أكد الأستاذ أنس محمد الجعوان المستشار التدريبي ل (الرياض) ان الكل في العالم يبحث ويسعى إلى السعادة وراحة البال ويبتعد عن منغصات السعادة وهي 4 أمور، القلق والتوتر، والمقارنة مع الآخرين، واللوم والعتاب للنفس وللغير، والتوقعات واضاف هناك اشخاص من الغريب انهم يجدون في الألم ملاذًا مألوفًا، بل وقد يصبح مع الوقت إدمانًا يصعب التخلص منه. وقال يُعرف هذا النمط "بإدمان الألم"، وهو حالة نفسية تجعل الشخص يسعى باستمرار إلى المعاناة، سواء بشكل واعٍ أو غير واعٍ، مما يؤثر سلبًا على حياته الشخصية والمهنية. وتطرق الى إدمان الألم فقال هو حالة نفسية تجعل الشخص ينجذب إلى المواقف التي تسبب له الأذى العاطفي أو الجسدي أو النفسي، سواء من خلال العلاقات السامة، أو تأنيب الذات المستمر، أو حتى البحث عن الفشل بطريقة غير مباشرة. وبين ان هذا الإدمان لا يرتبط بالألم الجسدي فقط، بل يشمل أيضًا الألم العاطفي، مثل التمسك بعلاقات مؤذية أو تكرار الأخطاء نفسها دون التعلم منها. وهو يختلف عن التعايش مع الألم أو الصبر عليه، إذ يتحول إلى سلوك دائم يعزز المعاناة بدلاً من تجنبها. واشار ان إدمان الألم ليس ظاهرة عشوائية، بل ينبع من عدة عوامل نفسية واجتماعية، منها: 1. التجارب السابقة: الأشخاص الذين نشأوا في بيئات مليئة بالصراعات والمشاكل قد يجدون في الألم شعورًا مألوفًا، مما يجعلهم ينجذبون إليه في حياتهم البالغة. 2. الشعور بالذنب وتأنيب الذات: بعض الأشخاص يشعرون بأنهم لا يستحقون السعادة، فيعاقبون أنفسهم بشكل لا واعٍ بالبقاء في دوامة الألم. 3. الحاجة إلى الانتباه والتقدير: قد يسعى البعض إلى الألم ليحصلوا على تعاطف الآخرين واهتمامهم، مما يعزز هذا السلوك. 4. الاعتياد الكيميائي: الألم المستمر يسبب إفراز بعض الهرمونات مثل الكورتيزول، مما يجعل الجسم معتادًا على حالة التوتر، فيصبح من الصعب التخلي عنها. وزاد انه يمكن أن يظهر إدمان الألم في عدة جوانب من الحياة، منها: العلاقات العاطفية: التمسك بشريك مؤذٍ رغم الألم الذي يسببه. العمل: البقاء في وظيفة مرهقة دون محاولة التغيير أو البحث عن فرص أفضل. القرارات الشخصية: تكرار الأخطاء نفسها دون التعلم منها أو اتخاذ قرارات تؤدي إلى الفشل المقصود. السلوك اليومي: البحث عن المشاكل أو خلق الدراما في الحياة بشكل مستمر. وعن كيف التحرر من إدمان الألم فقال يتطلب وعيًا ذاتيًا وإرادة قوية، ومن بين الحلول الممكنة: 1. الوعي بالمشكلة: الاعتراف بإدمان الألم هو الخطوة الأولى نحو التخلص منه. 2. إعادة برمجة العقل: تغيير طريقة التفكير والتوقف عن اعتبار الألم جزءًا طبيعيًا من الحياة. 3. تحسين تقدير الذات: العمل على بناء الثقة بالنفس والاعتقاد بأن السعادة حق للجميع. 4. طلب الدعم: اللجوء إلى أصدقاء داعمين أو مختصين نفسيين للمساعدة في تجاوز هذه الحالة. 5. تبني عادات صحية: ممارسة الرياضة، التأمل، وتعلم طرق جديدة لإدارة التوتر بدلًا من الاعتياد على الألم. وبين ان إدمان الألم ظاهرة معقدة، لكنها ليست حتمية. يمكن لأي شخص أن يخرج من دائرة المعاناة المستمرة إذا امتلك الوعي والرغبة في التغيير. السعادة ليست رفاهية، بل حق، وكل شخص يستحق أن يعيش حياة متوازنة مليئة بالسلام الداخلي والراحة النفسية