أخيرا انتهت فترة الانتقالات الشتوية ومن حسن حظ المتابع الرياضي أنه «راح يفتك» من الصداع الذي عاشه طيلة الفترة التي امتدت لمدة شهر كامل وحسمت تفاصيلها في اللحظات الأخيرة ولا ندري إن كان الحسم المتأخر لتلك الصفقات هو نتيجة ضعف مفاوضين الأندية أم بسبب إجراءات صارمة لا تقبل أن تعيدنا للأيام الصعبة التي كنا نعيشها ما بين شكاوى وقضايا ومنع عن التسجيل. لا أشك إطلاقا في العمل المقدم من لجنة الاستدامة المالية وبرنامج نخبة اللاعبين حتى وإن كانت هناك ملاحظات كثيرة عليهما من الأندية وتحديدا الأندية التي استخدمت سياسة الصوت العالي، ولكن في نهاية الأمر انتهى ملف الانتقالات الشتوية بما يرضي تلك الأندية وعشاقها ويحسم جدلاً كاد أن يقودنا إلى مرحلة عدم الثقة في عمل اللجان. وكما هو ملاحظ بعد انتهاء فترة الانتقالات بدأت تظهر أرقام الصفقات باجتهادات إعلامية نتيجة غياب المعلومة الأكيدة من برنامج الاستقطاب أو لجنة الاستدامة المالية أو الجهة المعنية في تلك الصفقات، وهو ما يقودنا إلى طرح المزيد من الأسئلة؛ لماذا لا يتم الإعلان عن مبالغ الصفقات المبرمة، أو على الأقل كما حدث في كسر العقود بين أندية الأهلي وبورتو البرتغالي، أو نادي نيوم ونادي ليون الفرنسي والتي تم الإعلان عنها صراحة. طالما المعايير واضحة والأندية تعرف ما لها وما عليها، فالمطلوب أن نعرف كيف تم إبرام تلك الصفقات، وهل هي من مخصصات سابقة أو لاحقة أو من حصة الأندية السنوية في التعاقدات، وهل ما سبق وأن أعلن عنه برنامج نخبة اللاعبين بأن الدعم للأندية سيختلف بحسب نفاذ ميزانية كل نادٍ من التعاقدات. الشفافية مطلب خاصة وأن هناك جهة تشرف على انتقالات نخبة اللاعبين للدوري، وهناك لجنة تتابع الأمور المالية للأندية وتتأكد من أن إيراداتها تواجه التزاماتها ومصاريفها ولدى الأندية القدرة على الوفاء بديونها والتزامات محترفيها، فتجاربنا السابقة درستنا وعلمتنا كيف نتعامل مع تلك الالتزامات رغم أن هناك ثلاثة أندية تواجه العقوبات مثل: ضمك والرائد والوحدة. لن أقول إن هناك خللً في إدارات تلك الأندية، ولكن المطلوب أن تعرف كيف تواجه قيمة العقود التي تبرمها خاصة إن كانت عقوداً كبيرة، وهل تتوازى ونجومية اللاعبين المراد التعاقد معهم، وهل هناك ما يكفي من المال لجلبهم أم أن المسألة كما كانت في السابق تقوم على الاجتهادات الفردية و»يا تصيب أو تخيب». متفائل خيراً بعدما رأيت حرص الأندية في فترة الانتقالات الشتوية على جودة الاختيار ومدى قدرتها على التأقلم مع الاتجاهات الجديدة في الرقابة والمتابعة على الصفقات وكيفية تلبية احتياجاتها الفنية بدون أي آثار سلبية حالياً أو مستقبلاً. كل ذلك وأكثر له عائد على دورينا والمتعة الجماهيرية وبلا شك فإنه المستهدف أن يصبح من بين أكبر خمس دوريات عالمية، وكل المؤشرات على ذلك تقول إنه قادر على تحقيق ذلك المستهدف بإذن الله مع قليل من الشفافية وهذه رسالتي للجهة المعنية.