تمتد الصدمات النفسية من الطفولة لتشكّل شخصية قد تميل إلى ارتكاب الجرائم، وذلك في سبيل المحاولة للتخلص من تراكمات الغضب وجموح المشاعر السلبية الناتجة عن التجارب المؤلمة التي تعرض لها الفرد. وتتحدث الاختصاصية النفسية دُنا السويح عن علاقة صدمات النفسية في مرحلة الطفولة بالدوافع النفسية لارتكاب الجرائم قائلة: «كما هو معلوم أن صدمات الطفولة تؤثر في كافة جوانب حياة الفرد في حاضر طفولته وقادم شبابه وشيخوخته وتحديدًا الخمس سنوات الاولى في حياة الطفل، فهي الحجر الأساس، ورأى أن صدمات الطفولة قد تسبب اضطرابات نفسية تؤثر على سلوك الفرد في مراحل لاحقة في حياته». وحسب ما نشر في الأبحاث الحديثة أن صدمات الطفولة مثل سوء المعاملة والإهمال، العنف الجسدي والنفسي، التفريق بين الاخوة، فقدان أحد الوالدين، والعديد من المشكلات التي تسهم بشكل كبير في تشكيل الدوافع النفسية لارتكاب الجريمة في مراحل لاحقة من الحياة. تُظهر الدراسات أن هناك علاقة بين إساءة معاملة الأطفال والسلوك الإجرامي. على سبيل المثال، قد يؤدي التعرض للعنف في الطفولة إلى تطور سلوكيات إجرامية عدائية مستقبلًا، قد يكون أحد الأسباب لذلك عدم وعي الفرد وإدراكه لتعبيره عن مشاعره بطريقة سوية أو نتيجةً للاهمال والقسوة الذي تعرض لها في طفولته مما يزيد من احتمالية ارتكاب الجرائم مستقبلاً وقد يواجه هؤلاء الأفراد صعوبة في بناء علاقات اجتماعية، مما يزيد من عزلتهم أو حتى عدم قدرتهم على التعامل بشكل صحيح مع الأفراد. بناءً على ما ذكرته، تبرز لنا أهمية التدخل المبكر والعمل على زيادة الوعي للأسر لتفادي حدوث الصدمات، كما ينبغي الحرص على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء الاطفال الذين سبق تعرضهم للصدمات النفسية للوقاية من حدوث الجرائم التي تكون نتاج وجود صدمات نفسية في الطفولة.