انقسم أكبر تحالف سياسي مدني في السودان إلى فصيلين، إثر خلافات بشأن تشكيل حكومة في مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش. وقالت تنسيقية القوى الديموقراطية المدنية "تقدم" التي تضمّ أحزابا سياسية ونقابات مهنية في بيان، إنّ الانقسام جاء جراء "موقفَين متباينين حول قضية الحكومة". واتهم الجيش السوداني الذي يسيطر على الحكومة الوطنية ويقاتل قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، زعيم "تقدّم" رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك بالتقرّب من قوات الدعم السريع. وقالت التنسيقية إنّ "الخيار الأوفق هو فكّ الارتباط بين أصحاب الموقفَين ليعمل كلّ منهما تحت منصة منفصلة سياسياً وتنظيمياً باسمين جديدين مختلفين". من جانبه، قال بكري الجاك المتحدث السابق باسم "تقدّم" إنّ بعض المجموعات في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم "تشعر بالتخلّي عنها بسبب عدم وجود تضامن". وأضاف أنّ الفصيل الذي يعارض تشكيل حكومة في هذه المناطق يضمّ "معظم الأحزاب السياسية والشخصيات العامة في التنسيقية"، بما في ذلك حمدوك نفسه. هذا وتسعى وزارة الخارجية السودانية إلى تمهيد الطريق لعودة الحكم المدني في البلاد بعد أن حقق الجيش الوطني مكاسب في صراعه مع ميليشيا قوات الدعم السريع. وأفاد بيان لوزارة الخارجية السودانية، نُشر على تطبيق إكس الاثنين، بأنه تم إعداد خطة استراتيجية لمرحلة ما بعد الحرب بقيادة الحاكم الفعلي عبدالفتاح البرهان. وأوضحت الوزارة أن الخطة تتضمن تشكيل حكومة انتقالية وتعيين رئيس وزراء مدني وبدء حوار وطني مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وأضافت أن العملية يجب أن تؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة. ودعت وزارة الخارجية قوات الدعم إلى إلقاء السلاح إذا أرادت المشاركة في الحوار السياسي، ويشمل ذلك انسحاب الميليشيا من العاصمة الخرطوم وولاية غرب كردفان ومنطقة دارفور. ودعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي، وخاصة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إلى دعم الخطة الاستراتيجية لأنها "تمثل توافقا وطنيا لاستعادة السلام والاستقرار في البلاد وتلبية متطلبات الانتقال الديمقراطي." من جهتها قالت الأممالمتحدة إن آلاف الأسر السودانية فرت من قرية سلومة في ولاية شمال دارفور بعد هجوم نسب إلى قوات الدعم السريع. وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن حوالي 8 آلاف أسرة "نزحت من قرية سلومة ومحيطها، إلى جنوب الفاشر عاصمة الولاية، الجمعة والسبت. وقال آدم رجال المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور إن "قوة من الدعم السريع هاجمت قرية سلومة وتصدت لهم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح". وتسيطر قوات الدعم السريع على جزء كبير من دارفور، بما في ذلك نيالا الواقعة على مسافة 195 كيلومترا من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة. وكان الصراع المسلح في السودان قد بدأ في أبريل 2023، وشهد معارك دامية بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وميليشيا الدعم السريع التابعة لنائبه السابق محمد حمدان دقلو. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا أو فروا إلى دول مجاورة هربا من القتال.