لا حديث يعلو هذه الأيام على "كلاسيكو" الكرة السعودية التي سيجمع عميدها الاتحاد بزعيمها الهلال في مواجهة منتظرة بينهما في ظل سباقهما على صدارة الدوري والتنافس الذي يجمع مواجهاتهما دائماً بخلاف الأحداث التي شهدتها الأيام السابقة حول الجدل التحكيمي الذي يبدو أنه سيستمر حتى نهاية الدوري. استقرار اتحادي مقرون بانتصارات مستمرة وصدارة الترتيب بفارق أربع نقاط عن أقرب منافسيه الهلال وحالة من عدم الرضا في الهلال على نتائج الفريق والمستويات التي يقدمها هذا الموسم بقيادة مدربه جيسوس وهي مختلفة تماماً عما ظهر عليه الفريق الموسم الماضي التي كان فيها فريقاً صعب المراس ولا يقهر. مخطئ من يعتقد أن مواجهة السبت المقبل محسومة سلفاً لأي من الفريقين سواء للاتحاد باستقراره أو الهلال بقدرته على العودة، فحسابات مثل هذا النوع من المواجهات مختلفة كليًا، والفريق الذي سيُعد نفسيًا وفنيًا وبدنيًا سيكون قادرًا على كسب المواجهة، وبلا شك فإن ورقة الجمهور بالنسبة للاتحاد ستعطيه قوة إضافية بخلاف رغبته في التمسك بالصدارة. وبخلاف اهتمام الفريقين بالمواجهة لأهميتها في سباق الصدارة فسيكون من الخطأ الذي سيقع فيه الفريقان إذا كان الاعتقاد بأن الاتحاد سيحسم لقب الدوري إذا كسب الهلال أو أن فارق النقطة للهلال سيجعله أكثر قرباً من اللقب، فالنصر القادم من الخلف سيشكل خطرًا كبيرًا على سباق المنافسة على لقب الدوري. فالنصر بعد انتصاره الصعب على الأهلي وجه رسالة أن آماله على لقب الدوري تجددت وقد يكون المستفيد الأكبر من الصراع الاتحادي الهلالي على اللقب، فالضغوط على النصر أقل وإن كان ينافس على لقب النخبة الآسيوية. وبلا شك فإن أهمية مواجهة السبت المقبل ستجعلنا نجدد توجيه الرسائل إلى رئيس لجنة الحكام مانويل نافارو بضرورة اختيار الحكم الكفء المناسب لهذه المواجهة، وبالتالي يجب أن يكون أحد حكام النخبة من الدوريات الخمس الكبرى على مستوى العالم، فأهمية المواجهة تتطلب أن تهيأ لها كافة الظروف لإخراجها بالشكل المطلوب تفاديًا لأي ردة فعل، وإن كانت توقعاتي بأنها لن تسلم، ولكن نريد حكامًا عليهم الكلام. وبخلاف أهمية المواجهة بين الفريقين فهي بلا شك ستقام في يوم يصادف يوم التأسيس وبالتالي يجب أن تخرج بالشكل اللائق، فهناك ملايين المتابعين الذين سيتابعون الحدث الكروي المرتقب، والتي نتمنى أن يخرج بشكل يليق بالتقدم الذي وصلت له كرة القدم السعودية وتحديدًا دوريها المثير والقوي. أتمنى كلاسيكو ممتعاً يليق بأهمية المواجهة، ومؤمن تمامًا أن الأسماء التي يضمها الفريقان قادرة على إخراج مواجهة كبيرة والأهم هدوء الأعصاب وعدم الالتفات لما يحدث خارج الملعب من صراع إعلامي وجماهيري. نقطة آخر السطر: أعترف بتقصيرنا كإعلاميين في تهدئة حالة الغضب الجماهيرية، وللأسف أصبحنا ننجرف مع الاتجاه العام الذي تحكمه الآراء العاطفية للمؤثرين من الجماهير من خلال مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في نفس الوقت هناك تقصير من المسؤولين في اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين في تهدئة الموقف واتخاذ القرارات التي تساهم في الحفاظ على استقرار الوضع العام خارج تفاصيل المستطيل الأخضر.