سأل المقدم: ماذا تصنعون في أمازون، فأجاب جيف بيزوس دون تردد: الذكاء الاصطناعي. كان المقدم غير مستعد لهذه الإجابة القصيرة فأعادها مرة أخرى ليستطرد ضيفه في الإجابة، فقد كان واضحا أن المذيع وهو يمسك أوراقه لم يجهز السؤال التالي، لم يكن بيزوس ساخرا، إنما أجاب بجدية تامة، فأكمل مفسرا: 95 % من أعمالنا في الذكاء الاصطناعي، فهو داخل في كل شيء، يقطع عرضيا كطبقة تغطي أعمالنا جميعها، حرفيا نحن نعمل على آلاف التطبيقات في الذكاء الاصطناعي. كل ما يريد قوله جيف بيزوس أن الشركة في مرحلة تحول كبير، وأن الذكاء الاصطناعي هو الذي يقود هذا التحول. يأتي كلام بيزوس متزامنا مع إعلان الشركة عن منتجين كبيرين: نموذج نوفا للذكاء التوليدي، والحاسب العملاق المبني من رقائق الذكاء الاصطناعي التي صنعتها أمازون بنفسها، تنافس أمازون بهذين المنتجين فقط، تشات (جي بي تي) للذكاء الاصطناعي المفتوح، ورقائق نفيديا في وقت واحد. أكدت أمازون عن إمكانية تخصيص فعالية نوفا لخفض التكلفة، خاصة بالمقارنة مع المنافسين. حيث تقدم أمازون خدمات الذكاء الاصطناعي متعدد اللغات مع البنية التحتية التي توفرها على السحابة، مما يجعلها جذابة للشركات. في حين أن نماذج نوفا تعمل جيدا، إلا أنها لم تتجاوز بعد القدرات والمعايير التي أسس لها تشات (جي بي تي) مثلا، مما يعني أن أمازون مع كل هذا التوجه القوي والشجاع، ما زالت تحاول اللحاق بالركب. تهدف أمازون إلى تعزيز قيادتها السحابية مع تلبية احتياجات المطورين لأدوات الذكاء الاصطناعي متعددة الاستخدامات. هذا جزء من دفعة أوسع تشمل مساعدين وأجهزة جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي. في الوقت نفسه، ولدت رقائق الذكاء الاصطناعي الجديدة ضجة كبيرة لقدرتها على تعطيل هيمنة نفيديا. فقد صممت الرقائق لتعزيز مهام التدريب والاستدلال للتعلم الآلي، وتوفر ميزة كبيرة فهي تقلل التكاليف إلى النصف مقارنة بوحدات معالجة الرسومات من نفيديا. خفض التكلفة يجعلها خيارا جذابا للشركات التي تتطلع إلى توسيع نطاق عمليات الذكاء الاصطناعي بأسعار معقولة. مع ذلك، تواجه أمازون تحديات في إقناع مطوري الذكاء الاصطناعي بالانتقال من النظام البيئي لشركة نفيديا، لكن مع توسع التطبيقات ودخول مستخدمين جدد إلى السوق، ستكون قدرة أمازون على تقديم دعم برمجي منافس مسألة وقت. إجابة جيف بيزوس أن الذكاء الاصطناعي ممكن لكل الخدمات فهو مثل الكهرباء والحوسبة، تعني أن التحول المتوقع ضروري وحاسم. يمكن أن ننظر لإجابة بيزوس باعتبارها رد فعل لنتائج نفيديا المالية التي تعكس حالة الطلب المتنامي على تطبيقات الذكاء الاصطناعي. محليا، علينا أن نسأل أنفسنا السؤال نفسه الذي أجاب عنه جيف بيزوس من خلال كل الرؤساء التنفيذيين في القطاع العام أو الخاص، وعلى الإجابة أن تكون واضحة ومحددة: ماذا تصنع أخي سعادة الرئيس التنفيذي؟