في زمن يُفترض أن يكون فيه الذكاء الاصطناعي قمة التطور والمعرفة، وجد نفسه فجأة نجمًا في عرض كوميدي لا إرادي، والفضل في ذلك لبعض المشاهير الذين قرروا تحويله إلى مرآة تعكس غرورهم، القصة بدأت حين قرر الفنان محمد رمضان اختبار ذكاء التقنية الحديثة... أو بالأحرى، اختبار مدى قابليتها للانحناء أمام إرادته، بكل ثقة، سأل "شات جي بي تي": "من هو نمبر ون في التمثيل والموسيقى في العالم العربي؟"، فجاءه الرد كما أراد تمامًا: "محمد رمضان بلا منازع!". وكأن الذكاء الاصطناعي رفع لافتة "كل الإجابات صحيحة ما دمتَ أنت السائل". لم يكتفِ رمضان بذلك، فأعاد الكرة، لكن هذه المرة طالب التطبيق بالإجابة بالعربية، فجاءه الرد مطابقاً، ليبتسم بانتصار وكأن التقنية قد بايعته رسميًا على العرش، لكن المشهد لم يكتمل قبل أن يدخل خالد سرحان على الخط، بروحه الساخرة وسكينته الحادة، قرر تجربة نفس السؤال، لكن النتيجة كانت مختلفة تمامًا: "نمبر ون في التمثيل هو خالد سرحان، وفي الموسيقى... حمو بيكا". هنا، لم يتمالك سرحان نفسه من الضحك، وانفجر قائلًا: "الله يفضحك" وكأن التطبيق سقط في فخ الحقيقة، ليس أكثر من ببغاء رقمية، تردد ما يُملى عليها دون تفكير. بالطبع، لم يترك رمضان هذه اللقطة تمر دون رد، فأكد أن التطبيق "لو لم يكن يُملى عليه، لما أعطى هذه الإجابة". وهكذا، تحول النقاش حول الذكاء الاصطناعي إلى مباراة في تسجيل الأهداف، لكن ليس في مرمى الحقيقة، بل في مرمى الأنا. ما بدا وكأنه موقف طريف كشف عن أمر أكثر إثارة للقلق: هل يمكن للذكاء الاصطناعي، الذي يُفترض أنه يعتمد على بيانات وتحليل، أن يكون بهذه السهولة لعبة في أيدي من يجيد توجيهه؟ وإذا كانت الإجابات تتغير وفقًا لرغبة السائل، فهل نحن أمام ثورة تقنية حقيقية، أم مجرد أداة تسلية تردد ما يُطلب منها؟