أعلن الدفاع المدني السوري أمس السبت مقتل امرأة وإصابة ست آخريات جراء قصفٍ صاروخيّ من قوات سورية الديمقراطية (قسد) استهدف منازل المدنيين في منبج شرقي حلب بشمال البلاد. وقال الدفاع المدني، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، إن "قصفا نفذته قوات سورية الديمقراطية بعد منتصف الليلة الماضية استهدف منازل المدنيين والطريق الرئيس ومسجداً في بلدة الخفسة التابعة لمدينة منبج، أدى إلى مقتل امرأة وإصابة ست آخريات (فتاتان وطفلة شقيقتهما، وطفلتان شقيقتان، وامرأة)". وأضاف أن "فرقة تلقت بلاغاً متأخراً من الأهالي صباح اليوم وتوجهت إلى المكان وتفقدته". وتتواصل الهجمات في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، مستهدفة مناطق مختلفة خلال الأسابيع الماضية، إذ شهدت المدينة سبعة تفجيرات خلال 36 يوماً، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وفق تلفزيون سورية. وسيطرت فصائل الجيش الوطني السوري، المدعومة من تركيا، في شهر ديسمبر الماضي على مدينة منبج بريف حلب الشرقي بعد اشتباكات مع قوات سورية الديمقراطية (قسد). قوات إسرائيلية تدخل قرى سورية ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تقارير أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي توغل في قرى إضافية في سورية بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة. وأفادت تقارير أن جنودا إسرائيليين شوهدوا في بلدة الرفيد الواقعة غرب القنيطرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه قد تردد أن عشرات الجنود الإسرائيليين دخلوا قبل يومين إلى بلدة كودنة، مضيفا أن أكثر من 12 آلية عسكرية إسرائيلية شوهدت أيضا في صيدنا الجولان، حيث أقام الجنود نقطة تفتيش وأجروا عمليات تفتيش دقيقة وفتشوا المنازل. قال الجيش الإسرائيلي إنه لن يعلق على أماكن تواجد قواته عندما طُلب منه التعليق. واتهم سياسيون وسكان سوريون محليون إسرائيل بمحاولة ترسيخ وجود طويل الأمد من خلال إنشاء مواقع عسكرية ومناطق لهبوط الطائرات المروحية داخل الأراضي السورية. وقالوا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن البنية التحتية والأراضي الزراعية تضررت بسبب تحركات القوات الإسرائيلية المتوغلة. ضبط معابر تهريب ومصانع كبتاغون في منطقة جبلية خلابة ذات مسالك ترابيّة شديدة الوعورة قرب الحدود اللبنانية، يوعز مسؤول أمن سوري لعناصره بإطلاق النار على أقفال زنّرت بابا حديديا لمبنى مهجور. ويقول بعد تمشيط المكان "هذه مصانع كبتاغون ومخدرات". وأطلقت السلطات السورية الجديدة الأسبوع الماضي حملة في منطقة القصير في محافظة حمص لمكافحة التهريب عبر الحدود السورية اللبنانية المتداخلة. وتتهم "حزب الله"، حليف الرئيس السابق بشار الأسد، برعاية عصابات تهريب مخدرات ونقل سلاح عبر الحدود. في قرية حاويك على بعد مئات الأمتار من الحدود اللبنانية، يقول مدير مدير أمن الحدود في منطقة حمص الرائد نديم مدخنة لوكالة فرانس برس "نبدأ الآن تمشيط المصانع التي استخدمها "حزب الله" وفلول النظام البائد، بعدما أصبحت المنطقة تحت سيطرة الإدارة العسكرية وإدارة أمن الحدود". قبل اندلاع النزاع السوري، كان الآلاف من اللبنانيين يقيمون منذ عقود إلى جانب السكان السوريين في منطقة القصير التي تتداخل حدودها مع منطقة البقاع الشمالي في شرق لبنان، وتضم الكثير من المعابر غير الشرعية التي كانت تستخدم منذ عقود للتهريب. بعد اندلاع النزاع في سورية، أقر "حزب الله" في نهاية أبريل 2013، بمشاركة مقاتليه في المعارك دعما لحكم الأسد، وتحديدا في القصير التي شكلت معقلا بارزا حينها للفصائل المعارضة. وبعد أسابيع، سيطر الطرفان إثر معارك ضارية تسببت بتهجير آلاف السوريين من المنطقة، حيث أنشأ الحزب تباعا مقرات ومراكز وأنفاق ومستودعات سلاح، أعلنت اسرائيل استهدافها مرارا. ويوضح مدخنة "في زمن النظام البائد، كانت المنطقة تعدّ الشريان الاقتصادي لحزب الله وتجار المخدرات والسلاح". في المبنى الذي دهمه عناصر إدارة أمن الحدود، شاهد مراسلو فرانس برس أكياسا تحتوي على حبوب الكبتاغون، وعاينوا في المبنى ذاته وفي مبنى آخر معدات تستخدم وفق المسؤول الأمني في صناعة المادة المخدرة ذات الشهرة الواسعة. وتوحي صحون الطعام المحضّر والمتروكة في مطبخ أحد هذين المبنيين على أن مستخدميه غادروه على وجه السرعة. وما زالت المسالك الترابية المغطاة أطرافها بالثلوج، والمؤدية لهذه المنشآت تحمل آثار سواتر ترابية نصبها المهربون على عجل "لتأخير تقدمنا"، بحسب المسؤول في إدارة الحدود. خسارة طريق الإمداد وخاضت القوات السورية في الأيام الماضية، وفق مدخنة معارك عنيفة مع مسلحين "موالين لحزب الله وفلول النظام" بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مشيرا إلى أنه "كان لديهم أيضا راجمات صواريخ". وتشهد الآليات المحترقة على جانب الطرقات في حاويك، والأضرار في المباني والقصور الفارهة "التي بناها تجار المخدرات في الأراضي السورية"، كما يقول سكان محليون، على ضراوة المعارك. وإضافة إلى "تفكيك" مصانع المخدرات، يوضح مدخنة أن قواته تعمل على مكافحة أنشطة مهربي السلاح والسلع. وهم وفق السكان من حاملي الجنسيتين اللبنانية والسورية. وتنسّق قوات الأمن السورية مع الجيش اللبناني الذي أعلن السبت تعزيز انتشاره عند الحدود الشماليةالشرقية وإيعازه لعناصره بالرد على مصادر النيران التي تطلق من الجانب السوري تجاه الأراضي اللبنانية، من دون أن يحدد مصدرها. ويتشارك لبنان وسورية حدودا بطول 330 كيلومترا غير مرسمة في أجزاء كبيرة منها وخصوصا في شمال شرق البلاد، مما جعلها منطقة سهلة للاختراق من جانب مهربين أو صيادين وحتى لاجئين. وأقرّ الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في ديسمبر بأنّ الحزب "خسر في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري عبر سورية" بعد إطاحة بشار الأسد. "هُجّرنا رغما عنا" بعد إطاحة الأسد وإخلاء "حزب الله" لمقراته في سورية، بدأ سكان بلدة القصير العودة اليها بعد سنوات تهجير طويلة هربا من القصف وملاحقة السلطات السابقة، وسط دمار واسع. ينهمك حسن عامر (21 عاما) بطلاء جدران منزله المُرمّم حديثا بمساعدة أقرانه في الحي الذي يستعيد حياته ببطء، بعدما أمضى وعائلته نحو نصف عمره لاجئا في بلدة عرسال اللبنانية القريبة من الحدود. ويقول "خرجت من هنا صغيرا، لا أعرف كثيرا عن القصير". ويضيف بينما تتعالى حوله أصوات جيرانه وهم يرفعون الركام أو يدخلون بعض الأثاث إلى بيوتهم "هُجرنا رغما عنّا (..) لكننا عدنا في اليوم الثاني لسقوط النظام". ولا يخفي امتعاضه من "حزب الله" الذي منذ العام 2013 "استوطن القصير وحوّلها مدينة له وكان يُمنع على أهلها العودة اليها"، وجعل من مدارسها ومؤسساتها الرسمية مقارا له. وفي العام 2019، دعا "حزب الله" أهالي القصير للعودة اليها "بناء على قرار القيادة السورية ورغبة" الأهالي "من السوريين ومن اللبنانيين". وكان محمّد ناصر (22 عاما) مع والدته من بين محظيين قلائل أتيحت لهم العودة عام 2021، لأن "جدي المسن كان وحيدا هنا (..) وكنت دون الثامنة عشرة"، ما جنّبه خطر الملاحقة الأمنية، فيما بقي والده في لبنان خوفا من الاعتقال. ويوضح "كنا هنا مع جدي وحولنا عائلتان فقط في الحيّ (..) وكان في جوارنا عائلات من الموالين لحزب الله يقيمون في البيوت التي كانت أقل تضرراً". ويروي سكان كثر لفرانس برس أن العديد من العائلات اللبنانية سكنت المنطقة منذ 2013، وغادرت ليلة إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر. ويقول محمّد (84 عاما)، جدّ ناصر، لفرانس برس "يوم التحرير هربوا .. وبدأ أهل البلدة يأتون، في الليل، قبل أن يطلع الصباح، وكانت المساجد تكبّر". الراغبون فى العودة أظهر مسح أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ارتفاع نسبة السوريين الذين يعتزمون العودة إلى ديارهم خلال العام المقبل إلى 27 %، مقارنة ب 7ر1 % فقط ممن أبدوا الرغبة ذاتها قبل سقوط نظام الأسد. ووفقا لما أورده موقع تليفزيون سورية أمس السبت، أشارت المفوضية إلى أن ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين لا يزالون بلا خطط واضحة للعودة، مترددين في ظل غياب الاستقرار والخدمات الأساسية. وتتنوع أسباب عزوف اللاجئين عن العودة بين فقدان الممتلكات، والمخاوف الأمنية، وانعدام فرص العمل، إضافة إلى غياب الخدمات الصحية وتعطل شبكات الكهرباء والمياه، وتزداد المعاناة في فصل الشتاء مع انخفاض درجات الحرارة وعدم توفر مستلزمات التدفئة الأساسية. وتشير المفوضية إلى أن الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في سورية تجعل من الصعب على العائدين تأمين سبل العيش، لا سيما في ظل انهيار الخدمات العامة وتدمير البنية التحتية. ويؤكد العائدون أن الدعم الإنساني والمساعدات المالية عنصران أساسيان لإعادة بناء حياتهم. وبينما يسعون لتأمين دخل ثابت، يواجهون صعوبات في إيجاد فرص عمل قادرة على تلبية احتياجاتهم اليومية، وفق ما أفادت به المفوضية.