصغير الذي جُبلت النفوس على الشعور تجاهه بالمودة والحنان. حيث يُضفي هذا الشعور على الجسم راحة وعلى الحس نشوة تجعل الإنسان يهفو إليه ويأنس للقائه لأنه زينة الحياة الدنيا ونعيمها والأمل المرتجى، قال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} لذلك تجد كل نفس تخاف عليه حتى من نسمات الهواء. لذلك كان لزاماً على الآباء وأولياء الأمور ان يكونوا على علم ودراية بكل متطلبات الطفل عبر مراحل حياته المختلفة، ولا يأتي ذلك إلا بالوعي لدى الكبار بأهمية تنشئة الطفل تنشئة صحيحة يصبح معها هذا الطفل إنساناً نافعاً لوطنه، بعيداً عن الإسراف الزائد في تدليله مما يجعله يشب على هذا الخط في معاملته ويتعسر معه السيطرة عليه فيما بعد. ويعتبر المعجم اللغوي لدى الطفل أحد مقاييس النجاح في أساليب التربية ومن ذلك أنك لا تستطيع ان تكون فناناً دون أن تكون متمتعاً بحصيلة لغوية علمية، عملاً بمبدأ (في البدء كانت الكلمة)، وعلى نفس هذا المنوال يستطيع الآباء تنشئة أبنائهم بالطريقة التي يرون أنها الطريقة المثلى لإيصال أبنائهم لبر الأمان وجعلهم لبان المجتمع الصالح، وعند ذلك يحق للآباء أن يفخروا بما قدموه لمجتمعهم من أبناء صالحين وحُق للأعرابية التي كانت تداعب ابنها. لذلك يجب الاهتمام به طفلاً وعدم اهماله ومحاولة تلبية رغباته في الإطار الديني التربوي، مع الأخذ في الاعتبار عدم الإساءة إليه أو إلى أحد أمامه. ولا يأتي كل ذلك إلا بالمتابعة الدقيقة للطفل وغرس حب العقيدة الإسلامية وتطبيق مبادئ شريعتنا في كل صغيرة وكبيرة، لان الطفل كالمرآة تماماً تعكس ما يعرض فيها، ونظرا لانشغال الكثير من الآباء والأمهات بالسعي لتوفير لقيمة العيش مما يتطلب منهم ترك أبنائهم لفترة من الوقت من هنا نشأت الحاجة لرياض الأطفال التي تأخذ دور الأب والأم معا في فترة من فترات عمر الطفل ولكي ينسجم الطفل مع هذا الواقع الجديد دأبت رياض الأطفال على ادخال وسائل اللهو والترفيه لكي لا يشعر الطفل بالملل من هذا المجتمع الجديد الذي يراد به الاستعاضة عن الجو الأسري بعضا من الوقت لذلك كان من باب أولى الاهتمام بهذا الجانب (الترفيه) لكي يكون قائما على أسس علمية، بحيث يكون مواكبا لعملية التربية وعاملا من عوامل تنمية مدارك الطفل وعوناً له على بدء حياة ناجحة بكل المقاييس، ويكون جانب رياض الأطفال مكملاً للبيت يداً بيد في عملية التربية واللبنة الأولى في انطلاقة طفل سليم في تربيته حاضراً ورجلاً او امرأة تُسهم بالنجاح في خدمة الوطن، من هنا فإن مساهمات القطاع في هذا الجانب المهم الحيوي هي من أوجب واجبات الوطنية الحقة لأنها تسهم إسهاماً مباشراً في تنشئة جيل المستقبل. ختاماً.. نحن نخترع ونقيم الامبراطوريات ونحفر الأنفاق ونضع الطائرات التي تخترق الأجواء، كما نصنع الصواريخ والمكيروسكوبات، ونكتشف الأمصال المضادة لكثير من الأمراض الفتاكة، بالتأمل وإمعان النظر في كل هذه المخترعات نجد أن أصحابها وجدوا الاهتمام الكافي الذي يخضع لمقومات التربية السليمة الصحيحة تحت رعاية اسرية حرصت كل الحرص وسعيت من أجل حصاد ناجح لزرع اينعت ثماره وحان انتظار ما يعكس هذا النجاح على الفرد والمجتمع. كما تحدثت المعلمة بمدارس رياض نجد نهى أبو زيد فقالت: ان كلمة التربية لها مدلولات كثيرة ومفهومات شاملة وهي تربية الفرد والأسرة والمجتمع والإنسانية وكلها تسعى إلى إقامة المجتمع الفاضل، وما تربية الأطفال إلا فرع من تربية الفرد الذي يسعى الإسلام إلى تكوينه بل ان تربية الطفل منذ صغره ان أُحسنت ووجهت ما هي في الحقيقة إلا أساس متين لإعداد الفرد الصالح. ومن العوامل الكبرى التي تؤدي إلى انحراف الطفل هي تخلي الأبوين عن إصلاح نفسهما وانشغالهما عن توجيهه وتربيته، خاصة الأم التي يجب ان تقضي جلّ وقتها في رعاية الأبناء وهذه مسؤولية تحاسب بها أمام الله عز وجل، ورسولنا الكريم يؤكد ذلك حيث قال (كلم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته). هذا ويجب ألا تكون تربية هذا الطفل بعيدة عن العقيدة الإسلامية ومجردة من التوجيه الديني لأن الطفل بفطرته يميل إلى اتباع أوامر دينه واجتناب النواهي ويكون ايضا هذا من ضمن المناهج التعليمية حيث يقضي الطفل وقتاً كبيراً في المدرسة قد يفوق وقته في المنزل. ولنا في تربية نبينا صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة حيث علّم الغلام الذي كان يجلس معه عند الطعام فقال له: (يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك). كما التقت (الجزيرة) بعدد من منسوبات تعليم البنات في مدارس الرياض للبنين - والبنات واللاتي تحدثن عن هذه الندوة وأهميتها حبث تحدثت في البداية مشرفة اللغة العربية في الأولية المعلمة حنان طارق قداح وقالت: قال الله تعالى {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ}. الطفل إنسان، وهو - حقيقة - عضو له قيمة، انه الثورة الحقيقية للوالدين وللمجتمع لأنه من سيبني المستقبل. وللحفاظ على هذه الثروة وتنميتها، تنشأ أهمية الإلمام بخصائص واحتياجات الطفولة. وبالتالي أهمية تعزيز الوعي بهذه الخصائص والاحتياجات للأطفال الطبيعيين وكذلك الاستثنائيين. فمن حق الطفل ان ينمو ويعيش داخل بيئة تربوية سليمة ترتقي وتسمو به إلى افضل مستوى مستطاع تناسباً مع قدراته. وكي يكون الطفل سوياً يعيش في أمن وأمان ضمن أسرة ومجتمع يحميانه ويؤهلانه بل ويوصلانه إلى الإبداع وإلى بناء مجتمع سليم متطور، فإن هذا يحتاج إلى أهداف وبرامج تتبناها جميع المؤسسات التي تختص بمراحل نمو الطفل، وحاجاته المختلفة بحيث تراعي خصائصه النمائية نفسية كانت أم جسمية أم عقلية؟. وهذا كله يتطلب مؤهلين ومؤهلات يمتلكون مهارات ومعارف تستطيع ان تلبي كل ما يحتاجه الطفل من خلال مؤسسات تربوية. وأكدت المشرفة حنان قداح العناية بالأم فقالت: كما ان العناية بالأم والترابط الأسري له دور كبير ومهم في تنشئة الطفل تنشئة سليمة صحيحة والمقصود هنا الصحة النفسية والجسدية معاً، إذ ان الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تبني الطفل (إن صح التعبير). فكيف نحمي الطفل من الإساءة والإيذاء؟ يمكننا ذلك من خلال التوعية الأسرية بحيث تضع الجهات المعنية برامج خاصة للتربية الأسرية ويمكن جعل المدارس تشارك في هذه الحملات التوعوية على مستوى المملكة وكذلك المعاهد والجامعات، والتوعية التربوية في السلك التعليمي (رياض الأطفال والمدارس الابتدائية) وذلك من خلال توفير بيئة صحية آمنة باختيار مربيات مؤهلات تأهيلاً تربوياً واجتماعياً، والتوعية بقوانين حماية الطفل العالمية وهي متماشية مع ديننا الإسلامي الحنيف. فلا يمكن إلا نلتفت إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1989م والتي صادقتها حوالي 150 دولة، واني لأظن ان المملكة العربية السعودية احداها. وهذه الاتفاقية تنص في محاورها الرئيسية على حماية الطفل من العنف - من التمييز - من الاستغلال وحمايته كذلك في الأزمات والمواقف الطارئة. ويمكن انشاء مؤسسة اجتماعية يكون من أدوارها: تعزيز الوعي بخصائص الطفولة واحتياجاتها ومشكلاتها لدى الأسر، تفعيل دور المساجد بحيث يركز الائمة على توعية المواطن بهذه الأمور التي حث عليها ديننا الاسلامي، ولو نظرنا إلى تطبيقات اليونيسيف فيما يخص حقوق الطفل فإننا نجد ان اليونسكو في كثير من مؤسساتنا التعليمية في العالم قد ادخلت منهاجا تعليمياً يهدف إلى توضيح حقوق الطفل، يتعلمه الأطفال والكبار عن طريق نصوص قرائية. أما عن الواقع في رياض الأطفال والابتدائية فمن المفترض ان تكون كوادرها التربوية مؤهلة بمربيات لديهن المعرفة والخبرة الكافية بخصائص الأطفال المعرفية والنفسية، بحيث تتبع مع الأطفال أساليب تعليم تتناسب وطرق تفكيرهم، بل تعلمهم طرق التفكير من خلال اختيار مناهج تتناسب وطرق التعليم هذه. كما تتبع معهم اساليب تربوية بحيث تجعلهم يحققون ذواتهم ونموهم المتعدد المتكامل وتنمي لديهم الإرادة القوية الثابتة كما تبني وتطور لديهم عادات واتجاهات حسنة، كذلك تحقق لديهم التكيف الداخلي للطفل مع ذاته ومع من يحيط به. وللقطاع الخاص دوره المهم في اشباع رغبات الطفل وتنمية مداركه فيمكن للمكتبات مثلاً ان ترفد المؤسسات التعليمية من خلال حسن اختيار ألعاب تنمي تفكيرهم وقصص او كتب ترتقي بمستوى هذا التفكير. كما تطرقت المشرفتان لينا الدالاتي ومها ادريس فقالتا: اعتبر التربويون قديماً ان الطفل هو عبارة عن إنسان مصغر ليس له خصائص تميزه عن الراشد وتم التعامل معه على هذا الأساس فترة من الزمن إلا ان النظريات الحديثة تنبهت إلى هذه الثغرة وركزت على ان الطفل هو كائن بشري له خصائصه واحتياجاته الخاصة وان لكل طفل جسماً وعقلاً وعواطف وميولاً ومقومات شخصية تميزه وتؤثر في قدرته على التكيف المقبول ونجاحه. لذا كان على المجتمع من أهل ومدرسة وإعلام.. الخ تعزيز الوعي بخصائص واحتياجات هذا الطفل. فإذا لم نستطع تفهم مراحل نمو الطفل وخصائص كل مرحلة عمرية واحتياجاتها فإننا لن نصل إلى تلبية حاجاته وما الجدوى إذن من أن نطلب من الطفل القيام بأعمال لا تلبي اي حاجة لديه وبالتالي لن تكون لها أي نفع أو فائدة. وتعتبر الأسرة اللبنة الأولى لتنشئة هذا الطفل فالأنماط الأساسية لسلوكه واتجاهاته تتمثل في البيت حيث يقتدي بأفعال أفراد الأسرة وأقوالهم فالأطفال لم يكونوا ابداً مستمعين جيدين للكبار لكنهم لم يفشلوا قط في تقليدهم (قول جيس آرثر بالدوني - كاتب أمريكي) ومن هنا كانت أهمية دور الوالدين بالاهتمام بالطفل ونشأته. ومن الأمور التي تحمي الطفل من الإساءة والإهمال والتي يجب على الأهل وعلى كل من يهتم بالتربية والطفل خصوصاً التنبيه إليها: - مراقبة البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الطفل. - التواصل بين الأهل والمدرسة للتعرف على قدرات الطفل والمشاكل التي تواجهه والعمل سوياً على حلها بأساليب تربوية مقبولة. - إشباع الجانب العاطفي لدى الطفل والتعرف على احتياجاته وتوفير الثقة والطمأنينية والأمان، فمن العوامل التي تؤدي إلى زعزعة أمن الطفل تفكك الروابط الأسرية كالطلاق أو تفضيل عليه أحد الاخوة كما يجب اخذ الحيطة والحذر من ترك الطفل مع الخادمة والسائق فكم من الأطفال قد تعرضوا للأذى النفسي والجسدي والأهل في غفلة عن ذلك. - توفير الرعاية الصحية والجسدية من غذاء سليم ونظافة وملبس وغير ذلك. - وضع قوانين رادعة من قبل الدولة وتطبيق الأحكام الشرعية لكل من يسيء إلى الطفل وبخاصة الأهل. - التركيز على النمو الاجتماعي وأهمية التواصل بين الطفل وأهله من خلال احتوائه والاستماع لآرائه ومصادقته وتفهم متطلباته. لقد شهدت مناهج رياض الأطفال اهتماماً بالغاً خلال السنوات المنصرمة من قبل القائمين على التربية والتعليم وأصبحت المناهج تركز على نمو الطفل ككل جسدياً، اجتماعياً، نفسياً، عقلياً وأكاديمياً ولغوياً دون الإغفال على أي جانب من حاجاته وقدراته إلا ان هنالك بعض الأمور التي وجب الاهتمام بها: - كالتركيز على هوايات الطفل منذ الصغر وتنميتها. - التركيز على الأطفال الموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة ووضع برامج ملائمة لكل منهم. - القدرة على التعامل مع التطورات الحديثة في مجال التكنولوجيا وأدواتها وكل متغيرات العصر. - تفعيل دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وإعداد برامج تلفزيونية على أساس تربوي سليم يتناسب مع بيئة وحاجات وخصائص وميول الطفل. وللقطاع الخاص دور مكمل في اشباع رغبات الطفل وتنمية مداركه وذلك عن طريق: - تأمين أماكن ترفيهية من دور عرض ومسرح للطفل تقدم برامج تربوية للطفل تراعي القدرات المادية لكافة شرائح المجتمع. - الاهتمام بأدب الأطفال وإنتاج قصص تحاكي خياله ويراعى فيها الإخراج المميز. - إنتاج وسائل وألعاب تربوية وترفيهية هادفة تراعي خصائص الطفل وميوله ذات جودة في الإنتاج والتصنيع. كما تحدثت مساعدة المرحلة الأولية منيرة الفهيد فقالت: تعتبر التربية هي وسيلة المجتمعات لتحقيق أهدافها والمحافظة على قيمها. اطفال اليوم هم قادة المستقبل ومن هنا وجب الاهتمام بهم وتنشئتهم التنشئة السليمة حتى يستطيعوا تحقيق ذواتهم وطموحات الوطن في نفس الوقت. التربية السليمة تستلزم الوعي بخصائص الطفل وحاجاته حتى يمكن إشباع هذه الحاجات بطريقة مناسبة كما ان الوعي بخصائص النمو لدى الطفل يساعد المربي في تحديد الطرق الملائمة للتربية والتعليم بدلاً من العشوائية والتخبط الأمر الذي يؤدي إلى آثار سلبية على المدى البعيد. ويعتمد الدور الأكبر في تربية الطفل على الوالدين او من يقوم مقامهما حيث يمثلان النموذج والقدوة وحسب النظريات التربوية فإن الطفل يتعلم بالتقليد أو بما يرى أكثر مما يسمع لهذا يعبتر نموذج الأهل مهماً جداً في تكوين سلوكيات الأطفال واتجاهاتهم كما ان حرصهم على صحة الطفل وسلامته سينعكس بشكل ايجابي على صحة المجتمع ويحمي الطفل من الإساءة والإهمال حيث يساهم وعي الأهل والمربين أيضاً في المدرسة في تكوين الشخصية المتوازنة دون اللجوء للإهمال او العنف او التدليك أو الحماية الزائدة والتي تؤدي في النهاية إلى الإساءة إلى شخصية الطفل وبشعوره تجاه ذاته كما تقلل من ثقة الطفل بالآخرين ومن شعوره بالامان وهو عامل أساسي في بناء الشخصية حيث يقوم فلسفة مناهج رياض الأطفال على بناء الشخصية المستقرة والمستقلة ونجد صداها واضحا عند المقارنة بين الأطفال الذين التحقوا بمرحلة رياض الأطفال عن الأطفال المستجدين في الصف الأول الابتدائي إلا أن أمكانيات المؤسسات التربوية بشكل عام محدودة ولا تكفي لتنمية مدارك الأطفال ولهذا كان من الضروري تشجيع مؤسسات المجتمع المختلفة العامة منها والخاصة على المشاركة في العملية التربوية عن طريق توفير أماكن تعليمية تثير الأطفال ذهنياً وتشبع فضولهم ورغبتهم بالمعرفة وتساعد في تحقيق خصائص وحاجات النمو الحركي أيضاً. كما تحدثت مشرفة العلوم والرياضيات في المرحلة الأولية مها محمود عطا فقالت: ضمن الإسلام حقوقاً شاملة للطفل من قبل ولادته وخلال مراحل عمره، وجعل عالم الطفولة عالماً جميلاً مليئاً بالبهجة والسعادة والمودة وحديث القرآن الكريم عن الطفولة يفيض بالاهتمام والمودة، فهم زينة الحياة الدنيا قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. رغب الإسلام في تكوين الأسرة والتخطيط لها وتنظيمها بما يضمن الرعاية الكاملة للطفل والانسجام والاحترام والمساواة لجميع أفرادها، حيث وضع نظماً شاملة لتربية الطفل تضمن له بناء شخصيته بناء سوياً متكاملاً، مع إلزام الوالدين بالرعاية الكاملة لأطفالهم وتعليمهم وزرع حب الحياة الكريمة عندهم، على اعتبار أن الطفل أمانة في أعناق الأبوين وذلك لعدم إمكانية تكليف الطفل بحماية ورعاية نفسه لعدم قدرته على ذلك. فالبيئة الأسرية مكان ينبع منه حقوق الطفل ويوثق له مطالبه واحتياجاته، فلكل طفل حق في ممارسة حياته بجميع أشكالها وفق ضوابط معينة، ولكل طفل حق في حرية التعبير عن رأيه بحرية تامة والاستماع لوجة نظره في جميع شؤون حياته ولكل طفل حق في الحماية من جميع أشكال العنف والإيذاء والإساءة بأنواعها، ولكل طفل حق في امكانية الحصول على المعلومات والمواد من شتى المصادر وخاصة التي تعزز رفاهيتهم الاجتماعية والروحية والمعنوية والجسدية والعقلية، ولكل طفل حق في التمتع بمستوى معيشي ملائم لنموهم البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي. ولكن الأهم من كل هذا وما نلحظه.. وبعد دراسة حديثة اكدت ان حرمان الطفل من التقدير يفقده الثقة بنفسه ويفقده التفاؤل والتسامح والطمأنينة والشعور بالسعادة. وهذا في دراسة اجراها الدكتور جمال مختار حمزة استاذ الصحة النفسية في كلية رياض الأطفال في جامعة الازهر تحت عنوان (سلوك الوالدين الايذائي للطفل وأثره على الأمن النفسي) حيث توصي الدراسة بأهمية ان تتجه الجهود للاهتمام بالأسرة والتنشئة المرجوة للأبناء ونشر المبادئ والقيم والأساليب التربوية والنفسية، لتنشئة اطفال متمتعين بخصائص الصحة النفسية ليصبحوا مواطنين صالحين. ولن ننسى دور التربية والتعليم في بناء شخصية الطفل وان نمعن النظر إلى الخصائص النمائية في مرحلة الروضة وحتى مرحلة الابتدائية المبكرة، بحيث تبني المناهج والأساليب بشكل يتناسب مع هذه الخصائص فالطفل في هذه المرحلة محب للاستطلاع ومكتشف ويفكر تفكيرا حدسيا ولكي نساعده على التعلم لا بد ان: 1- نفسح المجال أمامه لاكتشاف الأشياء والأحداث المحيطة به. 2- مساعدته في التركيز على خصائص الأشياء مع التأكيد على تلك التي يستطيع من خلالها ان يميز بين هذه الأشياء. 3- تعليمه معاني الكلمات في سياق نشاطات يشترك فيها، وتشجيعه على استخدام اللغة في وصف الأشياء والأحداث. 4- التفريق بين فهم المفهوم والاستخدام السليم للغة. 5- افساح المجال أمامه للتدريب على عمل الشيء المطلوب تعلمه. 6- تعويده على مسآلة أفكاره وأفكار غيره وعلى السلاسة في الوصول إلى الاكتشاف وعلى تعلم تقييم الدلائل. 7- تعويده على التعاون والعمل المشترك وإنتاج الأفكار والمناظرة البناءة فيما يتعلق بأفكاره التي يطرحونها. 8- مساعدته في النظر فيما وراء الصفات الظاهرة بحثا عن علاقات محتملة ومساعدته في ايجاد ارتباطات بين الأشياء ومساعدته في الانتقال من خاصية إلى اخرى والعودة إلى الأولى مع اتاحة الفرص أمامه لعقد التعاونات بين الأشياء والأحداث. 9- المواظبة على مساعدته في النظر إلى جزئيات الشيء ضمن منظومة واحدة هي الشيء نفسه. ومن هنا نعرف ان تحقيق كل هذا يتجزأ في البيت والمدرسة وعلى الصعيد الوطني في تنفيذ العديد من البرامج التنموية الخاصة بالأطفال وحث القطاع الخاص على العمل في استثمار مجالات عديدة تعليمية وصحية واجتماعية تخدم الطفل في حياته العامة.