حدثتكم قبل أسابيع عن اللودج، برنامج تطوير المشاريع السينمائية الذي يقوم عليه مهرجان البحر الأحمر السينمائي بالمشاركة مع معمل تورينو للأفلام، ومن حظنا أن مشروعنا تم قبوله وها نحن نمضي أسبوعاً كاملاً حضورياً هذه المرة مع المدربين وبقية أصحاب المشاريع التي قبلت من البلاد العربية والآسيوية والأفريقية. نعم، شعرت أنني محظوظة للغاية لحضوري هذا المعمل الذي تعلمت فيه الكثير، وحظيت بلقاء الكثير من الشخصيات الرائعة، سواء من المدربين أو المتدربين، لدرجة يصعب التعبير عنها بالكتابة. بداية يجب أن أشكر المخرجة والكاتبة الجميلة روحاً وإبداعاً هناء الفاسي التي أشركتني معها في مشروعها الذي كان سبباً في حضوري هذا اللودج. عالم جديد ومختلف، وأن يقوم مهرجان البحر الأحمر برعاية المشروع، ومنحنا هذه الفرصة الثمينة للتعلم من أفضل من في المجال للتطوير والتعلم، يجعلني فخورة بأن هذه المؤسسة، مؤسسة سعودية تقود الجميع للأفضل. تم تقسيمنا إلى ثلاث مجموعات، مجموعتي كان فيها أربعة مشاريع: مشروعنا السعودي، ومشروع تونسي، وآخر إندونيسي، والرابع نيجيري. والمدربون صانع الأفلام التونسي محمد بن عطية والمنتجة اللبنانية سابين صيداوي. لا أستطيع أن أشكرهم كفاية على الوقت والجهد والطريقة التي تعاملوا بها مع مشاريعنا، شعرت أن عقولنا وأرواحنا ومشاعرنا تتفتح وتستقبل وتخوض مختلف التغيرات مع كل مرة نجلس فيها معهما، نفس الشيء حدث مع كل مدرب جلسنا معه، تحدثت المرة السابقة عن مارتا آندرو التي أعتقد أنها ليست فقط مستشارة سينمائية بل فيلسوفة أيضاً، طريقتها في الحديث عن تجاربها الشخصية وهي تتحدث عن مشروعك السينمائي تجعلك تتساءل إلى أي مدى يمكن للإنسان أن يكون إنساناً. وكيف يمكن أن يكون شخص تقابله للمرة الأولى حساساً تجاهك وتجاه كل الآخرين لهذه الدرجة وبهذا العمق. هناك أيضاً بول تيلر الذي وهو يتحدث عن القصة تشعر أنه يتحدث عن الحياة، وكيف بطريقته الخارقة في استخدام الليجو، يعلمك أن تفكر، تجرب، تغير وتنظر إلى الأمور بطريقة جديدة ومختلفة، باختصار يعيد ترتيبك، وليس فقط ترتيب القصة. كان من المهم لسافينا نيروتي أن يشعر الجميع بالأمان وهم يشاركون في هذه الورشة، وأعتقد أنه بعيداً عن الشعور بالحبور والإثارة والإحساس الدائم بالثقة والتردد معاً التي يعيشها أي مبدع، كنا جميعاً نحن المشاركين نشعر بالأمان، ومقدار العطاء الذي يبذله جميع المدربين، مسألة لا يمكن وصفها، لكننا عشناها في هذا الأسبوع. وددت لو أتحدث باستفاضة عن كل الأشخاص الذين قابلتهم، عن كل من يعمل في المهرجان الذين ساعدونا بكل ود. عن المشاركين، كل من لمس قلبي بمعرفته. شكراً من القلب.