لم تعد الحروب تحتاج لاستخدام السلاح النووي أو الصواريخ العابرة للقارات أو الدبابات والطائرات، وأصبحت الحروب الجديدة اليوم، هي الحروب السيبرانية الإلكترونية، وبضغطة زر على الكيبورد أو النظام الإلكتروني تدمر كامل منظومة الدولة، وتنتهي الحرب خلال أقل فترة وجيزة بلا قتلى ولا جرحى. وأصبح ما يعرف اليوم بالفضاء السيبراني هو الذي يسيطر على توجهات ومهام وأهداف الدول استراتيجياً وهذا يعني بالضرورة الحاجة الماسة لتضافر الجهود الدولية وتعاونها في مواجهة التحديات السيبرانية، وما تشهده من تطورات تقنية متسارعة في مضمار الفضاء السيبراني والذي يفرض علينا جميعاً الوقوف معاً لحماية وصون أمننا وفضائنا الإلكتروني الذي يمثل أحدى الركائز الأساسية لمواصلة مسيرة الازدهار العالمي. المؤتمر التقني الأضخم عالميًا ويأتي تنظيم المملكة لأعمال النسخة الثانية من المؤتمر التقني الأضخم عالميًا "ليب" في العاصمة الرياض تحت عنوان "نحو آفاق جديدة"، وذلك خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 9 فبراير المقبل، في مركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات، تحت إشراف وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة تحالف، كدليل واضح أن المملكة لا تعطي أولوية لتقنيات الملف السيبراني فحسب بل لديها الرغبة في تعظيم تجربتها بمشاركة كبرى الجهات الحكومية والخاصة، وشركات التقنية والاتصالات، حيث تستضيف المملكة مجموعة من ألمع المبتكرين والمستثمرين، والمهتمين بالتقنيات المستدامة من جميع أنحاء العالم. تأكيد مكانة المملكة السيبرانية وستتجه أنظار العالم لهذا الحدث الضخم في المملكة، تأكيدًا وتعزيزًا لمكانتها وريادتها الإقليمية والعالمية من النواحي التقنية والرقمية والابتكارية، وسعيها الحثيث لتحقيق مُستهدفات رؤية 2030 في المجالات التقنية والقطاعات الواعدة التي تحظى برعاية واهتمام من سمو ولي العهد. مع أن هناك عشرات الأحداث والمؤتمرات التقنية التي تجري كل عام حول العالم، فهي ليست متساوية بالأهمية حقاً، فبعضها مجرد أحداث دون تأثيرات كبرى، إلا أن نسخة ليب الأولى عام LEAP2021 كانت تجربة عالمية ثرية وستكون النسخة الثانية أحدث ومصممة لتكون نقطة تحول للتقنية الإلكترونية والتقنية السيبرانية في المنطقة والعالم. وأكد خبراء في الفضاء السيبراني أن المملكة رغم حداثة عهدها بالتقنية السيبرانية إلا أنها حققت اختراقات إيجابية خلال السنوات القليلة الماضية وفق الرؤية 2030 والتي كانت الرافعة الرئيسية حيث احتلت السعودية مواقع متقدمة عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني، وذلك ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2022 الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا IMD. سرعة الاستجابة للهجمات وأدى توحيد الجهود لتحسين آليات التنسيق وسرعة الاستجابة للهجمات السيبرانية المحتملة في البلدين والتصدي المشترك للتهديدات الإلكترونية المتقدمة والجهات الفاعلة في مجال الأنشطة الخبيثة للمملكة إضافة إلى تعزيز التعاون في مجال التدريب والتطوير وتبادل المعرفة الخبرات والتمارين المشتركة في مجال الأمن السيبراني إلى نجاح المملكة في هذا المضمار التقني المملكة حالياً الأولى عربياً، وال13 عالمياً في مؤشر الأممالمتحدة للأمن السيبراني من بين 175 دولة حسب التقرير الصادر من الهيئة الوطنية للأمن السيبراني؛ مما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الجهات المعنية في المملكة من أجل بناء فضاء إلكتروني آمن ومرن لحماية أولويات الوطن والمواطن، والعمل على تعزيز الاقتصاد السعودي ضد التهديدات الإلكترونية، والاستجابة للحوادث الإلكترونية، وتفعيل عمليات الدراية الأمنية للوضع الإلكتروني تماشياً مع رؤية المملكة 2030، وحماية المصالح الحيوية للدولة والأمن الوطني والبنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية والخدمات والأنشطة الحكومية. نحو مستقبل تقني مزدهر ومن الواضح أن المملكة تسير في السنوات الأخيرة نحو مستقبل تقني مزدهر، إذ إن الإصلاحات الكبرى في المملكة ورؤية 2030 التي تهدف لتطوير الاقتصاد ما بعد النفط تستند إلى حد بعيد على التقنية، بالإضافة للابتكار والمشاريع الناشئة التي ستسهم في نمو السعودية بشكل أكبر كمركز اقتصادي إقليمي وعالمي حتى، ولا شك بأن فعالية LEAP التقنية النسخة الثانية ستكون ذا أهمية كبرى ضمن المسار الإصلاحي والمستقبلي للمملكة. الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وتعمل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني على مسرعة تعزز منظومة ريادة الأعمال في المملكة وتشجع الابتكار في المجال، وذلك ضمن برنامج «سايبرك» لتنمية قطاع الأمن السيبراني الذي أُطلق مؤخراً لتحقيق عدد من الأهداف الوطنية. وتعد الهيئة الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة والمرجع الوطني في شؤونه، وتهدف إلى تعزيزه حمايةً للمصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني، إضافةً إلى حماية البنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية، والخدمات والأنشطة الحكومية. وتختص الهيئة بتحفيز نمو قطاع الأمن السيبراني وتشجيع الابتكار والاستثمار فيه، وكذلك بناء القدرات الوطنية المتخصص، والمشاركة في إعداد البرامج التعليمية والتدريبية الخاصة، وإعداد المعايير المهنية. وتأتي نسخة هذا العام لleap لتمثل قفزة نوعية اقتصادية ضخمة داخل المملكة من خلال العديد من الشراكات، والصفقات، والجولات الاستثمارية. 700 متحدث ويضم مؤتمر "ليب" في نسخته الثانية أكثر من 700 متحدث ومتحدثة من أكثر من 50 دولة، يمثلون أهم الجهات العالمية في التقنية والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي كجوزيف برادلي، والدكتور ساتيامبريدارشي، وفاليري مورينانت، وعبد الرحمن الذهيبان، وصوفيا جرافلوند، وبيغي جونسون، وإدوساادارو، وراجيف راماسوامي ونخبة من المتحدثين المميزين الآخرين، حيث تتجاوز مشاركة السيدات أكثرمن 35 % من إجمالي المتحدثين. ويعد حدث LEAP التكنولوجي الذي سيجري بين 6 - 9 فبراير من عام 2023 في مدينة الرياض بأنه سيستعرض تقنيات متنوعة في مجالات متعددة منها الذكاء الاصطناعي (AI ، البلوكتشين والعملات الرقمية, الروبوتيات الطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء والتقنية الحيوية والرعاية الصحية والحركة الذكية والتقنيات مفتوحة المصدر والحوسبة الكمومية واتصالات الجيل الخامس والفضاء والأقمار الصناعية والتقنية المالية. 600 قائد تقني بالإضافة إلى المعرض الضخم، سيستضيف LEAP كمناسبة تقنية كبرى أكثر من 600 قائد تقني ومفكر مستقبلي ومسؤول حكومي من مختلف بقاع العالم، كما سيكون هناك قمة مخصصة لموضوع الذكاء الاصطناعي سيستعرض فيها المخترعون دراسات أمثلة جديدة تغير واقع المجال. وسيكون لدى الحضور خيار حضور "أوربتال تالكس" على شكل 8 جلسات تخوض عميقاً في 8 مجالات أساسية تتضمن التمويل، المدن الذكية، الرعاية الصحية، بيع التجزئة، الصناعة، الطاقة، التعليم والاقتصاد الخلاق. الشركات الناشئة وستكون واحدة من النقاط الأساسية لفعالية Leap التكنولوجية هي مسرح مخصص لتستعرض الشركات الناشئة ورواد الأعمال أفكارهم أمام لجنة حكم مكونة من مستثمرين خبراء، وذلك للفوز بجائزة هي ضخ مالي هائل للمشروع. كما سيكون هناك عشرات الجوائز المقدمة لأفضل المخترعين وأفضل الأفكار الواعدة في مجال الأعمال، وستتضمن الجوائز فرصة للرابحين للاستفادة من عروض ميزانية الاستثمار للتقنيات الحديثة والبحث والتطوير في صندوق الاستثمارات العامة للمملكة العربية السعودية. 900 شركة عالمية وسيشارك في المؤتمر أكثر من 900 شركة عالمية ومحلية، منها أريكسون، وSTC، وهواوي، وآي بي إم، وموبايلي، ونيوليب، ونيوم، وساب، وأرامكو، وسايت، وعلم، وقوقل كلاود، وأمازون، وديل، ومايكروسوفت، وسيسكو، وأوراكل، وعلي بابا كلاود، وشركات أخرى في مجال التقنية، بالإضافة إلى أكثر من 400 شركة تقنية ناشئة عالمية ومحلية. الاقتصاد الابتكاري ويتناول "ليب" في نسخته الثانية العديد من المواضيع كالاقتصاد الابتكاري، والتقنيات المالية، والمدن الذكية، والتقنيات الصحية، والثورة الصناعية الرابعة، والتقنية النظيفة، والتجارة بالتجزئة، إلى جانب العديد من المواضيع الأخرى كمستقبل الطاقة والتقنيات التعليمية وسيكون التقدم التقني هو واحدة من نقاط التركيز الأساسية للإصلاحات التي تتم في المملكة، إذ إن رؤية المملكة حول المستقبل تتضمن الكثير من التركيز على المجال التقني الذي سيكون بدوره عربة لتقديم المزيد من الإصلاحات. دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة يتضمن LEAP العديد من الأمور المتنوعة معاً تحت مظلة فعالية تكنولوجية كبرى، فهو المكان المثالي للمهتمين بالتقنية وبالأخص التقنية المتعلقة بقطاع الأعمال. فهو فرصة مميزة للمستثمرين الذين يبحثون عن مشاريع ريادية جديدة لدعمها والمساعدة في نموها، كما أنه فرصة لرواد الأعمال والشركات الناشئة التي تبحث عن الاستثمار لتطوير أعمالها والانطلاق للأمام في المجالات التي اختارتها. حيث سيكون LEAP فرصة مهمة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة. 400 كلمة ويحتوي المؤتمر على سبع منصات يقام فيها أكثر من 400 كلمة رئيسية وجلسة حوارية، وهي: المنصة الرئيسية، وأربع منصات للجلسات المتخصصة يتم طرح موضوعين في كل منها، ومنصة المستثمرين التي ستشهد صفقات استثمارية ضخمة بتواجد كبرى الجهات التقنية على مستوى العالم، ومنصة "ديب فيست" حيث ستسلط الضوء على مبادرات الذكاء الاصطناعي، وأحدث الابتكارات في العديد من القطاعات، وستضم المنصة مسارات رئيسية وهي: عالم الميتافيرس، وNFT، والتقنية الفضائية، وتمكين المرأة في التقنية، حيث تمثل منصة "ديب فيست" مكانًا رئيسيًا لتقنية الذكاء الاصطناعي، بحضور نخبة من علماء البيانات، وصُنّاع التغيير والتقنية، والعديد من الشركات الكبرى والناشئة، ورجال الأعمال المبتكرين، لتشكل بذلك إضافة مهمة لمؤتمر "ليب" خاصةً فيما يتعلق في الذكاء الاصطناعي. وأخيراً، يشكل LEAP كمهرجان تقني تجسيداً لمقولة صاحب السمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: نحن نعمل مع الحالمين فقط، هذا المكان ليس للأشخاص أو الشركات التقليدية.