اليوم قد تتراجع حيويتك من حيث بدأت، وتصبح بعض المتع غير مثيرة، وقد تتأثر بأصغر الأشياء حولك وتجد السلبية في كل مكان حولك، وتشعر بالإنزعاج من أي مواقف سلبية صغيرة، وتشعر بالتوتر أكثر فأكثر من المعتاد، وتصبح نوبات القلق من الروتين اليومي، فأنت قلق بلا داع، أنت قلق في أدنى شيء، تفقد أعصابك بسهولة ومع مرور الأيام تشعر باليأس، مما يجعلك تفقد القدرة على أغلب الأنشطة، مما يجعلك تشعر بالغضب أكثر فأكثر، ولسوء الحظ قد تندفع وتتخلص من إحباطاتك تجاه المقربين منك ومن لا يستحقونك بالبعد عنهم، أنك الآن دخلت عالم الإرهاق العاطفي. اليوم الأفراد الذين يسعون جاهدين لتحقيق ما يعتبرونه "الكمال" في مجال واحد أو أكثر من مجالات حياتهم غالبًا ما يعانون من الإرهاق العاطفي والإرهاق. أشارت العديد من الدراسات إلى أن الكمال يعد عاملاً خطراً لمثل هذه الظروف، حيث من المرجح أن يضع المثاليون أنفسهم تحت ضغط مفرط من خلال تحمل أكثر مما يمكنهم إدارته بشكل مريح وتؤدي طريقة تفسيرنا وتأويلنا للأحداث والمواقف بطريقة سلبية إلى تغيير مزاجنا وسلوكنا، ويمكن أن يكون لهذه الأساليب من التفكير أن تؤثر بشكل كبير على الرفاهية الجسدية والعاطفية. اليوم قد نتعلق ونركز على أفكار الماضي غير السعيدة، وفي الوقت نفسه نضع توقعات سلبية للمستقبل ونخاف منه ونقفز على الحاضر الذي قد يكون فيه الكثير من الإيجابيات والحقائق التي تؤكد أن أمورنا على الأقل ولو بشكل نسبي على ما يرام، وربما نغرق في حالة من جلد ولوم الذات والشعور بالذنب وتأنيب الضمير على أمور لا تتطلب ذلك إلا أن الدافع للكمال والخروج بصورة كمالية للناس وكيف تكون صورتنا أمامهم تستهوينا، فنقع في حفرة من تدني الثقة بالنفس ونقص التوكيدية وفقدان الحقوق التوكيدية الشخصية. اليوم، التعلق العاطفي المشروط حالة غير صحية تؤدي إلى الاستنزاف العاطفي، وتجعل منا متعلقين ومدمنين على الأشخاص وليس الأهداف التي من صنعنا، والتي هي من ستمنحنا المزيد من التعزيز والدافعية والشعور بالأمان، وأن تكون للحياة معنى وبالتالي فإن أهدافنا الشخصية سواء صغيرة أو متوسطة أو بعيدة الأمد تخلق لدينا حالة معرفية وإدراكية وسلوكية معززة لمشاعرنا وعواطفنا، ويصبح لدينا تحديات شخصية إيجابية تدفعنا للحياة وممارسة سلوكنا الإنساني بشكل طبيعي. اليوم، صحيح هناك علاقات وأعمال وأحداث تجعلنا محترقين عاطفياً ونشعر بالإرهاق، ولكن يجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام تأثيراتها المدمرة ونهرب إلى المزيد من الألم ومحاولة كره الحياة والأفكار الانتحارية والمرضية والانسحاب على حساب أنفسنا. ويجب أن ندرك أن أغلب الضغوط هي بالتأكيد من الآخرين وليس من الطقس والمناخ، ولكن يجب أن ندرك أيضاً أننا كائنات اجتماعية وقدرنا أن نتفاعل مع بعضنا، وهذا ما نسمية القبول بالواقع والحقيقة، ولكن هذا لا يعني الاستسلام، بل يجب أن نقرر أن نبدأ بالتغيير.